تعتبر العلاقة النموذجية بين المدير وموظفيه من أهم العوامل الداخلية التي تساهم في نجاح شركة ما، حيث تنعكس آثار هذه العلاقة على جودة العمل وتدفع بالموظفين الى القيام بواجباتهم على أكمل وجه.

ولكن في بعض الأحيان تكون العلاقة بين المدير وموظفيه "متوترة"، بفعل لجوء المدير الى طلب تنفيذ أمور ليست ضمن المهام الوظيفية، ما يضع الموظف في حيرة من أمره، خصوصا أن رفض الطلب سيكون له تبعاته والقبول به له أضراره.

إرباك للموظف
ويقول عضو المنتدى الاقتصادي العالمي ألفرد رياشي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه في كثير من الأحيان يواجه المدير موظفيه بطلبات خارجة عن "سياق عملهم"، وهو ما يسبب حالة من الإرباك لدى الموظف ويدفعه للتساؤل عن الطريقة الأنسب لقول "لا"، دون أن يكون لهذه الـ"لا" أي تأثير سلبي.

ويضيف رياشي إنه من الناحية العملية فإن المدير في العمل يملك حق ادارة الوقت المهني للموظف، وهذا يعني أنه يحق له إعادة ترتيب أولويات العمل بحسب ما يراه مناسبا، ولذلك يجب على كل موظف استباق الوضع وتحصين نفسه منذ لحظة توليه الوظيفة من خلال الحصول على "وصف وظيفي مكتوب"، يحدد مسؤولياته بشكل واضح وذلك لإبرازه عند حدوث أي مشكلة.

قول لا
وبحسب رياشي فإن قول "لا" للمدير يتطلب ذكاء ومرونة، ناصحا الموظف بدرس السياق العام للطلب قبل رفضه، حيث يمكن التساهل مع بعض الطلبات الصغيرة وغير المتكررة "كإسداء لمعروف"، خصوصا أن بعض المدراء يعتمدون هذه السياسة لإعداد الموظف للترقية.

وشدد على أن أي طلب "لا أخلاقي" يمس بكرامة الموظف يجب أن يواجه بالرفض القاطع، فبعض المدراء يتمادون في طلباتهم إذا ما تمت تلبيتها باستمرار.

من جهتها تقول هناء قداحة وهي المديرة العامة لشركة "مايند شير" للإعلانات في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن قول "لا" للمدير قد يكون أمراً رهيباً بالنسبة للبعض، ولكن امتلاك مهارة "الدبلوماسية" يمكن أن يساعد في هكذا حالات.

وترى قداحة أن أهمية الموظف الدبلوماسي تكمن في قدرته على قول الحقيقة بطريقة تراعي مشاعر المدير، فمثلا عندما يطلب منك المدير تحمّل أعباء إضافية ليست من مهامك، يمكنك الرد بالقول: "شكرا لك لثقتك بي، لكنني آسف لأنني لا أستطيع القيام بذلك هذه المرة بسبب كثرة الواجبات المُكلّف بها، ربما يمكنني مساعدتك فيه الأيام المقبلة عندما يكون لدي المزيد من الوقت".


سلوك المدير
وبحسب قداحة فإنه بهذا الاسلوب يكون الموظف قد قال "لا" بلباقة وفي الوقت نفسه أظهر احترامه لمديره، مشيرة الى أنه بمجرد أن يتفهم الموظف طبيعة سلوك مديره يكون هناك حل للمشكلة.

ولفتت الى أنه من واجبات الموظف أن يكون شجاعا وأن يتعلم أن يقول "لا" خاصة إذا تم تكليفه بالكثير من المهام للقيام بها، مؤكدة أن بعض المدراء لا يدركون أنهم يتمادون بطالباتهم بسبب "صمت" الموظف، في حين أن ارهاق الموظف لنفسه سيؤدي الى فشله بمكان ما، الأمر الذي سيجعل المدير غير سعيد بنتيجة العمل."سكاي نيوز عربية" 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]