لشبونة، عاصمةُ البرتغال المشمسة، ومدينةُ الأنهار والآثار الرائعة، ذات التاريخ الطويل والهندسة المعمارية القديمة المدهشة، وهي بمنزلة عامل جذب للسياح. فإن كنت من محبي المغامرة والاستكشاف والعودة إلى الماضي، حتماً ستكون هي وجهتك المثالية. «سيدتي» تصحبكم في رحلة إلى أهم معالم لشبونة السياحية.

أكبر حوض سمك داخلي
هل تخيلت يوماً أن تشاهد هذا الكم الهائل من الكائنات البحرية في حوض واحد؟ نعم، يمكنك ذلك في أكواريوم لشبونة؛ حيث يوجد أكبر حوض للأسماك في أوروبا على الإطلاق، وهو من أكبر أحواض الأسماك في العالم. يقع في باركي داس ناكسيس، وهو مبنى جميل يضم عدداً كبيراً من الكائنات البحرية من مختلف أنحاء العالم. وهو وجهتك المثالية إن كنت بصحبة عائلتك، فيمكنك الاستمتاع بمشاهدة أنواع من الأسماك والكائنات والحيوانات البحرية، بما في ذلك العديد من أنواع الطيور. ويحيط به خزان مركزي هائل يعج بالأسماك ذات الأشكال والأحجام المختلفة، كسمك القرش، وسمك المهرج، وتنين البحر، ويقوم هذا الأكواريوم بالمحافظة على محيطات العالم، لذا يعد مكاناً فريداً ذا طابع خاص لا تفوّت زيارته.

متحف كالوست كولبنكيان

في متحف كولبنكيان، ستأسرك الأعمال الفنية الخاصة التي قام كولبنكيان (المعروف برجل النفط) بجمعها طيلة حياته؛ حيث يقدم المتحف إلى الزوار تجربة استثنائية وفريدة من نوعها؛ لأن كل قطعة في المتحف مهما كانت صغيرة أو كبيرة وأياً كان حجمها فهي غير عادية أبداً، وهناك تحفٌ فنيةٌ من روائع مونيه ورينوار، إضافة إلى مجوهرات ويشم صيني وخزف فارسي، مؤكداً أنك ستستمتع بكل قطعة في المتحف تحكي تاريخ الفن في حقبة زمنية مختلفة عن الأخرى.

المدينة الرومانسية

قصر بينا الرومانسي

في مدينة سينترا الساحرة التي تجذب آلاف الزوار والسياح سنوياً، يقع قصر بينا الرومانسي، والمدرج ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو. القصر عبارة عن لوحة فنية وتحفة معمارية، يُعد من أهم المعالم التاريخية والسياحية في البرتغال، وإحدى نقاط الجذب السياحي في جبال سينترا التي يبلغ ارتفاعها 529 متراً؛ الأمر الذي جعل الرومان يطلقون على هذه السلسلة الجبلية اسم «جبل القمر».
يقع قصر بينا الوطني، الملقب بـ «القصر الرومانسي» على قمة تلة عالية في منطقة ساو بيدرو دي بينا فيريم بمدينة «سينترا»، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً، شمال غربي العاصمة لشبونة، وهو مقام على أرضية من الصخر، ويضم النصب التذكاري الوطني الذي يشير إلى أحد التعبيرات الرئيسة من الرومانسية للقرن التاسع عشر في العالم.
يتيح لك هذا المكان الرائع مشاهدة صور رائعة للقصور الملكية، والقصور الغامضة، وقلعة مغاربية يعود تاريخها إلى القرن الثامن.

برج توري دي بيليم

على الواجهة البحرية في بيليم، يقف برج توري دي بيليم، الذي يعد من أكثر الرموز شهرة في لشبونة. وإن كنت من محب التاريخ يمكنك زيارته والاستمتاع بمشاهدة رمز من رموز عصر الاستكشاف الاستثنائي في البرتغال خلال القرن السادس عشر.
تتميز واجهة البرج بتزيينها بزخارفَ بحريةٍ مميزةٍ، وهي عبارة عن حبال ملتوية وكريات مُدببة منحوتة على الحجر. ويُعدّ برج بيليم محمياً، بوصفه موقع تراث عالمي لليونسكو. ويمكنك مشاهدة غرف الملك الداخلية، وشرفته... حتماً ستندهش وأنت تتجول داخل القصر الذي يتكون من طوابق عدة عبر درج لولبي، وعادة ما تستغرق الجولة داخل هذا القصر الرائع قرابة 45 دقيقة.

قلعة سانت جورج
قلعة سانت جورج واحدة من أشهر المناطق السياحية في لشبونة. تتميز هذه القلعة العريقة، بمعاركها المهمة ومتحفها المُميز، وموقعها الأثري الرائع، الذي يجعلها تجربة رائعة لجميع أفراد الأسرة، لا سيما الأطفال؛ حيث سيحبون التسلق فوق الجدران والأبراج القوية التي تُحيط بالقلعة.
يمكنك الاستمتاع بمشاهدة المناظر الفريدة من شرفة المراقبة بالقلعة، التي توفر إطلالة بانورامية للمدينة ونهر تاغوس والمحيط الأطلسي البعيد. ولزيادة المُتعة، يوجد بالقلعة منظار في أحد الأبراج؛ حيث يُقدم للمُشاهدين عرضاً ساحراً للمدينة بزاوية 360 درجة.

ميدان روسيو

لتعيش أجواء البرتغاليين، لن تجد مكاناً أفضل من ميدان أو ساحة روسيو، وهو الميدان الأكثر شهرة بالمدينة، ويقع وسطها في المنطقة الأكثر أناقة. وقد كان مكان تجمع رئيس فيها منذ العصور الوسطى؛ حيث يمكنك الاجتماع بالأصدقاء فيه للتمتع بالمشروبات اللذيذة المنعشة قبل الذهاب إلى المسرح الوطني على الجانب الشمالي من الميدان لحضور عروض مميزة.

مصعد سانتا جوستا
ينقلك مصعد سانتا جوستا إلى أعلى التل، من منطقة بايكسا إلى لارجو دو كارمو، مع إطلالة بانورامية على أطلال كنيسة كارمو. ويمكنك التقاط الصور التذكارية لهذا المكان الرائع الذي بُني عام 1902، وهو مستوحى من برج إيفل الشهير الموجود بباريس، فالهيكل الخارجي للمصعد مزين بأقواس هندسية قوطية رائعة، في حين أن داخل العربات مكون من أجود أنواع الخشب المصقول.

ألفاما
ألفاما هي منطقة في لشبونة التاريخية؛ حيث ينتشر بالمنطقة العديد من المعالم التاريخية القديمة والمبهرة، بما في ذلك تلك التي تعود إلى الماضي المغاربي. أما شوارع المدينة، فهي ذاتها لا تُقاوم أبداً، كما تنتشر فيها المطاعم التي تقدم ألذ الأطعمة وأفضلها، إضافة إلى النوادي؛ حيث يمكنك الاستمتاع بالموسيقى الشعبية البرتغالية التقليدية. ويمكنك شراء الهدايا التذكارية من المتاجر التي تزخر بالمنتجات البرتغالية يدوية الصنع.

المتحف المائي

إن كنت من محبي المتاحف، يمكنك زيارة نوع مختلف من المتاحف التقليدية، فالمتحف المائي في لشبونة هو واحد من أفضل وأروع مناطق الجذب السياحي بالمدينة.
ويتكون المتحف من أربعة مبانٍ شُيّدت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر؛ حيث يشكل جزءاً مهماً من التراث التاريخي لمدينة لشبونة، والبرتغال بشكل عام.
يمكنك الحصول على نزهة رائعة في المتحف بهدوء، وتستمتع بمشاهدة ما يضم من كائنات، وتتنقل بين أقسامه؛ حيث يتكون المتحف من قناة طويلة يطلق عليها «أغواس ليفريس»، وسيدهشك أنها لا تزال منذ بنائها وحتى الآن مثالاً رائعاً للهندسة المعمارية المميزة، وذلك يرجع إلى طولها الذي يبلغ نحو كيلومتر واحد، إضافة إلى ارتفاع أقواسها الخمسة والثلاثين.
ولا تفوت زيارة معبد الماء الموجود داخل المتحف المائي الذي يحظى بتصميمات وديكورات مميزة من العصور الوسطى، وعادة ما تقام به معارض بشكل سنوي تحكي تاريخ المكان وأهميته على المدينة عبر العصور. كما يحتوي المكان على عدد من نوافير المياه والمضخات الأثرية التي تستحق المشاهدة عن قرب.

شاطئ براياس دي سينترا

تطل لشبونة على ساحل المحيط الأطلسي، وتشرق فيها الشمس 280 يوماً على مدار العام. لذلك، فإن شواطئها من أفضل الوجهات الشاطئية في البرتغال. ففي شاطئ براياس دي سينترا، الذي يعد أجمل شواطئ المحيط الأطلسي، يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة والألعاب المائية الرائعة.
في حين يعد شاطئ كوستا دا كاباريكا، أحد أكثر الشواطئ شعبية في لشبونة؛ حيث يمكنك الاستمتاع بالمرافق الرائعة الموجودة على طول هذا الشاطئ المليء بالرمال.
وعند زيارة شاطئ آرابيدا وسيسيمبرا، إلى جانب ممارسة السباحة والرياضات المائية، ستستمتع بالطبيعة الساحرة ومشاهدة التلال.

قوس النصر.. إطلالةٌ بانوراميةٌ للمدينة
عند زيارتك قوس النصر (أركو دا روا أوغوستا)، يمكنك الاستمتاع بزيارة الجزء العلوي من القوس؛ حيث يعلو الشرفة تمثال مجازي للمجد، يقوم بتتويج شخصيات تُمثل الشجاعة والعبقرية ومُزينة بأكاليل الزهور الرائعة. ويُمكنك أيضاً الوصول إلى القمة من خلال المصعد، الذي يوفر لك نظرة بانورامية ساحرة للمدينة. ويوجد به ساعة ميكانيكية فريدة صُنعت عام 1941 توضع على المنصة. ويوجد داخل قوس النصر صالة (سالا دو ريلوغيو) التي تضم أحد المعارض الفنية التي تروي تاريخ قصر النصر.

قلعة ساو جورج

من أهم الأسباب التي تجعلك تقرر زيارة قلعة ساو جورج، أسوارها العالية وأبراجها المنيعة، وبلا شك، فإن تاريخ القلعة العريق هو أحد عوامل الجذب أيضاً؛ إذ يعود تاريخ إنشاء القلعة إلى القرن الأول قبل الميلاد؛ حيث شيدت لتكون مركزاً للدفاع عن المدينة. وحتى تصل إلى القلعة، عليك السير عبر جسر يربط بين القلعة واليابسة وأنت تستمتع بالمناظر الرائعة حولك. وعند وصولك إلى هناك، يمكن البدء بجولة للقلعة وتأمل الفنون المعمارية والإطلالات الجذابة التي يوفرها موقع القلعة على نهر تاجوس، وتتميز القلعة من الخارج بالنقوش والزخارف الجميلة التي نقشت على جدرانها وتعود إلى العصور الوسطى، ومن ثم يمكنك الجلوس في المقهى الموجود في المكان وتناول المشروبات المتنوعة.
ولا تنس أن تلتقط الصور التذكارية وأنت تستمتع بتلك المرافق، مثل الأنفاق، التي ستجعلك تعيش في أجواء القرون الماضية.
وعندما تنتهي من التجول داخل القلعة، ما رأيك بالمشي قليلاً في الهواء الطلق؛ حيث الحديقة الجذابة والمحيطة بقلعة ساو جورج؟ حتماً، ستكون رحلة حقيقة لا تنسى عبر التاريخ والآثار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]