قبل عام من اليوم، كان المجتمع العربي على موعد مع هبّة انطلقت في بدايتها تضامناً مع القدس  والمسجد الأقصى وضد الاعتداءات الإسرائيلية حينها، وضد تهجير أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم، ثم تضامناً مع قطاع غزة الذي تعرض لعدوان إسرائيلي، قبل أن تتطور هذه الهبّة وتشمل معظم المدن الساحلية والبلدات العربية في الداخل، وتفاجئ السلطات الإسرائيلية، لتشهد اعتداءات عنيفة من الأمن الإسرائيلي على المحتجين.

ولم تتوقف عند ذلك، بل شهدت المدن الساحلية اعتداءات من قبل أنصار اليمين المتطرف، مثل حركة لاهافا، وسكان البؤر الاستيطانية التي أقيمت في قلب الأحياء العربية كاللد ويافا عكا، ليسجل سقوط شهيدين، هما موسى حسونة من اللد ومحمد كيوان من أم الفحم، إضافة إلى عشرات الجرحى والمعتقلين، فيما لا يزال هناك حتى اليوم عدد من المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

وبالإضافة إلى الشهيدين، أسفرت الأحداث عن إصابة العشرات واعتقال المئات من الشبان ناهيك عن الأضرار. كما واسفرت عن مقتل اسرائيليين في اللد وفي عكا.

وما زال بعض الشبان يخضعون للعقوبات الاسرائيلية ويتم تمديد اعتقالهم مرة تلو الأخرى وتم تقديم لوائح اتهام خطيرة ضدهم



وكانت مدينة اللد، التي يقطنها قرابة 33 ألف عربي فلسطيني يشكلون 35 في المائة من سكان المدينة، قد شهدت انفجاراً كبيراً بين الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين، وتم اعتقال 300 شخص خلال أسبوع من مايو 2021، وفيه ارتقى الشهيد حسونة.

وعن ذلك، قال رئيس اللجنة الشعبية في اللد خالد الزبارقة في حديثه لموقع العربي الجديد، إن "كل مشاكل فلسطينيي الداخل في اللد ناتجة عن أن نسبتهم من سكان المدينة عالية، وما لذلك من تأثير على الميزان الديمغرافي، وهذا يشكل تهديداً لمؤسسات السلطة"، مضيفاً "هم مؤثرون في جميع المجالات الاقتصادية والسكانية والعمرانية، ويقطنون في أغلب أحياء المدينة".

ويشير إلى أن "التغيير الديمغرافي في اللد في آخر 25 عاماً له عوامل كثيرة تتعلق بسياسات المؤسسة الرسمية الإسرائيلية، وهذه قوة غير بسيطة"، ويشرح أن "الانفجار الذي حدث في اللد نتيجة احتقان من سياسات الظلم والغطرسة من المؤسسة الإسرائيلية، وليس وليد اللحظة".

ويقول الزبارقة إن "اللد شهدت حجم اعتقالات غير مسبوق، هذا يدل على السياسات العامة للمؤسسة التي ساهمت في الانفجار، إضافة إلى استيطان النواة التوراتية في اللد منذ عام 2006، ليزيد ذلك من حالات الاحتقان في المجتمع العربي، مع وجود سياسة تحدٍ لكل ما هو عربي ووجود عربي".

ويتابع: "هم من مجموعات المستوطنين المتطرفين التابعين للحركة الصهيونية الدينية الذين يحاولون صبغ الحيز العام باليهودي، ويحاولون شراء مساكن في الأحياء العربية، ويتجولون مع أسلحة"، مشدداً على أن "التغيير الديمغرافي في المدن الساحلية والتطور السكاني أبرز عوامل الصراع".


مدينة عكا أيضاً كانت ساحة بارزة لهبّة العام 2021، ولا يزال عدد من أبنائها معتقلين حتى اليوم.
وشهدت مدينة يافا أيضاً أحداثاً وتظاهرات واعتداءات خلال هبّة الكرامة، منها اعتقالات وإصابات واحتكاكات بين العرب واليهود.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]