كحال الكثير من العاملين من المجتمع العربيّ، وجد مأمون عقل، ابن عرعرة، نفسه وبسبب تفشي وباء الكورونا عام 2020، خارج سوق العمل.
عقل، الذي أعتاد السفر صباحًا إلى أحد المعاهد في المركز حيث عمل كـ "بستانيّ" لم يرق له الجلوس في المنزل، والإنتظار. ساعات الإنتظار الطويلة كانت بالنسبة إليه ألم ووجع يجب التعامل معه وسريعًا.
بعد ساعات من التفكير، قرر عقل المضي نحو تحقيق حلمه الذي طالما حلم به، وهو انشاء "طابون" حجري للخبز، حيث يملك قطعة ارض بعيدة نوعًا ما عن البلدة، في جبال الروحة، وقرر اقامة الطابون هناك.
لم يفكر بداية الأمر، ما الهدف من الطابون، ولم يخطط أنّ يكون الطابون بداية لمصلحة تجارية، كل ما حلم به هو انشاء الطابون وشم رائحة الخبيز التي اعتد عليها عندما كان صغيرًا.
لهذا الغرض توجه إلى مسنة في البلدة، وطلب إليها مساعدته في بناء الطابون، فهو آلية يعرف مسنو البلدة كيف التعامل معها، وهذا ما حصل، فقد وصلت مسنة إلى قطعة الأرض التي أختارها وساعدته في بناء أول طابون، الذي لم يدم طويلا بسبب خطأ تقني واضطر عقل إلى بناء طابون آخر مما حوله اليوم إلى مختصٍ في بناء الطوابين الحجرية.
مشروع بناء الطابون انتهى، ولا زالت ساعات الفراغ الطويلة أمام مأمون، الأمر الذي دفعه إلى العمل في قطعة الأرض التي أختارها وتحويلها إلى جنة على الأرض، مليئة بالاشجار المتنوعة، الخضراوات المختلفة، والأعشاب التي تقريبًا أختفت من منازلنا العربية.
*نحو انشاء أول مطعم ودود للبيئة*
عقل، الذي فرغ من بناء حديقته الخاصة والمتنوعة مزودًا اياها بكافة التقينات الملائمة لأنشاء أول معطم ودود للبيئة، قرر افتتاح مطعمه، مطلقًا عليه اسم "ضيعتنا" في اشارة منه إلى الأصالة الي يحملها المكان، فهو مكان يعكس تفاصيل غابت ملامحها عنا، وهي ضيعة مليئة بكافة انواع الأشجار والنبانات والورود، ضيعة تعمل كما كانت تعمل بيوتنا قديمًا بالإرتكاز على البساطة والمحبة.
يقع المطعم "ضيعتنا" على جبل من جبال الروحة، ويصل اليه الزوار من طريق فرعي بجانب محطة الشرطة في وادي عارة، يضطر الزوار للوصول إلى المطعم قطع طريق حرشيّ مليء بالأشجار، وتقع الضيعة في آخر الشارع.
عن قصة المكان يقول عقل لـ "بكرا": الفكرة بدأت من فراغ وحنين. بسبب تفشي وباء الكورونا وجدت نفسي املك الكثير من ساعات الفراغ، ساعات من شأنها تأسيس بنكًا كاملا من الفراغ. الحنين إلى عبق الماضي، وانشغال نفسي دفعني نحو انشاء المزرعة ولاحقًا المطعم.
واضاف: لطالما أحببت الطبيعة، ولطالما عملت بها، لذا قررت أنّ يكون هذا المكان طبيعي قدر المستطاع، فهنا في المزرعة نزرع الخضراوات على انواعها كما والنباتات التي تجعل للشاي والطعام مذاق لا مثيل له.
*الخدمات التي يقدمها المطعم*
وعن الخدمات التي يقدمها المطعم قال عقل لـ "بكرا": حاليًا، يقدم المطعم وجبات فطور بشكل دائم، والوجبة تشمل عددًا من الأطباق الفلسطينية المشهورة، علمًا أنّ المطبخ الفلسطيني يعتبر أكثر المطابخ تميّزا وتنوعًا كونه يتأصل ويتفرع ويستمد مقوماته من خلال الطبيعة الغنية والمتنوعة في البلاد.
واضاف: يرافق الاطباق الخبز المكون من القمح كاملا والذي نعمل على خبزه على الفور في طابون المزرعة، مع التشديد أن كافة المؤكلات تحضر في المزرعة ايضًا.
ويوضح: اضافة إلى الفطور، نقوم بوجبات غداء وعشاء، لأفراد ومجموعات حسب الطلب وزوار مزرعتنا يمكنهم اختيار الطبق المفضل عليهم ونحن نعمل على تحضيره وتجهيزه.
*الخطوة القادمة*
عن خطوته القادمة، قال عقل: المخطط القادم تحويل هذا المكان إلى وجهة كل من يبحث عن ساعات من الهدوء النفسي. الإختلاء مع الطبيعة، وتذّوق اطيب المؤكلات العربية الأصيلة. حاليًا قمت بزراعة عدد من اشجار الخروب، والمعروفة بظلالها، ومن المتوقع أن تنمو هذه الأشجار في العامين القريبين، حينها سيكون المكان مظللا بشكل طبيعي دون أي حاجة إلى مظلت صناعيّة.
[email protected]
أضف تعليق