يلجأ عدد من المسلمين إلى الصلاة داخل السيارة الخاصة أو في وسائل المواصلات العامة لتجنب فوات وقت الصلاة، وبخاصة إذا كانت الرحلة تستغرق وقتا طويلا ما يؤدي لفوات أكثر من فرض وضياع وقت الصلاة، حيث أوضحت دار الإفتاء حكم الصلاة في السيارة وهل يجب إعادتها بالمنزل بعد ذلك.
وورد إلى دار الإفتاء سؤالا يقول: «عندما أشعر أن الصلاة ستفوتني أصلي في العربية وأنا في منزلي أصلي وأنا جالسة لأني مريضة فهل عندما أعود إلى المنزل أعيد الصلاة التي أديتها في العربية»، ليجيب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء عن ذلك بنحو.
أن هناك خلافا بين فقهاء الشافعية وبين غيرهم، فالشافعية يقولون إنه لا بد من إعادة الصلاة لأن هناك شرط استقبال القبلة وهذا إذا لم يتحقق مطلوب إعادة الصلاة، موضحا أن بعض الفقهاء يقولون لا وأنه في حالة السفر إذا استطاع الإنسان استقبال القبلة كان بها وإذا لم يستطع فهو معذور وصلاته صحيحة ولا يشترط الإعادة.
وأشار أمين الفتوى، في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء، إلى أن الإنسان عندما يعود إلى البيت هو مخير بين الإعادة وبين عدمها، لافتا إلى أن الإعادة أفضل إذا استطاع ذلك خروجا من خلاف الفقهاء.
قضاء الصلاة:
وأكدت دار الإفتاء أنه يجب قضاء الصلاة الفائتة بغير عمد اجماعًا، وقد نقل الإجماع على ذلك ابن رشد وابن قدامة والنووي وغيرهم. وكذا يجب قضاء الفائتة عمدًا عند جمهور الفقهاء، وجرى عليه العمل سلفًا وخلفًا، بل نقل النووي إجماع العلماء الذين يعتد بهم على ذلك ورأى أن من خالف في المسألة فقد خرق إجماعهم.
وأوضحت في فتوى سابقة للدار، أنه يجب القضاء مهما كثرت الفوائت، ويسقط الترتيب في حقه إذا زادت الفوائت عن خمس، وإن لم يعلم قدر ما عليه فإنه يعيد حتى يتيقن براءة ذمته، وروي عن الإمام أحمد في الرجل يضيع الصلاة: «يعيد حتى لا يشك أنه قد جاء بما قد ضيع».
وشددت على أن المحافظة على الصلاة في مواقيتها من أهم صفات المسلم، قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، موضحة أنه من المقرر شرعًا أن الصلاة كسائر العبادات المحددة بوقت تفوت بخروج الوقت المحدد لها من غير أداء، وتتعلق بالذمة إلى أن تقضى.
[email protected]
أضف تعليق