يقول الروائي البرازيلي باولو كويلو: «الضيق ليس في العالم.. إنّما في الطريقة التي نراها فيه».. والقول جائز في حالة الشقة السكنيّة، التي يشعر سكّانها بأنّهم منحبسون بين جدرانها، في الوقت الذي تتعدّد فيه الأساليب المعاصرة المتبعة في تنسيق وتجميل ديكورات المساحات الداخليّة الصغيرة، علماً أن بعض اللمسات كفيل بالتغلّب على الضيق.
يختلف مفهوم المنزل الضيّق، ومساحته، من دولة إلى أخرى، ومن مجتمع إلى آخر.. فوائد المنزل الضيّق الأساسيّة، هي انخفاض سعر تملّكه أو استئجاره، كما التوفير في فواتير الطاقة الشهريّة والصيانة. بالمقابل، للحدّ من سيئات المنزل الضيّق المستخدم من أفراد عديدين في العائلة، تُشجّع مهندسة الديكور الداخلي الكويتيّة سارة المطيري على اختيار نمط الحدّ الأدنى minimalist في التصميم. وتعلّل المهندسة فكرتها، قائلةً إن «النمط «المينيمالست» المستعاد أخيراً من مصمّمين كثيرين، قليل التفاصيل ومتخفّف من عناصر التزويق، مثل: التحف الضخمة».
في استرجاع للنمط المذكور العائد زمنه إلى ستينيّات القرن الماضي وأصوله إلى مدينة «نيويورك»، وميادينه إلى العمارة وتصميم المنتجات والتصميم الداخلي وفنون أخرى عدة... يتبيّن أن الأشكال والخطوط الهندسية البسيطة مفضّلة في الديكورات المتعلّقة، كما الألوان المحايدة والأسطح «النظيفة» التي لا تعانق الإكسسوارات سوى قليلاً، والجدران المكتفية بالطلاءات، مع الحدّ الأدنى من مواد التكسية أو الأعمال الفنيّة، والتأثيث بقطع قليلة عالية الجودة لصنع الفارق.
أساسيّات التصميم للمساحات الداخلية الضيقة
في الآتي، تُساعد المهندسة القرّاء من شاغلي الشقق الضيّقة، على جعل مساحاتهم مريحة، مع تخليصهم من شعور الانحباس داخل أمتارها قليلة:
1 التنسيق مع مهندس(ة) الديكور الداخلي لجعل «المُخطّط المفتوح» Open Plan سائداً في منطقة المعيشة الضيّقة، ما يساعد ساكني المنزل في أداء وظائف عدة في الفراغ المعماري، مع الإبقاء على التواصل البصري بين أركان الجلوس والأكل وغيرها.
2 اختيار الألوان الفاتحة للجدران والأسقف والأرضيّات.
استخدام المرايا في الشقّة الضيّقة لإبعاد الشعور بالضيق (الصورة من Casa Lusso في الإمارات)
3 توزيع المرايا الضخمة، للإيحاء باتساع المساحة، ولو وهميّاً، كما بالعمق، مع الإشارة إلى أن المرايا تستخدم في تكسية الجدران أو هي توظّف على الأسقف.
4 التخلّي عن فكرة تكسية الجدران بالألواح الجبسيّة، في المساحات الداخليّة الضيّقة؛ أمّا في حال العكس، سيقضم العمل التصميمي المذكور من المساحة، لأن الحائط سيتقدّم لمسافة موازية نحو عشرة سنتميترات في اتجاه دواخل الغرفة. لكن، عند الرغبة في توظيف مادة الجبس في التصميم، يمكن اختيار جدار واحد في منطقة الجلوس، لتنفيذ ذلك.
5 البعد عن النمط الكلاسيكي في التأثيث، لأن النمط المذكور كثير النقوش الضخمة التي تشي بالفخامة، الأمر الذي لا يناسب الغرف الصغيرة.
6 اختيار الأثاث العصري الناعم وقليل التفاصيل، لناحية التصاميم، لملء الفراغ المعماري.
7 لا مناصّ من استبعاد الأثاث كبير الحجم عن المنزل الضيّق.
8 اختيار أسطح الطاولات الجانبيّة وتلك التي تتوسّط منطقة الجلوس، منفذة من الزجاج الشفّاف، إذ لا توحي الخامة المذكورة بأنّها تشغل حيّزاً من الفراغ، ما يبعد أي شعور بالضيق أو الانحباس عن المستخدمين.
9 الاستغناء عن بعض قطع الموبيليا، التي لا لزوم لها في الغرف الضيّقة. مثلاً: يصحّ التخلّي عن استضافة المنضدتين الجانبيّتين في غرفة النوم، مع التركيز على ديكور الإضاءة، وجعلها تنسدل من السقف في جانب كلّ سرير أو تصميم الإضاءة المخفيّة خلف السرير والمكمّلة لديكور الجدران.
من الضروري التخلّي عن بعض قطع الموبيليا في غرفة النوم الضيّقة، مثل: المنضدة الجانبيّة (الصورة من أعمال مهندسة الديكور الداخلي سارة المطيري)
10 السؤال في معارض المفروشات عن الأثاث الذكي (مثلاً: طاولة قابلة للتحول إلى حامل للجهاز اللوحي أو طاولة مزوّدة بأرفف سفليّة لحفظ الكتب أو أريكة تقوم بدور السرير أيضاً...)، فالتصاميم المذكورة عمليّة، ومناسبة للمساحات الداخليّة الضيّقة.
11 البعد عن توزيع الإكسسوارات المنزليّة، بإفراط.
لا توزّع إكسسوارات بالجملة لتجميل المنزل الضيّق (الصورة من Ebarza Furniture UAE)
12 استقبال النباتات الداخليّة، فهي تُشعر الساكنين بالسعادة والراحة النفسيّة.
[email protected]
أضف تعليق