بهدف استغلال احتياطيات الغاز في مصر وإسرائيل، تخطط شركة "كابريكورن إنرجي"، للاندماج مع شركة "نيوميد" الإسرائيلية في صفقة شاملة للأسهم، بعد دفع أرباح خاصة بقيمة 620 مليون دولار.
وبدأت كابريكورن إنرجي البريطانية أعمالها رسميا في مصر خلال سبتمبر من العام الماضي (2021)، بصفقة استحواذ على أصول شركة شل بالصحراء الغربية مناصفة مع شركة شيرون، باستثمارات قدرت بـ323 مليون دولار لكل منهما، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقررت الشركة البريطانية -التي تعمل في التنقيب عن النفط والغاز- التخلي عن مخطط سابق للاندماج مع توللو أويل، وفق منصة "طاقة" الإخبارية المتخصصة في شؤون الطاقة.
وتستهدف صفقة الاندماج بين كابريكورن ونيوميد التركيز على حقول الغاز في مصر وإسرائيل، بما في ذلك حصة نيوميد في حقل ليفاثيان البحري الإسرائيلي العملاق، في وقت تبحث فيه أوروبا عن إمدادات طاقة غير روسية.
وستدرج المجموعة الجديدة تحت نيوميد، المعروفة سابقا باسم ديليك دريلينغ، بقيادة يوسي آبو، الرئيس التنفيذي للشركة الإسرائيلية التي سيمتلك مساهموها 89.7% من الكيان المندمج.
وجرى تداول أسهم كابريكورن بأكثر من 10% بعد إعلان صفقة الاندماج، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2018، في حين تراجعت أسهم "تويللو أويل" بنحو 3.6%، وانخفضت أسهم نيوميد بما يقلّ قليلًا عن 1%.
وقال يوسي آبو إن المجموعة الجديدة ستهدف إلى زيادة إنتاجها لأكثر من 200 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا بحلول نهاية العقد الجاري من 115 ألف برميل نفطي حاليا.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد: "نحن بصدد إنشاء شركة تسمح لأول مرة للمستثمرين الدوليين بالاستغلال المباشر لاحتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط، وفي حقل ليفاثيان على وجه الخصوص".
وارتفع إنتاج إسرائيل من الغاز الطبيعي بنسبة 22%، خلال النصف الأول من عام 2022، إلى معدلات قياسية، تجاوزت 10.85 مليار متر مكعب، وجاء أغلب زيادة الإنتاج من حقلي تمار وليفياثان بشرق البحر الأبيض المتوسط.
ستكون شركة "نيوميد" أول شركة إسرائيلية تمتلك أصولًا للنفط والغاز في مصر، التي يبلغ عدد سكانها المتعطشين للطاقة نحو 100 مليون نسمة.
وبدأت إسرائيل تصدير الغاز إلى مصر العام الماضي (2021)، ومنذ ذلك الحين، سلّمت إسرائيل ما معدله 5 مليارات متر مكعب سنويا من الغاز إلى مصر، عبر خط أنابيب غاز شرق البحر الأبيض المتوسط عسقلان-العريش.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد، يوسي آبو، إن عملية الاندماج مع شركة الطاقة البريطانية "كابريكورن" تعزّز مكانة نيوميد بصفتها موردًا محتملا للغاز لأوروبا، مضيفا أن الشركة ما تزال تدرس خياراتها لمواصلة تطوير حقل ليفاثيان.
وأكد أن أحد الخيارات المتاحة هو بناء محطة عائمة للغاز الوطني المسال، والتي تحظى بدعم من الحكومة الإسرائيلية.
وتمتلك إسرائيل حقلين متطورين للغاز الطبيعي، وهما تمار وليفياثان، لكن لا توجد في البلاد حاليا منشآت تسييل.
ويتمثّل الخيار الثاني في الربط مع محطات إسالة الغاز في مصر عبر خط الأنابيب البحري.
وتنتظر صادرات الغاز المسال المصرية قفزة خلال شهر سبتمبر الجاري (2022)، بفضل الإنتاج الإسرائيلي، والكمية المتوفرة من ترشيد الاستهلاك محليًا.
ومن المتوقع أن يزيد عدد الشحنات التي ستصدّرها مصر مع اقتراب نهاية الشهر الجاري إلى نحو 7 شحنات على الأقل، ومن المنتظر أن يسهم بدء التشغيل الوشيك لحقل كاريش قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط، في دعم تلك الصادرات.
وعارض بعض مستثمري شركة كابريكورن خطة الاندماج مع تويللو، حيث سيمتلك مساهمو شركة النفط والغاز البريطانية ما يزيد قليلًا عن 10% من أسهم الشركة الجديدة، ومن المقرر إتمام الصفقة في الربع الأول من العام المقبل (2023).
وفي المقابل، دعت شركة باليسير كابيتال – التي تعد أحد أكبر المساهمين في كابريكورن إنرجي – إلى عقد اجتماع للجمعية العمومية للشركة للنظر في إقالة سبعة من أعضاء الإدارة التنفيذية، من بينهم الرئيس التنفيذي للشركة سايمون تومسون والمدير المالي جيمس سميث، وفق ما ذكرته رويترز. باليسير هي ثالث أكبر مساهم في كابريكورن، وأحد المستثمرين في شركة الطاقة العملاقة الذين أعربوا عن معارضتهم للاندماج المحتمل مع شركة الطاقة الإسرائيلية نيوميد.
وأعلنت نيوميد الإسرائيلية في أكتوبر عن خططها للاندماج مع كابريكورن إنرجي، بعد أن منع مساهمو الأخيرة، بما في ذلك باليسير، خطة سابقة للاندماج مع تولو أويل على أساس أنها "تقلل من قيمة الشركة". ومن المتوقع أن تمنح الصفقة الجديدة حال إتمامها، شركة نيوميد السيطرة الكاملة على أصول كابريكورن في مصر، مما قد يمهد الطريق لعلاقات أوثق في قطاع الطاقة بين مصر وإسرائيل، ويخلق ما وصفته الشركة بأنه "عملاق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للغاز والطاقة".
ويعارض المساهمون الذين يمتلكون أكثر من 40% من أسهم كابريكورن عملية الاندماج المخطط لها على أساس أنها تقلل من قيمة الشركة وأنها "منحازة بلا داع تجاه نيوميد". وذكرت باليسير أيضا أن لديها تأكيدات من 28% آخرين من المساهمين الذين "فقدوا الثقة في مجلس الإدارة الحالي"، بحسب الوكالة.
ويأتي على قائمة باليسير عددا من المرشحين منهم هشام مكاوي، الرئيس الإقليمي السابق لمنطقة شمال أفريقيا في شركة بي بي، وكريستوفر كوكس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة سبيريت إنرجي. وتسعى الشركة لعقد الجمعية العمومية بحلول 30 يناير للتصويت على خطتها، حسبما ذكرت رويترز.
وكانت نيوميد تأمل في إتمام الصفقة خلال الربع الأول من عام 2023، وفقا لما قاله الرئيس التنفيذي للشركة يوسي أبو مؤخرا، ما يقلل من أهمية اعتراضات مساهمي كابريكورن. وتوقع أبو حينها أن يوافق مساهمو الشركتين في النهاية على الاندماج.
[email protected]
أضف تعليق