يعتبر موسم قطف ثمار الزيتون للفلسطينيين عامة وأبناء القرى الفلاحين خاصة موسم فرح يحمل في طيّاته بهجة وسعادة جمّة بمشاركة شرائح عديدة من أبناء وبنات شعبنا.
ويأتي الموسم هذا العام في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، إلى جانب رمزية شجرة الزيتون التي تتعدى كونها مجرد شجرة، إذ أنها تمثل فكرة ورمز للصمود والنديّة في هذه الأرض، فضلا عن قدسيتها في الأديان السماوية.
وعن تقوية الترابط العائلي، فلا يشد الموسم رحاله إلا وقد ساهم حتى لو بشكل بسيط في توطيد العلاقات الاجتماعية بين الأسر والأبناء والأصدقاء والأقارب، إن كان وسط كروم أو معاصر الزيتون.
وفي حديث خاص لـ”بُـكرا” قال الحاج عبد المجيد دراوشة (93 عاما) من قرية اكسال عن الفروق في موسم الزيتون بين الماضي والحاضر، أن اختلافات عدة طرأت بين الماضي والحاضر على موسم الزيتون، منها الإيجابية والسلبية، فقد شكّل التطور التكنولوجي الحالي سهولة في العمل والإتاحة، إن كان بالتنقل من البيت للكروم لمعصرة الزيتون، والانتقال من “الدواب” إلى المركبات، أو بعملية قطف الزيتون فقد كانت تتم بشكل ذاتي بحت، أي، بالأيادي، والآن يوجد “ماكينات” كهربائية متطورة.
آلية عصر الزيتون
وعن آلية عصر الزيتون وتطورها فقد أطرأ الحاج دراوشة على الطرق الحديثة لعصر الزيتون، إن كان بسرعة العملية أو بجودة الزيت الناتج، مقارنة بالماضي حيث كانوا ينتظرون عملية العصر لعشرات الساعات، فضلا عن الجودة غير الجيدة للزيت مقارنة بأيامنا.
وعن هبة العائلة والأبناء والأحفاد في موسم الزيتون، فقد أشار الحاج درواشة لتراخي همم الناس والأحفاد في هذا الزمان مقارنة بالماضي، حيث كانت كل العائلة بمختلف الأعمار تشارك بقطف ثمار الزيتون، أما اليوم فنادرا ما نرى مشاركة من كل أفراد العائلة.
وشدد الحاج درواشة على أهمية الحفاظ على الأرض.. وقال: “ الأرض كالعرض لا تباع، ولا أفرّط بـ سم واحد منها”، واستذكر الحاج درواشة أرض مساحتها أكثر من 20 دونم لعائلته تم مصادرتها سنة النكبة 48، وعرض عليه فيما بعد مبلغ مقابل هذه الأرض كاضفاء شرعية قانونية، لكنه لم يقبل وما زال يملك الأمل أنها ستعود.
[email protected]
أضف تعليق