حالة جدل واسعة تسود مدينة رهط منذ الاعلان عن مصادقة لجنة التخطيط اللوائية قبل ايام على مخطط اقامة 500 كوخ سياحي(غرف ضيافة- تسيمريم) في المدينة، الامر الذي اثار حفيظة عدد كبير من السكان بينما القسم الاحر منهم رحب بالفكرة كثيرا معللا ذلك بأنها ستعمل على تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية في المدينة بشكل كبير.

كثيرة هي المشاريع التي تعمل بلدية رهط من اجل تنفيذها على ارض الواقع، بالاضافة الى وجود حركة نشطة اصلا للعمل في بيوت الضيافة البدوية في رهط والتي تديرها سيدات من المدينة، يقمن من خلالها باستقبال مجموعات من السياح من داخل وخارج البلاد في بيوتهن التي يقمن فيها باعداد غرف ضيافة تمتاز بعرضها للتراث البدوي بالاضفة الي تقديم الوجبات الشعبية التي تعمل النساء على اعدادها بانفسهن، مثل هذه المشاريع في رهط فتحت العديد من البيوت وعززت الجانب الاقتصادي للنساء واسرهن بشكل كبير.

اخلاقيات 

اليوم ومع الحديث عن افتتاح غرف الضيافة ثار عدد من السكان ضد المشروع معللين ذلك بعدة اسباب، فعلى سبيل المثال رأى كثيرون ان هذه الغرف تتنافى مع اخلاقيات المجتمع البدوي وتعتبر مرفوضة بسبب العادات والتقاليد السائدة، بينما البعض الاخر رأى ان اسباب رفض المشروع هو وجود نقص حاد في قسائم البناء وتدني مستوى الخدمات بشكل عام والحاجة الى وجود فروع جديدة لبنوك وبريد ومرافق خدماتية اخرى يرون انها اكثر اهمية من تنشيط السياحة.

هذا المشروع هو واحد من عدة مشاريع اخرى تقوم عليها الشركة الاقتصادية في مدينة رهط من اجل النهوض بالسياحة، والتي من ضمنها خيام الضيافة التي تقدم المأكولات العربية وتديرها نساء من المدينة، مدير الشركة الاقتصادية في مدينة رهط السيد محمود العمور قال بهذا الخصوص:" هنالك اشخاص كثيرون في رهط لديهم دونم ارض الف متر مربع وقام ببناء بيت بمساحة 150متر مربع فقط وبالتالي لديه مساحة 800متر مربع فارغة بإمكانه استغلالها لبناء وحداي ضيافة ويستقبل سياح للمبيت فيهما، لو نظرنا للامر اقتصاديا سنجد ان السائح الذي يزور المدينة ويغادر ينفق فيها ما معدله 190شيكل بينما من يبيت في البلدة يصرف 950شيكل في المعدل، وهذا يزيد من الحركة الاقتصادية في البلد بشكل كبير بحوالي اربعة او خمسة اضعاف، وبالتالي نحن نريد ان يدخل السياح الى المدينة ويبيتوا فيها لرفع المستوى الاقتصادي فيها".

وبما ان النساء تحديدا هن الاكثر استفادة من اقامة بيوت الضيافة بشكل عام، فقد بدى ان جمهور السناء العاملات في خيام الضيافة يؤيدن هذا المشروع بشكل كبير، حسنية بن بري صاحبة خيمة ضيافة تحمل اسم بيت حسنية قالت مرحبة بالفكرة:" بدلا من ان يأكل السائح عندي ويجلس لساعتين ومن ثم يتحرك الى متسبي رامون او الى ايلات، الافضل ان ينزل الى سوق رهط ويشتري من هناك، الافضل لنا ان يتناول طعامه في مطاعم مدينة رهط ويتعرف على مواقعها المختلفة، بهذه الطريقة تزدهر المدينة".

موجود بكل الدول 

اما السيدة نضال الشوربجي والتي تعمل ايضا في مشروعها الخاص كخيمة ضيافة بدوية فقالت:" هذا امر موجود في كل دول العالم فلماذا لا يكون موجودا لدينا في رهط ايضا، ممكن ان يكون الامر بشكل منظم ومرتب وليس بشكل فوضوي وبالتالي يمكن ضبط العمل والمشروع بشكل كامل دون اي مشاكل او عقبات".

الرافضون للمشروع والذين ابدوا غضبهم من الفكرة واقترحوا بديلا لها، عللوا الرفض كما ذكرنا بعدة اسباب من ضمنها الجانب الاخلاقي، المحامي مهران الهزيل من مدينة رهط قال:" جنحن بلد عربية محافظة بلد اسلامية وارى ان الفكرةة غير منطقية للوضع الاخلاقي والقيمي في بلدنا، يمكن اقامة فندق لاستيعاب هؤلاء السياح والفندق يحل هذه المشكلة".

ومن المتوقع ان يتم خلال العام القادم تنفيذ باكورة هذا المشروع، على امل ان يشكل رافعة للنهوض بالسياحة في مدينة رهط، وتحسين الاوضاع فيها الاخذة بالتدهور في السنوات الاخيرة.

اعضاء يعارضون 

اعضاء من بلدية رهط ذكروا ايضا انهم يعارضون فكرة هذا المشروع من ضمنهم نائب رئيس البلدية عكا ابو مديغم الذي كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:" اصارحكم بكل شفافية لا علم لي بهذا الا من الصحافة، عندما يأتي لاتخاذ القرار في الادارة موقفي سيكون معارض".

بينما المهندس سامي ابو صهيبان فحاول امتصاص غضب الجمهور المعارض وكتب على صفحته في فيسبوك قائلا:" ما دمت مسؤولا عن الشركة الاقتصادية لن يقام تسيمر واحد في البلد، ممكن ندرس طلب العائلات التي تستضيف سياح من خارج المدسنة بطريقة اخرى، ونوفر لهم البديل الذي يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا".

ورغم ان المشروع يبدو لجزء كبير من السكان غير مفيد، الا ان تنفيذه على ارض الواقع ضمن ضوابط وشروط محددة سيقدم دفعة اقتصادية كبيرة للمدينة وسكانها، فبدلا من اقامة فندق لشخص واحد او مجموعة معينة من رجال الاعمال الذين لا يحتاجون اطلاقا لرفع مستوى مدخولاتهم السنوية، ستكون بيوت الضيافة موزعة على عدد اكبر من العائلات وبالتالي الفائدة الاقتصادية ستعم الجميع بدلا من حصرها في يد فئة ضيقة من السكان، الا ان الجانب الاخر من القصة مهم جدا ولا يقل اهمية عن التعلل بالعادات والتقاليد والاخلاقيات، وهو حقيقة ان رهط المدينة العربية الثانية من حيث عدد السكان في البلاد، تفتقر الى عدد كبير من الخدمات الحيوية والاساسية، وان توفرت فهي منقوصة بشكل كبير جدا، اضافة الى ان معاناة السكان من الضائقة السكنية ومحاولات نقل سكان من القرى غير المعترف بها الى رهط على حساب اهالي المدينة، جعلت الوضع السكاني في المدينة لا يطاق، ودفعت بالكثير من الشباب القادرين الى مغادرتها الى مدن اخرى يهودية، بينما من لم تسعفه ظروفه المادية بقي حبيس عدم قدرته على تكوين اسرة، او القبول ببيت من الصفيح بدون خدمات داخل مدينة تحاول النهوض اقتصاديا بانشاء غرف ضيافة لسياح سيبيتون فيها لساعات ثم يغادرونها الى وجهات اخرى اكثر تطورا وازدهارا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]