هدوء حذر وتكتم شبه تام، بهذه الكلمات يمكننا وصف الحالة التي تمر بها الاحزاب العربية قبيل الانتخابات للكنيست الـ25، تأهبا من تلك الاحزاب للانتخابات التمهيدية لها، بينما خلال هذا اليوم كان من المقرر اجراء الانتخابات التمهيدية لكل من القائمة العربية الموحدة وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، حيث تجرى انتخابات الموحدة في الطيرة ويحق لحوالي 500 شخص من اعضاء المؤتمر العام للحركة الاسلامية التصويت على الاماكن الاربعة الاولى.
انتخابات داخلية الموحدة
نبقى مع الموحدة و التي اعتبرت حصتها من النقب في الانتخابات السابقة حصة الاسد من اصوات الناخبين الذين خرجوا دعما للنائب سعيد الخرومي رحمه الله، اما اليوم فعلى مقاعدها الاولى لا يحتدم التنافس بقوة الا على المقعد الثالث المخصص للنقب، فالاول للنائب د. منصور عباس وحده والثاني للنائب وليد طه وحده، بيننا المقعد الثالث المخصص للنقب فيتنافس عليه كل من فايز ابو صهيبان رئيس بلدية رهط حاليا، ووليد الهواشلة رئيس المؤتمر العام، ود.صقر ابو صعلوك، اما المقعد الرابع فتتنافس فيه النائب ايمان خطيب وحدها، وهذه التركيبة من الشخصيات التي رشحت نفسها على المقعد الثالث للنقب تقول ان للنقب وزنا كبيرا من حيث الاصوات الا انه حتى الان لم يجمع على الشخصية التي سيضع ثقته فيها، لا سيما بعد الفراغ الكبير الذي خلفه رحيل المرحوم الخرومي.
انتخابات داخلية التجمع
وفيما يتعلق بحزب التجمع فستجرى الانتخابات في شفاعمرو، وهنالك حوالي 600 شخص من اعضاء المؤتمر العام للحزب يحق لهم التصويت على المقاعد الاربعة الاولى، وفي تركيبة القائمة يتنافس النائب سامي ابو شحاده وحده على المقعد الاول، بينما مطانس شحادة وجمعة الزبارقة وابراهيم ابو بدر والاخيران من النقب، على المكان الثالث تتنافس دعاء حوش، وعلى المقعد الرابع يتنافس د. وليد قعدان وعامر العتايقة من النقب وقاسم بكري، وبالتالي فان التجمع يمنح فرصة المنافسة على مقعد مضمون في القائمة الا ان المصوتين لا يضمنون وصول اي من المرشحين التقباويين اليه سيما وان القاعدة الحزبية للتجمع في النقب ليست بنفس القوة في باقي انحاء البلاد.
اما الانتخابات التمهيدية للجبهة فستجرى في الثالث عشر من الشهر الجاري، بينما العربية للتغيير فانتخاباتها في السابع والعشرين من الشهر الجاري، بينما لم يعلن اي الحزبين عن المتنافسين على المقاعد الاربعة الاولى في كل منهما.
هدوء قبل العاصفة وتفضيل للإعلام العبري
حالة الهدوء الشديد والتكتم لدى الاحزاب العربية قبيل الانتخابات التمهيدية تشبه تماما ما يسمى بالهدوء قبل العاصفة، فعند التوجه الى المرشحين من النقب في الموحدة لمعرفة تفاصيل الترشح الخاصة بهم وترتيباتهم للمرحلة القادمة يكون الامتناع عن التصريح سيد الموقف، وهو اجراء متفق عليه بين جميع المرشحين بشكل عام، ويبدو ان السقطات الاعلامية الكثيرة التي وقع فيها بعض اعضاء الحركة الاسلامية قبيل انتخابات الكنيست الـ24، وخلال فترة وجودهم ضمن الموحدة في الكنيست، دفعت بالحركة الى منع اي حديث للصحافة فيما يتعلق بهذا الامر، لا سيما الصحافة العربية على وجه التحديد، بينما نجد الكثير من التصريحات النارية الى حد ما والمثيرة للجدل تم الادلاء بها للاعلام العبري.
اما فيما يتعلق بالتجمع فقد صرح جمعة الزبارقة النائب السابق عن التجمع قائلا:" لن انافس الا على الموقع الثاني والا فسأبقى خارج اللعبة هذه المرة"، ويبدو ان رغبته هذه نفذت الا ان امكانية فوزه بالموقع الثاني غير مضمونة، الا اذا غير افراد الحزب استراتيجيتهم بشكل عام تجاه النقب وقضاياه الحارقة.
العربية للتغير حزب لم يطرح اطلاقا اسم اي مرشح من النقب ضمن مقاعده الاربعة الاولى، وهذه المرة يلتزم الصمت تماما قبيل انتخاباته، والبعض يرجح ان هنالك مفاوضات تجرى مع الحزب الجديد "مستقبل النقب" على التحالف ومنح مقعد مضمون لشخصية من الحزب، بينما يبدو ان الحزب يفاوض في اتجاهين احدهما العربية للتغير والاخر الجبهة، التي تلتزم الصمت حتى الان حيال مرشحيها، والتي تعرضت في الفترة الاخيرة لموجة انتقادات ضخمة بسبب تجاهلها لمنتسبي الحزب من النقب وعدم ترشيحهم في مقاعد مضمونة في القائمة.
عشائر النقب تزكي اسم سلمان بن حميد
الشخصية المركزية اليوم في النقب هي شخصية سلمان بن حميد، والذي تم تزكيته من قبل عدد من العشائر في النقب ليكون ممثلهم في الكنيست القادمة، هذه التزكية لا تعني انه صمن اي من الاحزاب الاربعة الموجودة او ضمن الحزب الجديد، انما طرح ابن حميد توجهه بعد تزكيته وهو انه ينوي التفاوض مع الاحزاب على مقعد مضمون مقابل اصوات العشائر التي تدعمه، الا ان ايا من الاحزاب لم يعلن التواصل مع ابن حميد بشكل رسمي بهذا الخصوص حتى الان، رغم انه صاحب باع طويل في متابعة قضايا النقب، وكان مرافقا لفترة طويلة للنائب سعيد الخرومي، ويملك قاعدة جماهيرية لا يستهان بها في النقب.
وقال سلمان بن حميد:" المشهد السياسي في النقب بعد رحيل سعيد الخرومي رحمه الله هو فراغ كبير، والوضع ليس سهلا، ونحن فقدنا اخا عزيزا وايضا شخصية سياسية مميزة استطاعت ان توحد النقب، النقب اليوم في وضع لا يحسد عليه من حيث التمثيل السياسي، ولكن الحياة مستمرة، نحن بناء توجهات العديد من الاهالي في التقب، ونتيجة البحث عن بديل او شخصية سياسية تخلف سعيد الخرومي، عقدنا اجتماعا في قرية عسلوج تحول الى مهرجان بسبب حضور العشرات للمشاركة فيه، وكنتيجة للاجتماع تم اختياري لتمثيل النقب، وكما يعلم الجميع فانا كنت صديق على مدار عشرين عاما لسعيد الخرومي ومستشاره الخاص ايضا".
شخصية سلمان بن حميد رغم ما تحظى به من اجماع عشائري الا انها حتى الان لم تحظى بالاهتمام المطلوب من الاحزاب، وهذا قد يجعل المشهد اكثر تعقيدا، اذ ان الشعبية التي حظيت بها الموحدة بوجود المرحوم سعيد لم تعد تحظى بها الان بعد غيابه وعدم تحقيق الاهداف التي وضعها، وليس من السهل طرح اي بديل اخر له، ورغم ان وليد الهواشلة الذي ينتهج نفس الاسلوب كان مرافقا له، و د.صقر ابو صعلوك طان مرافقا للنائب السابق طلب ابو عرار، الا انهما لا يحظيان بتأييد جماهيري كاف في النقب ككل كما المرحوم الخرومي، ولا نتحدث هنا عن التأييد داخل اطار المنتسبين للحركة الاسلامية فقط.
غموض شديد ترافقه حالة استياء اشد من قبل الشارع النقباوي، الذي يرى ان المرحلة القادمة حاسمة جدا بالنسبة له، وقد تكون مصيرية لكافة الاحزاب العربية على الساحة ايضا.
[email protected]
أضف تعليق