انطلقت مساء الاثنين الماضي باكورة اللقاءات الفنية الثقافية السياسية ضمن مشروع "فضاء مشترك مشوّش-أنشطة فنية في فضاءات نزاعية"، بالتعاون المشترك بين جمعية "سيكوي-أفق" وجاليري "بيت الكرمة" في حيفا، الذي نشأ كرد فعل على أحداث شهر أيار، التي أظهرت للعيان الشروخ والتوتّرات بين المواطنين العرب واليهود.
افتتحت اللقاء ياعيل ميسر، مديرة وأمينة جاليري بيت الكرمة والتي أكدت بأن هذا المشروع يأتي لتحدي الخطاب القائم حول "التعايش"، والكشف عن محاولته تطبيع علاقات القوة في الدولة بين اليهود والعرب وعن كيفية إخفاء التمييز والفصل وقمع الاحتجاج عليهما. يفحص المشروع كيف يمكن تحرير القوالب الفكرية القائمة، نحو عمل مشترك وإصلاحي.
وقدم أمجد شبيطة، المدير العام المشارك لسيكوي-أفق مداخلة قال فيها بأن الفكرة لهذا المشروع جاءت ضمن إحياء الذكرى الثلاثين لتأسيس المؤسسة، وأضاف: "أردنا أن نفهم للعمق معنى المجتمع المشترك وقيمه، وسرعان ما فهمنا بأن هذا يتطلب قلب مفاهيم كثيرة وإثارة الأسئلة والشكوك حول ما هو قائم وأدركنا بأن الفن هو الأقدر والأجرأ لهذا الغرض ومن هنا جاءت شراكتنا مع بيت الكرمة".
هذا وتلتقي وتعمل في المشروع 8 فنانات فلسطينيات ويهوديات من مجالات مختلفة: رسامات وفنانات أدائيات، مبدعات في مجاليّ الفيديو والصوت. في مختبر فني، يبحثن سويًا بواسطة أدوات فنية عن كيفية إيجاد زوايا رؤية جديدة للحياة في مجتمع غير متساو.
ففي اللقاء الحواري الأول، الاثنين الماضي، تم عرض أفلام قصيرة تتحدّى الخيال السياسي لعدد من الفنانات المشاركات في المشروع، فقد عرضت طاليا هوفمان فيلمها "شامْ(ا)"، كما عرضت يارا محاجنة عملها "جثمان كلب" وعرضت الفنانة صفاء قدح عملها بعنوان "ملوخية".
وبعد عرض الأفلام قدمت المخرجات الثلاث مداخلات أوضحن من خلالها الرسائل التي أردن إيصالها إلى المتلقي، ثم علق على الأعمال الفنية كل من: عوفر دغان، مدير عام مشارك لجمعية سيكوي-أفق، الكاتب راجي بطحيش، والفنانة منار زعبي. وكذلك شارك الحضور في الحوار مع الفنانات.
وفي مداخلته قال عوفر دغان: "مصطلح "التعايش" يتجاهل المشاكل الجذرية للعلاقة بين العرب واليهود، بالأساس الاضطهاد والفصل العنصري، يوجد ضبابية وتشويش أصلا في اللقاء العربي اليهودي غير المتكافئ القائم في ظل صراع قومي غير متكافئ". وأضاف: "تعزيز اقتصاد المجتمع العربي واللقاء بالمواطن العربي في الأكاديميا وسوق العمل ليس بضرورة أن يخلق تعارفًا ومعرفة حقيقيين أو مجتمعًا مشتركًا. المواطن اليهودي يمكنه أن يعيش هنا دون أن يعرف أي كلمة عربية أو يهمه التاريخ ورواية المواطنين العرب، بعكس المواطن العربي. هذه الأعمال الفنية ضمن هذا المشروع موجّهة لخلق شيء آخر، نحو مجتمع متساوٍ وم
[email protected]
أضف تعليق