الفنّانون المشاركون: يونتان أورون أوفير، آدم إلعزرا، دافنا أميرا، شير هندلسمان، عائشة عرار، دانيئيل كيب، سجى قطينة
أمينة المعرض: هدس مأور
الأمينة المشارِكة: ليان وولف
بدون عنوان هو، إلى حدّ كبير، معرض وجوديّ، يتعلّق بالمناطق الحدّيّة وبمفهوم الـ "confinement" (وهو مفهوم يشير إلى التقييد، التأطير، التسييج، الحبس) في سياقه النفسيّ والعاطفيّ. تتناول أعمال المعرض، كلّ عمل بطريقته الخاصّة، التوتّر بين الخارج والداخل، بين الغريب والمألوف، بين الممنوع والمسموح، بين الكينونة والكينونة. إنّ تقييد الحركة، تقييد التفكير، تقييد الوعي والتعامل معها تبقبق وتطفو من خلال الأعمال وتُقيم روابط خفيّة بينها. بهذه الطريقة، تتشابك الأعمال بعضها مع بعضٍ، وتردّد صدى بعضها البعض، سواء من ناحية فكريّة أو شكليّة، وتضجّ بجوهر غير مُقدَّم مسبقًا، وغير موضوع فوقها أو أمامها، وإنّما ينمو من داخلها. غياب العنوان يتيح للمعرض أن يطفو في فضاءات الوعي ويتصرّف من منطلق حسّيّ.
عند الدخول إلى فضاء المعرض يصادف المشاهِد عملي تصوير كبيرين، يخلقا تمويهًا حسيًّا بين الخارج والداخل. في عمل سجى قطينة، نرى صورة للافتة إعلانات كبيرة وفارغة في ضواحي مدينة القدس. الصورة مطبوعة على قماش تربولين ومعروضة كلافتة إعلانيّة كبيرة، أزيحت من مكانها في الفضاء العامّ وتغلغلت إلى أعماق فضاء العرض. يمتدّ فعل التصوير المباشر إلى فعل مفهوميّ ونحتيّ في الفضاء ويردّد صدى وجود العناصر في الحيّز. يُظهِر عمل آخر من أعمال قطينة مبنى عابرًا، يقوم على مشارف الطريق في منطقة مفتوحة. زاوية التصوير تحوِّل المبنى الثلاثيّ الأبعاد إلى واجهة فقط، واجهة هندسيّة قائمة في الحيّز، تمامًا مثل لافتة الإعلانات الكبيرة الفارغة. تتريّثُ قطينة في أعمالها عند مشاهد التراكم وتقاطع الأزمنة المختلفة في الحيّز. تعزِل عناصر عابرة وتُمعن النظر فيها كعناصر نحتيّة في الفضاء العامّ، في عمليّة تكرّس الانتباه لما هو مرئيّ لكنّها تتّسم باللاوعي للمكان.
في الجهة الأخرى، تُعرض خلفيّة ورق جدران كبيرة وعليها صورة التقطتها دافنا أميرا في المحطّة المركزيّة الجديدة في تل أبيب. على مدى ثلاث سنوات، التقطتْ أميرا صورًا في أرجاء المحطّة، باحثةً عن بقايا أنشطة بشريّة في أرجاء المحطّة أو عن إشارات لغيابها. في الصورة المعروضة، حواجز على شكل ألواح من الورق المقوّى وأوراق تغليف كبيرة، تَحُول دون إمكانيّة النظر إلى داخل إحدى المساحات المغلقة في المحطّة، ومقابلها صور صغيرة وقورة باللونين الأبيض والأسود، تتّجه بالذات نحو الحيّز المشترك. تبدو طريقة نصب العمل الفنّيّ كما لو أنّها تفتح فضاء العرض على مساحة أخرى، مساحة داخليّة ظاهرة بوضوح، وهي تبدو كأنّها منكشفة بالكامل على ما يحدث في الخارج، وهي غريبة ومألوفة، شخصيّة وعامّة، في الوقت نفسه.
في الوسط يقف عمل يونتان أورون أوفير، حائط من الطوب الرماديّ الاعتياديّ، وقد وُضعت اللبنات فوق بعضها البعض بطريقة لا تسمح بصبّ الأسمنت فيها وتعزيز تماسكها. توجيه فجوات اللبنات الفارغة نحو الخارج يُشكِّل نموذجًا شكليًّا ما، يُكرِّر نفسه، حتّى يصبح الحائط بأكمله شبيهًا بمشربيّة غير عاديّة. فبدلًا من أن تسمح المشربيّة بمرور الهواء، فهي تقف مسدودة داخل صندوق زجاجيّ. بهذه الطريقة، يتحوّل العنصر الهيكليّ إلى غرض للعرض، ويحدّد منطقة معيّنة في الفضاء، ويشغلها إلى حدّ ما أيضًا.
شيئًا فشيئًا يكتسب النصّ قوّةً ووزنًا، ويتّضح معنى الإجراء أكثر فأكثر
في عمل الفيديو للفنّانة عائشة عرار تظهر الفنّانة بوجه مكشوف وبغطاء رأس تقليديّ، في خطوة تراوح بين العرض، التمثيل والغناء، بحركة مستمرّة بين التحرّر، الإبداع والسيطرة. في البداية، يبدو أنّها تتردّد بشأن ما إذا كان يجب عليها التعبير عن نفسها وكيفيّة قيامها بذلك، وفي بعض الأحيان يبدو كما أنّ الميكروفون هو البطل الحقيقيّ للعمل، وهو ليس مجرّد وسيلة للتعبير الصوتيّ، التكبير، لكن شيئًا فشيئًا يكتسب النصّ قوّةً ووزنًا، ويتّضح معنى الإجراء أكثر فأكثر. يطرح العمل مفاهيم، مثل الرغبة، المرض والجنون، ويَستحضر تواريخ كاملة من العنف الأبويّ ومن آليّات خفيّة، مؤلمة ومعقّدة للسيطرة وللقمع، المُنتهَجة في المجتمع برمّته. في أمسية الافتتاح، ستؤدّي الفنّانة العرض في واجهة المبنى المتّجه نحو سديروت روتشيلد. فكما قامت إيفا بيرون بمناشدة أفراد شعبها من على شرفة الكازا روسادا، فإنّ صوت عرار سوف ينطلق قويًّا ويتغلغل في الفضاء المدينيّ من خلال دعوة كلّ واحد وواحدة إلى التريُّث ومعاينة مفاهيمه/ها.
في داخل فضاء العرض يندمج صوت عرار مع طرقات مستمرّة، قادمة من الجزء الخلفيّ للجاليري، حيث تمّ نصب عمل شير هندلسمان: منحوتة حركيّة، مبنية من حجر جيريّ ثقيل رُكِّبتْ حولها مجموعة من المطارق التي تضرب الحجر بشكل متواصل، فتسرّع من عمليّة تفتّته وتُملي حركة الصوت في الفضاء. يسلك العمل بأكمله كأداة موسيقيّة مؤقّتة، ولكن أيضًا كنوع من ساعة، تضبط الوقت، ممّا يدلّ على فقدانه المستمرّ. كما هي الحال في أعمال هندلسمان الأخرى، هنا أيضًا يرتكز العمل على توليفة موسيقيّة كاملة، تحظى بتعبير صوتيّ-بصريّ متداخل.
عرض العمل في فضاء الجاليري، من الأرضيّة حتّى السقف، يخلق فضاء داخل فضاء
تمّ إنشاء عمل دانيئيل كيب خلال فترة عزلته في المنزل. يصف هذا العمل مبنى من الأثاث وهيكلًا، يتراكمان الواحد فوق الآخر، ويستنفدان المساحة المادّيّة المتاحة لهما إلى أقصى حدّ ممكن. إنّ عرض العمل في فضاء الجاليري، من الأرضيّة حتّى السقف، يخلق فضاء داخل فضاء، ويقود الشعور بعدم الراحة إلى الخارج، من الحيّز المحاط بصورة إلى المشاهِد في فضاء العرض أيضًا.
في المقابل، يبدو عمل آدم إلعزرا كمطلع درج متحرّك، يدور حول محوره، وهو عمل واحد من ضمن سلسلة من الأشياء التي تمّ تصميمها من أجل مقطوعة رقص جديدة، وهو تعاون بينه وبين أخته الراقصة ومصمّمة الرقصات إيار إلعزرا. تمّ بناء العمل – والذي قد يكون منحوتة، قطعة أثاث، منظر تصميم – خصّيصًا من أجل المعرض أيضًا، وسوف تستعين به الراقصات لأعمال مختلفة خلال فترة العرض. على الرغم من الافتراض بأنّ هذا العمل عبارة عن مطلع درج قابل للطيّ، وهو يتداخل في ثنايا نفسه، إلّا أنّ هذا التداخل ليس مُمكنًا في الحقيقة من ناحية هيكليّة، وبالتالي يُجسّد هذا الكائن، عمليًّا، إمكانيّة حركة لا يُمكن تحقيقها.
عائشة عرار: "برنامج مفيد لأي فنان يرغب بتطوير مجال الفن بصورة احترافية، لأنه يوفر اساليب تطوير لكل فنان"
وفي تعقيب لاحدى المشاركات في المعرض عائشة عرار - محاضرة في كليه الفنون بيت بيرل، ومرشدة في متحف هرتسليا للفنون المعاصرة، وحاصلة على عدة جوائز في مجال الفنون البصرية، وشاركت بمعارض خارج وداخل البلاد، عادت من اقامة فنية في بلغاريا منذ فترة، قالت لبكرا:
"لقد شاركت في معرض جماعي يدعى بلا عنوان، في مركز ادموند روتشيلد، وهو مركز يوفر برنامج تطوير مهني في مجال الفن والتصميم وكنت جزءً من هذا البرنامج، الذي يدعم فنانين انهو دراستهم، في مجال الفنون البصرية ومجال الازياء والتصميم، البرنامج رائع وجدا مفيد لاي فنان يرغب بتطوير مجال الفن بصورة احترافية، لأنه يوفر الدعم واساليب تطوير لكل فنان في بداية طريقه الفني".
[email protected]
أضف تعليق