الاستعدادت للعيد على قدم وساق، والنقب حاله كحال بقية مناطق البلاد يستعد الصائمون فيه لاستقبال عيدهم بعد صيام شهر كريم، ولكن كيف سيبدو الحال في النقب بشكل عام لا سيما اهالي القرى غير المعترف بها؟ كيف تبدو اسواق النقب؟ وهل بامكان الجميع الاحتفال بالعيد بنفس المستوى والبهجة ام لا؟.
رهط
البداية من رهط التي شهدت احداثا غير طبيعية اطلاقا منذ بداية شهر رمضان، وتحديدا البداية كانت من اطلاق النار على مقهى كافيه كافيه، الامر الذي تفاقم ليصل ذروته ليلة الاحد 24 من ابريل الامر الذي دفع الشرطة لاحقا لاتخاذ قرار باغلاق حارتين بالمكعبات الاسمنتية، ولكن مع ذلك ترى ادارة المقهى المستهدف ان ههذ الاحداث صارت من ورائهم وانهم مستمرون، يقول المحامي صبري ابو فريح مدير مقهى كافيه كافيه:" بداية كل عام وانتم بالف خير بمناسبة عيد الفطر السعيد، الحقيقة ما حدث لم نتوقعه حتى باحلامنا ان يحدث في رهط مثل هذا الامر، ولكن الحمد لله على كل حال حدث الامر وانتهى وتجاوزناه واصبح من ورائنا وندعو الجميع لزيارة كافيه كافيه المحل مفتوح طيلة الوقت وهنالك امن وامان باذن الله وفي رهط سيعم السلام والامان في الايام القادمة، بالنسبة للمشاكل استطيع ان اقول للجميع انها انتهت واصبحت من ورائنا، على الاغلب في العيد سنفتح ابواب مقهانا بعد الظهر لاستقبال ضيوفنا ولاحقا نعود لساعات تلعمل الرسمية المعتمدة في الشبكة، رمضان هذا العام بدا غريبا على الجميع واختلطت الامور بسبب الاحداث ولكن الان الوضع اصبح افضل بكثير ان شاء الله".
من جانبه يقول الشيخ سالم ابو صويص:" الحركة الشرائية في شوارع رهط ممتازة جدا وتعم الفرحة والابتسامة والسرور على وجوه الناس بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة ورغم الاسعار المرتفعة جدا وللاسف الشديد ايضا استغلال بعض التجار الذين لا يخشون الله الوضع لرفع الاسعار، ونستغل الفرصة لنقول لهم اتقوا الله في الناس فرفع الاسعار مرفوض دينيا وانسانيا واخلاقيا، دعوا المجال للناس ليتسوقوا ولتعمهم فرحة العيد، الاب ان اشترى اي شيء ولو كان بسيطا لاطفاله فهذا يدخل الفرحة والسرور على قلب هذا الطفل، هنالك حركة نشطة جدا في شوارع مدننا وقرانا العربية في النقب مدموجة بالفرحة الشديدة باتمام صيام هذا الشهر الكريم الذي مر سريعا وفعلا كما قال الله تعالى "اياما معدودات" وبما اننا نودع شهر رمضان المبارك في هذه الايام نسأل الله تعالى للجميع القبول والبركة والاجر لكل من ساهم في ادخال الفرحة والسرور على قلوب الفقراء والمحتاجين من خلال اسعار معقولة واخراج الصدقات وصدقة الفطر والزكاة والافطارات والوجبات، كلها ان شاء الله دليل الخير الكامن في هذا الشعب العربي الاسلامي في هذه البلاد المقدسة وكل عام وانتم بخير".
صاحب احد المحال التجارية في رهط الشاب سياف ابو رياش قال:" حتى نحافظ على الثقة بين الزبائن واصحاب المحال التجارية ونكمل موضوع الدعم الاقتصادي للمحال العربية فنحن نشد على ايدي المواطنين للتسوق من بلدانهم ونطالب التجار بتخفيض الاسعار ومراعاة الزبائن، اما على الشوارع فمع الازدحامات في هذه الايام يجب ان نتحمل بعضنا البعض ونصبر ونسامح بعضنا سواء كان اي خطأ متعمد او غير متعمد، لاننا في ايام مباركة وموضوع الصبر مهم جدا، وايضا نذكر الناس بدفع زكاة الفطر قبل صلاة العيد التي ستجمعنا ان شاء الله يوم العيد الساعة السادسة وخمسة وعشرين دقيقة. نبارك جهود كل من قام بمبادرات كانت على مدار شهر رمضان من افطارات جماعية وفعاليات ومحاضرات توعوية ونتمنى ان تستمر هذه البرامج الثقافية التوعوية، برامج التسامح والزيارات وتوطيد الروابط الاجتماعية بين المواطنين لما بعد شهر رمضان المبارك، وكل عام وانتم بالف خير".
تل السبع
رئيس المجلس المحلي تل السبع عمر ابو رقيق كان متفائلا بكل ما تم تقديمه من فعاليات خلال شهر رمضان في بلدته، لا سيما وان الكثير من الفعاليات تم انجازها ولاقت ترحيبا كبيرا من الاهالي والاطفال والتي كان من ضمنها مواكب جابت الشوارع ونشرت البهجة والسرور على الجميع، يقول ابو رقيق :" الحمد لله وبفضل الله الاجواء في تل السبع جميلة جدا فبعد شهر من الفعاليات والمهرجانات للاطفال ولجميع العائلة في البلدة، نحن الان وصلنا الى العيد السعيد، حركة التسوق والحركة التجارية في تل السبع نشطة، هنالك استعدادات كبيرة من الناس والمواطنين لاستقبال العيد السعيد خاصة بعد اتمام شهر من الصيام، نسأل الله ان يعيد هذا العيد على اهالي تل السبع بالامن والامان والسلام".
الى القرى غير المعترف بها والتي تستعد كغيرها لاستقبال العيد وبطقوسها الخاصة، يقول رئيس المجلس الاقليمس للقرى غير المعترف بها عطية الاعسم عن هذه الاستدعاءات:" الاجواء الرمضانية في القرى غير المعترف بها تشبه تماما الاجواء في سائر القرى العربية والاسلامية، الناس يستعدون للعيد ويشترون الملابس لاطفالهم وللنفسهم، وهذا العام كان تقريبا معظم الشراء من المدن العربية من النقب ومن الضفة الغربية، وكان الاقبال على اسواق بئر السبع قليل جدا بسبب الاوضاع والتحريض الذي سشنه اليمين المتطرف ضد المواطنين العرب، الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال عيد الفطر السعيد، وبعد اداء الصلاة تتم معايدة الاقارب وصلة الارحام، وهذا شيء جيد جدا ومن ثم يتم توزيع الحلويات والطعام من خلال الشق(الديوان) على جميع الحاضرين وعلى الاطفال بشكل خاص، تقريبا هذه هي الاجواء الموجودة بشكل عام في قرى الصمود والفرحة تعم كل مكان وجميع الاطياف بحلول العيد لا سيما الاطفال الفرحين بالملابس والالعاب ، والصائم طبعا يفرح بفطره بعد ان يتم صيامه كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم".
ام بطين
المربي حسين ابو كف ابن قرية ام بطين وصف التجهيزات للعيد وما عايشه الناس من احداث قبل وخلال شهر رمضان وقال:" بدون شك ان العيد هذه السنة يختلف عند اهالي النقب عن الاعياد السابقة لاسباب كثيرة، خصوصا ان الصيام مدته قصيرة وجاء في اجواء الشتاء الخفيفة وبالتالي كان سهل وهين، الا ان ما يتعلق بالاحداث في هذه السنة التي تعرض لها المجتمع البدوي حالت دون وصول العرب الى اسواق بئر السبع، وادت الى توجه الناس الى الاسواق العربية في مدن وقرى النقب والضفة الغربية، هنالك اجواء من الفرحة والاستعداد للعيد ولكن بنفس الوقت نلاحظ ارتفاع الاسعار وغلاء بعض السلع وقد يكون هذا الامر مرتبط بالحرب الروسية الاوكرانية وربما لاسباب اخرى، وممكن ان نقول ايضا ان اجواء الاقصى اثرت على حركة الناس وسفرهم حيث ان افواج كبيرة تتوجه للقدس والاقصى للتسوق والصلاة، على سبيل المثال اليوم الجمعة اليتيمة في رمضان ام المسجد حوالي ربع مليون مصلٍ، اسواق الاقصى ممتلئة، بهجة العيد تسيطر على الناس لكن في قلوبهم نوع من الخوف والحزن بسبب الاوضاع الحالية الخاصة بالاقصى وحياة الناس وغلاء المعيشة والمضايقات التي يعيشها البدو في النقب، ولاسباب تتعلق بالحكومة التي سببت للناس الاحباط حيث تأملوا منها ان تغير الوضع ولكن هذا التغيير كان للاسوأ، استمرت سياسة الهدم ورفع الاسعار والتمييز العنصري، نتمنى ان يعيد الله علينا رمضان وهذا العيد في السنوات القادمة ونحن بافضل حال وان نكون بالف نعمة وخير وكل عام وانتم بخير".
وسط هذا الاستعداد الكبير يبقى الفقراء والمحتاجون هم الاقل حظا من فرحة العيد، حيث سبق ان ذكرنا في تقرير سابق ان اعداد الاسر المحتاجة هذا العام فاقت الاعداد المألوفة في السنوات السابقة، ورغم ان هنالك الكثير من التبرعات التي تم تقديمها لجزء من هذه الاسر، الا ان الكثير منها لا تزال تفتقر حتى لوجبة طعام للافطار وليس فقط لملابس وتجهيزات العيد ولو على الاقل للاطفال، فمن لهؤلاء؟
[email protected]
أضف تعليق