أرسلت إدارة مستشفى "هداسا" بالقدس، اليوم الأحد، الطبيب المتخصص في جراحة القلب والرئتين أحمد رسلان محاجنة، من أم الفحم، قرارًا بفصله بشكل نهائي، بعد أن قدم قطعة حلوى للفتى الأسير محمد أبو قطيش، والذي ادعت الشرطة الإسرائيلية أنه نفذ عملية طعن في القدس، وتم فصل الطبيب محاجنة بعد عاصفة تحريضية كبيرة من قبل الإعلام الإسرائيلي، ومن ثم تم استدعائه لجلسة استماع، واليوم تقرّر فصله من عمله والذي عمل من أجله سنوات طويلة.
وتحدثّ موقع بكرا مع الطبيب أحمد محاجنة والذي روى لنا ما حدث له بالتفصيل:"ما حدث لي في الأسابيع القليلة الماضية من مطاردة لم أكن أتخيلها في أسوأ كوابيسي، فأنا عميد متميز لكلية الطب في جامعة تل أبيب ووصلت إلى السنة الرابعة في تخصص جراحة القلب والصدر في هداسا عين كارم، بالإضافة إلى ذلك، تم إنتخابي مؤخرًا كعضو لجنة الأطباء الأطباء الشباب".
وتابع:"بدأ كل شيء في تاريخ 26 أكتوبر، حيث احتفلنا في القسم بنجاح طبيب آخر، وبعد انتهاء الاحتلال، عرض بعض العاملين في القسم توزيع الطعام المتبقي على المرضى بدلًا من رميها في القمامة، وبعد أن رأينا جميعًا هذا كمبادرة لطيفة وإنسانية، قمنا بتوزيع الطعام على الأربعة مرضى الذين تواجدوا في الجناح".
وأسهب:"كان أحد المرضى الذين مكثوا في قسمنا ذلك اليوم، أسير فلسطيني يبلغ من العمر 16 عامًا حاول تنفيذ عملية طعن في حي الشيخ جرّاح، فقدمنا له الطعام ولم نفرقه عن الآخرين في الغرفة".
كابوس
وأضاف:"وهنا بدأ الكابوس، إذ بعد دقائق قليلة، اقترب من أحد رجال الشرطة، وتحدث بطريقة حادّة وعنيفة، بينما طلب صديقه بنفس الطريقة العنيفة بطاقة هويتي، شعرت أن هناك خطأ ما هنا، رفضت ووجهته إلى مديرتي في القسم للحصول على بياناتي الشخصية، من ثمّ أكملت عملي على جهاز الكمبيوتر، فبدأ الشرطي في التقاط الصور لي فقلت له أن ما يفعله غبي جدًّا".
وأردف:"مرّ ما يقارب ال 3 أسابيع على الحدث، وخلال هذه الفترة تم استجوابي بعنف حول ما حصل، وشوهت اسمي وسمعتي في وسائل الإعلام، وأصبح يُنظر إلي في العمل كإرهابي، من ثم تم استدعائي إلى جلسة استماع في المستشفى وقرروا طردي من وظيفتي".
ونوّه:"تلقيت دعمًا كاملًا من رئيس القسم البروفيسور، عوزي يتسهار، ومن رؤسائي، وكتب معظمهم رسائل دعم وتوصيات تم استخدامها أثناء جلسة الاستماع، وتلقيت الكثير من الدعم من المرضى، سواء كانوا عربًا أو يهودًا، وأرسلوا جميعهم رسائل دعم إلى الإدارة، ولكن على عكس دعم رؤسائي في القسم، لم تحميني إدارة المستشفى، بل على العكس تمامًا - فهم ضدي ويبدو أنهم تعرضوا للجر بعد ابتزاز سياسي من قبل أطراف أخرى".
واختتم:"ما زلت لا أفهم بماذا أخطأت؟ لم أدافع أبدًا عن المجرمين، ولم أدعم العنف أبدًا وكان توزيع الطعام على الجميع عملًا إنسانيًا بحتًا. أحب مكان عملي كثيرًا، فقد بذلت جهدي للوصول إلى هنا، وما زلت أعطي كل ما لدي من أجل هداسا والعمل، ولم أفصل أبدًا بين الناس وفقًا للعرق أو الدين أو الجنس".
[email protected]
أضف تعليق