الاتيكيت هو مجموعة من السلوكيات والنظم وقواعد الأداب في التعامل، التي تساهم بشكل مباشر بخلق نظام مقبول لتصرف والسلوك البشري والتعامل بين البشر، وبعيدًا عما نشاهده عبر التلفاز بكل ما يتعلق بالاتيكيت، فهو ليس فقط مجاملات، ولباس وكيفية تناول الطعام، انما هو نهج يومي على الأهل توجيه أبنائهم عليه في كيفية التصرف داخل البيت، وعند الخروج منه إلى المدرسة، وحتى عند الذهاب الى البقالة أو لأي متجر، أو حتى عند الزيارات العائلية، وكيفية التعامل مع مواقف الحياة المختلفة بطريقة مهذبة ولائقة.
في سلسلة لقائتنا مع السيدة محاسن سعدي- خمايسي، وهي مستشارة معتمدة لآداب السلوك وفن التعامل " اتيكيت " ومدربة معتمدة من كلية هارفارد، بالإضافة إلى كونها مهندسة مدنيّة في بلديّة حيفا، سوف نتحدث معها اليوم عن اتيكيت الأطفال، وما هي القواعد الأساسية التي يجب اتباعها وكيفية التعامل مع الآخرين.
في أي جيل يبدأ الأهل بتعليم أبنائهم الاتيكيت؟
خمايسي: " يبدأ تعليم الأولاد " الاتيكيت "، منذ نعومة اظفارهم، حيث يؤثر سلوك الأهل في التعامل مع لا وعي أبنائهم، فالأهل هم البيئة التي من خلالها يتعرف الأبناء على السلوك الصحيح وكيفية التواصل مع الآخرين، أي تصرف يقوم به الآباء، الأخوة والبيئة القريبة من الطفل، يقوم بتخزين هذا التصرف لديه في لا وعي، ويستخدم هذا التصرف عندما يتعرض لموقف يتطلب منه رد فعل للحالة والظرف الذي يواجه الطفل ويكون فيه ".
أهمية أن يكون الأب والأم قدوة حسنة لأبنائهم؟
خمايسي: " يجب أن نكون على وعي تام كأهل، أننا نمثل القدوة الأولى لأطفالنا، أي سلوك يقوم به الأهل، في الغالب سوف يقوم الطفل بتقليده، لذلك لا يجوز على الأهل طلب من أبنائهم بعدم القيام بسلوك ويأتون بمثله، مثلاً: لا يمكن أن أطلب من ابني عدم استعمال الهاتف الذكي، وألا يقضي وقتًا طويلاً بين يديه وأمام شاشته وأنا بنفسي استخدمه لوقت طويل، وبين يدي دائمًا!
أنا كأم، لا يمكنني أن أطلب من ابني ألا يتكلم بصوت مرتفع، والتكلم بنبرة منخفضة، وأنا بدوري أتكلم معه بصراخ أو بشكل مزعج، النتيجة سوف تكون أن الولد سيقوم بالرد علي بنفس أسلوب الكلام الذي أتحدث به معه!
ما هي القواعد الأساسية التي على الأهل تعليمها لأبنائهم؟
خمايسي: " يبدأ تعليم القواعد الأساسية من الاتيكيت للأبناء، عندما يصل أبناؤنا الى لحظة الخروج من المنزل، ويصلوا إلى الجيل المناسب لفهمها، منذ اللحظة التي يخرج منها الطفل من باب المنزل، وحتى لحظة العودة اليه، مثلاً، كيف ننزل السلم وعدم ازعاج الجيران والمحيط، لحظة ركوب الحافلة، كيفية التصرف بداخلها، التزام الهدوء بداخلها، إعطاء حق الأولوية لجلوس الكبار أو النساء الحوامل، أو لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وصولاً الى المدرسة وكيفية التصرف فيها، والتعامل مع الزملاء واللطافة في الحديث، واحترام المعلم، النظافة الشخصية، النظافة العامة، وغيرها من القواعد، وصولاً الى عودة الأبناء إلى المنزل ".
آداب الاتيكيت في الأماكن العامة؟ وخاصة في المحلات التجارية ومحلات الألعاب؟
خمايسي: " في حال رغب الأهل باصطحاب ابنائهم إلى خارج المنزل، والذهاب الى مكان عام، أو إلى المحلات التجارية، أو لزيارة الأقارب، من المفضل أن يشرح الأهل لهم قبل مغادرة المنزل ما هو السلوك الحسن وكيفية التصرف، وكيفية تعزيز هذا السلوك لديهم، من خلال مكافأة الطفل إذا تصرف بشكل لائق، على سبيل المثال، يمكن أن يعد الأهل ابناءهم في حال تصرف بشكل لائق أن نقدم له هدية حتى لو كانت قيمتها بسيطة من أجل تعزيز هذا السلوك لديه، أما اذا قاموا بزيارة الى أحد المحلات التجارية وخاصة محلات بيع الألعاب، على الأهل الاتفاق المسبق مع أبنائهم تحديد عدد الأغراض التي سوف يشترونها، وخاصة اذا كان غرضًا واحدًا، واذا لم يقم الطفل بالسلوك المتفق عليه مع اهله، لا يجب على الأهل الانصياع لأبنائهم حتى لو صرخوا وقاموا بالبكاء، حتى لا يعتادوا على ذلك، ويدرك الطفل أن ما تم الاتفاق عليه مع الأهل هو ما سيتم، ولن يتم تغيير الاتفاق المسبق".
نصيحة للأهل...
خمايسي: " من المهم جدًا، أن نقوم بتعليم أولادنا على هذه القواعد وفن التعامل مع الآخر، لأن ذلك ينعكس ايجابًا على بناء شخصية قوية وواثقة من نفسها لدى الأطفال ويسهل عليهم القبول في أي مجال يودون التوجه إليه سواء في المدرسة مع الأصدقاء والزملاء، وهنا نحن نبني شخصية قوية متينة وذات هوية لها معالم واضحة في المجتمع، وهذا بالتالي يعود على بناء مجتمع سوي وسليم ".
[email protected]
أضف تعليق