ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد «سيدي عبدالرحيم القنائي»، بمحافظة قنا، تحت عنوان: «أخلاق الحبيب (صلى الله عليه وسلم)»، بحضور اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، والمهندس أشرف رشاد الشريف، زعيم الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب، والدكتور نوح العيسوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون مكتب وزير الأوقاف، والشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني السابق، والدكتور ماهر على جبر، مدير مديرية أوقاف قنا، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية.
وفي خطبة الجمعة أكد وزير الأوقاف أن الحديث عن نبي الله (صلى الله عليه وسلم) حديث عظيم، فما أعظم الحديث عن أخلاق سيدنا الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وما عسى أن يقول قائل في سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي أخلاقه وشمائله، وهو الذي زكى ربه لسانه فقال: «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى»، وزكى بصره فقال: «مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى»، وزكى فؤاده فقال: «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى»، وزكى عقله فقال: «مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى»، وزكى معلمه فقال: «عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى»، وزكى خلقه فقال: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، وزكاه كله فقال: «لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ»، وشرح صدره فقال: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»، ورفع ذكره فقال: «وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ».
وأكد أنه لا يستطيع أحد مهما بلغت فصاحته وبيانه أن يوفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعضًا من أخلاقه وشمائله، إلا أننا نقف مع صفة واحدة من صفات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ألا وهي الصفة العظمى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «إنَّما أنا رحمةٌ مُهداةٌ»، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بالناس، وأرحم الخلق بالخلق، كان يقول (صلى الله عليه وسلم): «لا تُنزَعُ الرَّحمةُ إلَّا من شقيٍّ».
كما أكد وزير الأوقاف أن ديننا دين الرحمة، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة، ومصرنا بلد رحمة، ومع فضل الله علينا بأمنه وفضله ومنه وكرمه عودة المساجد إلى كامل أنشطتها مع زملائنا الأئمة والعلماء، ونجتهد في أن نجعل من بيوت الله (عز وجل) بابًا واسعًا لاستعادة قيمنا الإيمانية والروحية والأخلاقية والإنسانية، سواء في الخطب، أم في الدروس، أم في البرنامج المبارك البرنامج الصيفي للطفل الذي يهدف إلى احتضان أطفالنا وتنشئتهم تنشئةً سويةً، ومن خلال الندوات واللقاءات المفتوحة مع الشباب، هذه أمانة في أعناقنا جميعًا.
ووجه رسالة إلى كل أئمتنا وكل العلماء وكل المفكرين أن نعمل معًا على احتضان شبابنا، ومن الآن كثَّفنا وسنزيد تكثيف اللقاءات والندوات ومقارئ القرآن الكريم ولقاءات الشباب والأطفال والكبار، لنرجع معًا إلى قيمنا الإيمانية، فما يطرأ وما نسمعه بين الحين والآخر من خروج على الطبيعة الإنسانية، وعلى الطبيعة المصرية، وعلى طبيعة الشعب المصري المؤمن بفطرته، المتدين بطبيعته، المتحضر بتاريخه، كل هذه الأمور السلبية والحوادث الفردية لن تشكل ظاهرةً في شعب مؤمن تقي محب لدينه محب لوطنه، يمتلك حضارة عظيمة.
وقال: إذا كنا نتحدث عن الرحمة، فإن الإسلام قد حذَّر من كل أنواع العنف، ومن كل أنواع الأذى قال (صلى الله عليه وسلم): «المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه»، ومن سَلِم منه الجماد والحيوان، إذ لا يجوز لك أن تؤذي حيوانًا، أو تقطع شجرًا، أو أن تحرق ثمرًا، حتى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا فيقول: «دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ»، لم يقل قتلتها ولا نكلت بها وإنما قال: «رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ»، أما الدماء والإقدام على القتل، فيقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «لا يَزَالُ العبدُ في فَسْحَةٍ من دِينِه ما لم يُصِبْ دَمًا حرامًا»، ويقول الحق سبحانه: «مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا»، ويقول سبحانه: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا».
وشدد الوزير على أنه حتى في حالات الحرب فقد حذرنا الإسلام من الإسراف والإسراع في القتل، فقال سبحانه :«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا».
[email protected]
أضف تعليق