طوّرت شركة السايبر الإسرائيلية "توكا" تكنولوجيا قادرة على رصد مواقع كاميرات في منطقة جغرافية معينة، واختراق برامج الحماية فيها ومشاهدة البث الحي لهذه الكاميرات، وتغيير البث الحي وتضليل الذين يشاهدونه.
ويتبين من وثائق داخلية لهذه الشركة، التي تُكشف لأول مرة من خلال تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن القدرات التكنولوجية التي طورتها الشركة تتجاوز ذلك بكثير.
ونشر قراصنة إنترنت إيرانيون، في أعقاب التفجيرين في القدس، الشهر الماضي، مقاطع من مشاهد من هذين التفجيرين بعدما تمكنوا من اختراق كاميرات في موقعيهما، إلا أن قدرات "توكا" تتجاوز ذلك بكثير، وفق تقرير لهيئة البث العامة الإسرائيلية "كان 11".
اوسع
وتعمل تكنولوجيا "توكا" في مجال أوسع من التكنولوجيا التي طورتها شركات سايبر هجومي إسرائيلية، مثل "NSO" و"كانديروا" المتخصصتين باختراق الهواتف الذكية والتجسس على حامليها.
وتظهر وثائق الشركة أنها تستخدم أدوات خاصة تسمح "باختراق مجسات مرتبطة بالإنترنت، من أجل جمع معلومات استخباراتية لأغراض عملياتية"، مثل تحديد منطقة جغرافية معينة في خريطة ورصد الكاميرات المنصوبة فيها.
بالإضافة لمشاهدة بث الفيديو في الكاميرات والتحكم به، والارتباط بأجهزة ذكية في سيارات لتستدل على موقعها ومسارها وجمع معلومات استخباراتية أخرى.
ونقلت الصحيفة عن المحامي الإسرائيلي ألون سبير، المتخصص بقوانين حقوق الإنسان، قوله إن هذه التكنولوجيا بإمكانها إنتاج أوضاع بائسة في انعكاساتها على حقوق الإنسان.
وحذر "سبير" من أن الشرطة الإسرائيلية، تجمع معلومات استخباراتية حساسة عن مواطنين من دون أن تلائم صلاحياتها.
وشدد على أن الوضع في الضفة الغربية مختلف، لأن حقوق الإنسان الفلسطيني فيها ليست محمية.
ذئب ازرق
ويستخدم الجيش الإسرائيلي في الضفة منظومة "ذئب أزرق"، التي يوثق من خلالها الجنود صور لوجوه الفلسطينيين بكاميرات هواتف ذكية، أثناء توقيفهم بشكل عشوائي أو مرورهم من حواجز عسكرية.
وتكشف وثائق "توكا" أنها أبرمت صفقات مع إسرائيل والولايات المتحدة وألمانيا وأستراليا، وكذلك مع سنغافورة.
وأسس شركة "توكا" رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، في العام 2018.
[email protected]
أضف تعليق