يدخل عالم فن التعامل أو الاتيكيت الى جميع مجالات حياتنا اليومية، من مختلف الفئات العمرية، والمراهقين لهم حظهم في آداب السلوك وفن التعامل حيث تشملهم قواعده المتعددة، وعن هذا المجال خصصنا حلقة مع المهندسة المدنية محاسن سعدي- خمايسي وهي مستشارة معتمدة لآداب السلوك وفن التعامل " اتيكيت " ومدربة معتمدة من كلية هارفارد، عن اتيكيت التعامل مع المراهقين.

وفي هذا السياق قالت: " مع انتشار عصر التكنولوجيا، وانكشاف أولادنا الى الهواتف الذكية والتكنولوجيا الحديثة، علينا كأهل العمل بناء شخصية أولادنا، مع المراعاة أن الأبناء في جيل المراهقة يبحثون عن الاستقلالية والحرية، وإبراز قوة الشخصية للآخرين، لذلك علينا ملاءمة الأساليب والمواضيع لهذه الفئة العمرية، المحددة، على سبيل المثال:

آداب التعامل مع الآخرين، والتوجه الى كبار السن، آداب الطعام، الحيّز الخاص موضوع جدًا تعريف ما هو الحيّز الخاص، ومحاولة تذويته لدى المراهقين، من أجل تفادي المشاحنات، ومن أجل محاولة الحفاظ على تواصل جيد مع كل من يحيط بنا.

بالإضافة إلى محاولة تعليمهم كيفية التعامل مع الغضب، وكيف ممكن أن نكبح الاستفزاز، وكيف نجامل الآخرين وغيرها من المواضيع التي لها صلة مباشرة مع هذه الشريحة.

التنمر 

كما وتطرقت سعدي- خمايسي الى معاناة الأهل والمربين من ظاهرة التنمر المنتشرة بين المراهقين وتأثيرها السلبي على الأولاد، والتي يمكن أن تؤثر على التحصيل العلمي لدى الأطفال، فهنا عندما نلتزم بقواعد الاتيكيت سنلاحظ ان هذا سيساهم بالحد من هذه الظاهرة ويعود بالإيجاب على الأولاد وعلى سلوكياتهم وتحصيلهم العلمي.

وقالت سعدي- خمايسي: "على سبيل المثال: عندما نعلم الأطفال انه، لا يجوز الوشوشة والهمس في أذن الاخرين واستخدام الألقاب المؤذية بحق الآخرين أو الحديث عن صديق وزميل لنا من وراء ظهره، وأن هذه التصرفات جميعها مغلوطة وتأثر سلبًا على العلاقات بين الطلاب، لو أخذنا نحن كل هذه القواعد ستنعكس ايجابًا على بناء الشخصية السليمة لدى الاطفال وخاصة للأطفال المراهقين، لأنه نظرة الآخر للمراهق تأتي من الدرجة الأولى للطفل من هذا الجيل ".

وفي نهاية أكدت سعدي- خمايسي: " من المهم أن نزرع لدى أطفالنا القيم التي تعزز لأبنائنا السعادة التي تأتي من القيم العليا، أكثر قيمة تعطينا السعادة، وهذه حسب دراسات هي القيمة التي تأتينا من العطاء بعكس السعادة التي تأتينا من المادة، فهي تدوم لفترة وجيزة وتنتهي حالما نحصل على هذه المادة، ونسعى بعدها الى الحصول على مادة أخرى، وينتهي بنا المطاف إلى بناء مجتمع سطحي ومادي، مهم جدًا أن نعلم أطفالنا أن القناعة كنز لا يفنى ".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]