افتتح الفنان المقدسي شهاب قواسمي معرضه الشخصي (رحلة في ذاكرة القدس) في المعهد الفرنسي بالقدس مؤكدا انه يرسم الماضي ليرى المستقبل بوضوح.

والمعرض عبارة عن مجموعة رسومات فنية مقدسية بامتياز وتذكرك للوهلة الأولى بلوحات المستشرقين الذين أرخوا القدس من منظورهم الاستشراقي لكن سرعان ما تكشف لوحاته عن هويتها العربية لتعود بالزمن الى الوراء, لنرى القدس في ابهى طلاتها.

وما توقف الفنان عند ذاك الزمن للتغني بأمجاد الماضي او البكاء على الأطلال وإنما عاد للوراء ليحقق مرحلة مهمة من مراحل تحقيق حلمه بإنتاج مئة رسمة للقدس كما كانت قبل مئة عام , واصدارها بكتاب يؤرخ القدس بالقرن التاسع عشر .

يعرض الفنان قواسمي لوحات مفعمة بالمشاعر المتناقضة كألوانها لوحات تجلي صدرك بجمالها لتعود لتحزنك على ما آلت إليه المدينة المقدسة اليوم , وما بين الأسود والأبيض يطغى اللون الرمادى وكأنه رماد بركان خامد, والذي يأمل الفنان ان يثور يوما ما, مولدا بداخلنا حبا مقدسيا متدفقا يطهر المدينة ويعيد للقدس بريقها اللامع في سماء العدالة الإنسانية.

وما يميز لوحات الفنان قواسمي هي تلك التفاصيل التي تبهر المشاهد وتبقيه في حيرة ما بين صورة المكان واللوحة التي تجسده , وتلك المقدرة الفنية الكبيرة في التلاعب بدرجات الرمادي وكأنه يعزف مقطوعة تشكيلية.

وبين التفاصيل والتدرجات تكتمل لوحات قواسمي بالزوايا الفنية التي يختارها لتجسيد الأماكن المقدسية المطعمة بالإنسان العربي, ليقدم لجمهوره عملا فنيا متكاملا, يستمد جماله من رونق القدس, ويوثق بالذاكرة الإنسانية حضارة شعب ابى ان يندثر.

وجرى خلال الحفل اطلاق كتاب "قناديل الأقصى" للفنان قواسمي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]