روى الأستاذ الجامعي السوداني أحمد حسين بلال تفاصيل مثيرة لعملية اختطافه واحتجازه في مكان مجهول لستة أيّام قبل أن تطلق عصابة سراحه فجأةً.



وفي التفاصيل، فإن الدكتور أحمد حسين بلال (47 عاماً) عاد إلى السودان في إجازة قصيرة من مقر إقامته بدولة الإمارات للاطمئنان على والده الذي يجري عملية جراحية بمستشفى الساحة في الخرطوم.

 
وفي يوم العملية الخميس الماضي، وفي حوالي الساعة السابعة مساءً، خرج من المستشفى لشراء أغراض من مكان قريب، لكنه توارى عن الأنظار تماماً ولم يعد مرة أخرى.

القلق والتوتر استبدّا بالأسرة كلما تطاولت ساعات اختفاء أحمد الغامض. وأبلغت الأسرة الشرطة بتفاصيل الحادثة، التي بدورها أصدرت نشرة جنائية بأوصاف وصورة المفقود، فنشطت بالتحريات بحثاً عن خيط يقود إلى فك لغز اختفاء أحمد الغامض.


رقم غريب
وبعد مضي خمسة أيام، تلقى شقيق أحمد مكالمة هاتفية من رقم غريب، وكاد قلبه يتوقف من شدة الفرح عندما سمع صوت أخيه في الجانب الآخر، وعلى الفور أبلغ الشرطة بتفاصيل الاتصال.

وذكر أن شقيقه المفقود اتصل بهم من رقم هاتف غريب، وأفادهم بأنه موجود قرب نفق السوق المركزي جنوبي الخرطوم. وسريعاً تحرّكوا إلى هناك، لكن لم يجدوه.

وبالبحث والتحريات، اتضح أن الهاتف الذي اتصل منه الشخص المفقود يخص بائعة شاي تتمركز قُرب نفق السوق المركزي. وعند عرض صورة المفقود عليها، أكدت أنه نفس الشخص المتصل وأنه تحرك ناحية مستشفى خالد حميدة للأطفال القريب من المكان. على ضوء ذلك، تم توزيع فريق البحث الميداني لمجموعات، وأسفرت عمليات البحث والتمشيط عن العثور عليه بجوار المستشفى المذكور، وعلى الفور تحرْكوا به إلى منزل شقيقه بضاحية جبرة جنوبي الخرطوم

تفاصيل مثيرة
أحمد حسين روى للمباحث والتحقيقات الجنائية تفاصيل مثيرة لعملية اختطافه واحتجازه في مكان مجهول لستة أيام.

وقال إنه تناول مبلغاً مالياً من عربته التي تقف أمام المستشفى حوالي الساعة السابعة مساء يوم الخميس، وذهب لشراء أغراض من مكان قريب، لكنه فُوجئ بشخصين، أحدهما من الأمام والآخر من الخلف يهددانه ويحاولان ترهيبه. ووضع أحدهما مسدساً على رقبته من الخلف بينما قام الآخر بتعصيب عينيه بقطعة قماش، وقبل أن يفيق من هول الصدمة وضعاه داخل عربة نصف نقل انطلقت بسرعة من المكان.
 
وأوضح أحمد أنّه عبر استراق السمع ومتابعة حركة العربة، تأكد أن العربة قطعت قضبان السكة الحديد.

وبعد وصولهم إلى مكان معزول، بعيدا عن العمران، أنزلاه في حجرة مُشيّدة بالطين الأخضر وبها باب حديدي.

وأضاف أحمد أنه لم يستطع تبيُّن ملامح وجهي الخاطفين لأنهما كانا حريصين على التحدث معه وهما يغطيان وجهيهما بالكامل ما عدا العينين.

وذكر أيضاً أنهم سألوه عن عمله، فأجابهم بأنه يعمل أستاذاً جامعياً، وسألوه أيضاً عن النقود، فأجابهم بأنه يحمل نقوداً وقام باستخراج النقود من جيوبه الأمامية وأعطاهم إياها وهي عبارة عن نقود أجنبية وسودانية. وكانت هناك نقود في جيبه الخلفي لم يعطهم إياها ولم يقوموا بتفتيشه لاكتشاف أمرها. كما سمع أحدهما يتحدث إلى الشخصين الآخرين ويقول لهم بأن "هذا الشخص ثري".



وأشار أحمد إلى أن الخاطفين همُّوا بالخروج من الحجرة وإغلاقها خلفهم من الخارج، إلا أنّ أحدهم تعاطف معه وقال له "سوف أقوم بإخراجك". وكان هذا يقوم بتقديم الطعام له عبر فتحة الباب، والذي كان عبارة عن خبز وماء فقط، وذلك طيلة الأيام التي قضاها داخل الحجرة.

ثم جاء الفرج عند الساعة 10 مساء يوم الثلاثاء، حيث قام الشخص الذي وعده بإخراجه، بإحضار "تُكتُك" وقام بتعصيب عينيه واقتياده إلى العربة.

وتحرّك به على الفور، وبعد مرور وقت ليس بقصير، توقف "التُّكتُك" وأنزله منه، وقال له "سوف تظل هكذا مغمض العين حتى ذهابنا". وبالفعل انتظر أحمد لوقت قبل نزع العصابة من عينيه.

وقام أحمد بعدها بإيقاف "تُكتُك" آخر، وتوجه به لنفق السوق المركزي. وعند سؤال صاحب "التُّكتُك" عن المكان الذي كان فيه، أفاده بأنها ضاحية الأزهري جنوبي الخرطوم.

وعند وصوله إلى السوق المركزي، اتصل أحمد سريعاً بأسرته عبر هاتف بائعة الشاي التي أرشدت إلى مكان تحركه. وما زالت تحقيقات المباحث والتحقيقات الجنائية مستمرة لضبط الجناة وكشف مُلابسات الواقعة الخطيرة."العربية"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]