أيام قليلة ويبدأ عام 2023، ويحرص الكثيرون في هذه الأيام على قراءة توقعات الأبراج 2023 للعام الجديد والأبراج الأكثر حظا والأبراج الأقل حظا، فيما كشفت دار الإفتاء حكم قراءة توقعات الأبراج والاعتقاد فيها.
حكم قراءة الأبراج من باب الفضول
وفي رده على حكم الاعتقاد في الأبراج والتنجيم، أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك فرقا بين العلم والدجل، فالله سبحانه وتعالى رتب على النجوم علما ومنها يعرف العرب المواقيت فهو علم له أدواته والاستفادة منه، لكن هذا العلم اندثر ولم يعد هناك من يهتم به خاصة مع اختلاف الأجواء والتكنولوجيا الحديثة.
وأوضح أن الأبراج إن دلت على شيء من الصفات فهذه الدلالة ظنية، فغلبة الظن أن من يولد في برج معين له بعض الصفات لكن هذا ليس على سبيل القطع، مضيفا أن معرفة صفات بعض الناس من الأبراج فهو على سبيل الظن وليس اليقين.
وأكد أن الدجل هو أن يدعي البعض أنه يطلع على علم الغيب بالنجوم وما سيجري في غدٍ وهذا ممنوع شرعا ولا يجوز الاعتماد عليه أو الإيمان به فالله سبحانه وتعالى يعلم الغيب، والاعتماد على علم النجوم في معرفة الأحوال لم يعد متاحًا أصلًا .
فيما أكد الشيخ أمين شلبي، أمينى الفتوى أن الله سبحانه وتعالى أرشدنا إلى عدم الاعتقاد في الوهم، فمجرد القراءة في حد ذاتها في الأصل ليست حراما أما الاعتقاد في الأبراج وأن هذا ينفع أو يضر وترتيب الحياة وفقا لهذا الكلام فهذا خاطئ فهي وهم ولا تفيد.
حكم الأبراج دار الإفتاء
فيما أكد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، في رده على حكم الاهتمام بعلم الفلك وقراءة صفات الشخصيات وفقا للأبراج الفلكية، أنه يجب التمييز بين عدد من الأمور وهي أن هناك فرق بين علم الفلك كعلم يدرس وله أكاديميات ودراسات مستقرة ويطلق عليه «أسترولوجي» وهو المعروف والمتعلق بالمسافات بين النجوم وبناءا عليه تقطع المركبات المسافات الواسعة في الفضاء.
وأوضح ممدوح أن هناك علم يقولون عليه «فلك» لكنه ليس علما بالمعنى الأكاديمي ويطلق عليه «العلوم الزائفة» يبنى على الممارسة والخبرة والموروث، وليس كعلم مستقر له تاريخ وغاية وأصول مستقرة، مضيفا أن علم الفلك الذي له علاقة بالتنجيم يعرف بـ«أسترونومي» فالتنبؤ والبحث عن الطالع ومعرفة البخت وحظك اليوم هو من التنجيم المذموم.
وأضاف أن الشرع حذر من التنجيم ونهى عنه وأمر بعدم التعلق بالخرافة وألا تكون عقلية الإنسان المسلم مبنية على التفكير الخرافي، مشيرا إلى أن ما يتعلق بسمات الإنسان وصفاته بناءا على تاريخ ميلاده، وتقسيم السماء لـ12 برج بعد التوصيل بين الكواكب، فالله سبحانه وتعالى أشار إلى ذلك بقوله «والسماء ذات البروج» وهي البروج المعروفة.
وأشار إلى أنه قسمت الأبراج لصفات تتفاوت حسب موعد ميلاد الشخص وهي ليست صفات حتمية ولكنها سائدة، فقراءة صفات الأبراج ليس له علاقة بالتنجيم المذموم الذي نهى الشرع عنه، ولكنه أمر يُبنى على الاستقراء والتتبع والانشغال بها ليس مذموما وإنما جائز بشرط ألا ينبغي للإنسان أن يبني حياته وقراراته وردود أفعاله على مجرد المذكور في الكتب أو ما يقرأه في صفات الأبراج لأنها قابلة للتغير.
وشدد على أن هناك عوامل أخرى تؤثر في صفات وشخصية الإنسان مثل التربية والبيئة والثقافة والدين والصحبة، ولكن قضية تأثير الكواكب على الأرض بطريقة ما فهو أمر وارد، فظاهرة المد والجذر تحدث بسبب قرب الأرض من القمر أو بعدها عنه إلا أن قضية الطالع من النحس والسعد وتأثير الكواكب في ذلك فالشرع نهى عن الالتفات بها أو البحث عنها أو التعلق بها.
وأشار ممدوح إلى أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن المؤثر والحقيقي والفاعل الحقيقي هو الله، وإدراك أن هذا الباب يستغله الكثير من الدجالين ليأخذوا أموال الناس بالباطل تحت دعوى الفلك والتنجيم وهذا كله حرام.
وعن حكم الأبراج، أوضحت دار الإفتاء أنه كذب المنجمون الذين يُعلنون نبوءات قبل بدء العام الميلادي الجديد، مشيرة إلى أن ادعائهم بمعرفة أحداث مستقبلية تدخل في الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله تعالى، موضحة في تحذير سابق لها أنه على المسلم معرفة أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وأنه النافع الضار وأنه من الشرك بالله أن يعتقد الشخص أن لغير الله من الإنس أو الجن أو غير ذلك تأثيرًا في معرفة الغيب، أو كشف الضر والبلاء أو النفع له.
وأضافت أن المنجمون يدعون معرفة بعلم الغيب، وهو نوع من الدجل، حتى وإن تحقق بعض هذه الأمور مصادفة؛ لأن عالم الغيب والشهادة هو الله تعالى ولم يُظهر سبحانه وتعالى على هذا الغيب إلا من ارتضى من رسول أو نبي قال تعالى: “عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا”.
وشددت على أنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تصديق هؤلاء المنجمين فقال صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرَّافًا فصدقه بما يقول لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا»، ومقولة «كذب المنجمون ولو صدقوا» ليست حديثًا نبويًّا، وإن كان معناها صحيحًا، مشددة على أنه بسبب مخافة أن يفتن البسطاء بأفكار هؤلاء المشعوذين جاء تحذير الحكماء بالتأكيد على كذب المنجمين حتى وإن صادفوا الواقع.
[email protected]
أضف تعليق