فيلم وثائقيّ استغرق إنتاجه أربعة أعوام متواصلة، يرصد رحلة بحث المخرج بلال يوسف عن مكان آمن يعيش فيه وزوجته وأطفاله، في ظلّ استفحال الجريمة والقتل اللّذين أصبحا نهجًا يوميًّا يُعمّق الجُرح في جسد الدّاخل الفلسطينيّ ويزيد ألمَه ألمًا؛ إذ لم يعُد مقتل شابّ أو فتاة في تلك القرية أو إصابة طفل بعيار ناريّ في هذه المدينة خبرًا مدوّيًا، لكنّ غياب خبر كهذا ليوم أو يومين أصبح أمرًا غريبًا وغير مألوف.
في الفيلم يغوص المخرج في الحال الّتي آل إليها مجتمعُنا من عنفٍ مستشرٍ، ويحاول سبر أغوار هذه الظّاهرة الخطيرة من خلال إلقاء الضّوء على العوامل المُسبّبة لها.
يرافق الفيلم مسيرة للأمّهات الثّكلى منى خليل ووطفة جبالي اللّتين انطلقتا من حيفا، مشيًا على الأقدام، في مسيرة احتجاجيّة على مقتل ابنيهما، وصولًا إلى القدس. كما يستعرض مُلابسات مقتل الشّابّ عاصم سلطي في عيلوط، إثر إصابته برصاصة طائشة، إلى جانب قصص أُخرى تبيّن أنّ هذه الحالة الّتي يعانيها مجتمعنا، بكلّ أطيافه، ليست قدرًا مسلَّمًا تبرّره المؤسّسة الإسرائيليّة بادّعائها إنّ "مجتمعنا عنيف" أو "غير متعاون" مع الشّرطة وأذرعها الأمنيّة؛ بل هي حالة ناتجة عن سياسة تنتهجها إسرائيل تُجاه المجتمع الفلسطينيّ في الدّاخل، في المرافق الحياتيّة كافّةً.
سيُعرض الفيلم في الأسبوع الأخير من الشّهر الحاليّ، بُعَيْد قبوله واحدًا من بين سبعة أفلام من أصل عشرات الأفلام الّتي تقدّمت إلى المهرجان لتتنافس عن فئة الأفلام الوثائقيّة.
الفيلم من سيناريو وإخراج بلال يوسف، مونتاج كنان طربوش، تصوير الفرد حدّاد وموفّق عودة، موسيقى بشارة الخلّ، منتج أڤني منس وإنتاج "كان 11".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]