حيث ورد سؤال للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف نصه: "هل الأفضل صلاة السنن فى البيوت أم المساجد؟".
وجاء رد لجنة الفتوى كما يلى: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد : فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن صلاة النوافل فى البيوت أفضل منها فى المساجد، ما لم يسن لها الاجتماع، كصلاة الخسوف وغيرها، قال المرغينانى الحنفى رحمه الله: وَالأَفْضَلُ فِى عَامَّةِ السُّنَنِ وَالنَّوَافِلِ الْمَنْزِلُ هُوَ الْمَرْوِى عَنْ النَّبِى عليه الصلاة والسلام، وقال النووى رحمه الله: إنْ كَانَتْ الصَّلاةُ مِمَّا يُتَنَفَّلُ بَعْدَهَا فَالسُّنَّةُ أَنْ يَرْجِعَ إلَى بَيْتِهِ لِفِعْلِ النَّافِلَةِ؛ لأَنَّ فِعْلَهَا فِى الْبَيْتِ أَفْضَلُ".
وأضافت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية: "قال ابن قدامة رحمه الله: والتطوع فى البيت أفضل … ولأن الصلاة فى البيت أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء، وهو من عمل السر، وفعله فى المسجد علانية، والسر أفضل"، مضيفة: "ومن أدلة الجمهور: "عن زيدِ بنِ ثابتٍ، قال: قال رسولُ اللهِ : «صلُّوا أيُّها الناسُ فى بُيوتِكم؛ فإنَّ أفضلَ صلاةِ المرءِ فى بيتِه إلَّا الصلاةَ المكتوبةَ. وفى رواية أبى داود: صَلَاةُ الْمَرْءِ فِى بَيْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاتِهِ فِى مَسْجِدِى هَذَا، إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ، وقال القسطلانى عن حديث البخاري: يدل لأفضلية النوافل فى البيت مطلقًا، نعم تفضل نوافل فى المسجد منها: راتبة الجمعة، ونوافل يومها لفضل التبكير والتأخير لطلب الساعة، نص على نحوه فى الأم، وعن عائشةَ رَضِى اللهُ عنها، قالت: "كان النبى، يُصلِّى فى بيتى أربعًا قبل الظُّهرِ، ثم يخرُجُ فيُصلِّى بالناسِ، ثم يدخُلُ فيُصلِّى ركعتينِ، وكان يُصلِّى بالناسِ المغربَ، ثم يدخُلُ فيُصلِّى ركعتينِ، ويُصلِّى بالناسِ العِشاءَ، ثم يَدخُلُ بيتى فيُصلِّى رَكعتينِ".
وتابعت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية: "قال النووي: فيه استحباب النوافل الراتبة فى البيت كما يستحب فيه غيرها، ولا خلاف فى هذا عندنا، وبه قال الجمهور وسواء عندنا وعندهم راتبة فرائض النهار والليل"، وعن جابر قال: قال رسول الله : "إذا قضى أحدكم الصلاة فى مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته فإن الله جاعل فى بيته من صلاته خيراً"، و قال المناوي: «فليجعل لبيته»: أي: محل سكنه، «نصيبا»: أي: قِسما، «من صلاته»: أي: فليجعل الفرض فى المسجد والنفل فى بيته لتعود بركته على البيت وأهله كما قال «فإن الله تعالى جاعل فى بيته من صلاته»: أي: من أجلها وبسببها، «خيراً»: أى كثيراً عظيماً، لعمارة البيت بذكر الله وطاعته، وحضور الملائكة، واستبشارهم، وما يحصل لأهله من ثواب وبركة.
واختتمت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية: "وبناء على ذلك: فيستحب صلاة النافلة فى البيت ما عدا ما شرعت فى جماعة كصلاة الكسوف والخسوف وغيرهما. ما لم يخش أن ينشغل عنها لو تركها فيكون صلاتها فى المسجد أفضل".
[email protected]
أضف تعليق