قد يلجأ البعض لتجنب التعامل مع بعض الأشخاص الذين يسببون له أذى نفسيًّا بأفعالهم وأحاديثهم، سواء من الأقارب أو الأصدقاء، فهل يجوز ذلك أم يتعارض مع تعاليم الشرع وما أمر به من صلة الرحم؟، هذا ما أوضحته دار الإفتاء.

وقد ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول: «ما حكم الخصام مع شخص من الأقارب إذا كنت لا أستطيع نفسيًّا الكلام معه؟»، وفي إجابته أكد الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن هذا يحتاج إلى توضيح لأن هناك فرقًا بين الخصام وبين التجنب، مشيرًا إلى أن «كثيرًا من الناس يكون هناك شد بينهم وبين بعض أو تصرف لا يعجب الآخر، فيأخذ كل شخص طريقًا بمفرده ولكن إذا تقابلا في الجنازة أو في العيد يسلمان على بعض».

وأوضح أن التجنّب هذا حلال ولا مشكلة فيه مادام الإنسان ينأى بنفسه عن المشاكل ويتجنبها فهذا حلال، مضيفًا أن «الخصام يكون بسبب مشكلة حدثت بين طرفين فتخاصما، والخصام معناه أنه إذا تقابل أي منهما مع الآخر في الشارع وتقابلا ينظر أحدهما للجانب الآخر ولا يرد السلام في حالة إلقائه عليه وهذا حرام».

وأشار إلى أن الخصام هذا حرام ولا يجوز؛ فقد ورد في الحديث الشريف أنه «لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فليتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، موضحًا أن الخصام لا بد أن يُقطع وبعد ذلك إذا التقى أي منهما بالآخر يتعاملان معًا وإذا لم يلتقيا فلا مشكلة لكن يجب ألا يكون هناك خصام بينهما.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]