لم تتغير سياسات الحكومة الإسرائيلية بشكل كبير بين الماضي والحاضر، أو أنها لم تتغير للأفضل رغم تقدم السنين ودور الاعلام وتأثير الرأي العام العالمي، وفي موضوع الأرض، ما زالت السياسة نفسها، فالممارسات التي أدت لانتفاض الفلسطينيين في الداخل للدفاع عن مصادرة أرضهم بيوم الأرض، تتكرر اليوم وبشكل أكثر شراسة في النقب، من محاولات مصادرة وتجريف الأرض.
وفي الذكرى الـ46 ليوم الأرض الخالد، أكد الفلسطينيون في الداخل الوفاء لأرضهم في إحياء ذكرى يوم الأرض بزيارة أضرحة الشهداء، والخروج بمسيرة من مدينة سخنين مرورا بمدينة عرابة حتى بلدة دير حنا واختتام اليوم بمهرجان بحضور شخصيات دينية وسياسية واجتماعية وحضور جماهيري مهيب.
وفي حديثه لـبُكرا، قال رئيس بلدية عرابة عمر واكد نصار: " بعد 46 عاما نقف ونستذكر ونستخلص الدروس والعبر،
ونوجه رسالتنا إلى أنفسنا ومن ثم للمؤسسة الرسمية بالبلاد، وهي أن أسباب اندلاع هبة يوم الأرض عام 76 ما زالت قائمة، وما نشهده من محاولات وضع اليد على الأرض ما زالت قائمة لكن بطرق مختلفة، مثل منع تطوير الأرض في البناء، وما يحصل في النقب من تجريف ومصادرة ورش للمبيدات، وأوجه رسالة للمؤسسة أننا لم نفرط بهويتنا وأرضنا ومقدساتنا وأوقافنا، وكل مقومات وجودنا في البلاد، وطريق النضال أثبت نجاعته، وخير دليل فشل مخطط "براڤر" في النقب بعد الرد الشعبي".
ومن جهته قال عضو الكنيست أسامة السعدي: " ما يثلج الصدر مشاركة هذه الأجيال التي ولدت بعد يوم الأرض عام 76، وهذا ما نتطلع إليه، أن نغرس هذه القيم في نفس الأجيال الشابة، وأن يرفعوا رسالة الشهداء ورايتنا الفلسطينية من جيل لجيل، ونحن اليوم نستذكر الشهداء الذين ضحوا بدمهم لأجل أرضهم، حيث ما زلنا نرى مشاريع مستمرة من هذه الحكومات المتعاقبة بسلب ما تبقى من أرضنا خاصة في النقب، حتى اليوم لا تزال اكثر من 35 بلدة غير معترف بها، بالمقابل صادقت الحكومة على بناء 7 مستوطنات يهودية بالنقب".
ومن جانبه قال الشيخ كمال خطيب: " 46 سنة مرّت على يوم الأرض، لكنها 46 سنة لم تخلو ابدا من مشاريع اغتصاب الارض وتهويدها، ومحاولات الاستفراد باهلنا، في الجليل عام 76 واليوم في النقب، شعبنا الذي يحيي يوم الذكرى ليس لكي يشتر الماضي، انما لكي ينظر للمستقبل بيقين وعزم على ان لا تفريط بهذه الأرض، وشجرة شعبنا ضاربة بعمق التاريخ".
وبدوره رئيس لجنة التوجيه العليا في النقب جمعة زبارقة: " نوجه رسالة في هذا اليوم، أولا للحكومة التي تفتعل المشاكل لكي نرحل من أرضنا، لم يتبقى لدينا من هذه الارض الا القليل ولن نتراجع عنها، الارض هي قضية مبدئ ووجود وانتماء، ونحن عليها سنستمر حتى الممات بعون الله".
وفي سياق متصل قال القائم بأعمال رئيس بلدية الطيرة سامح عراقي: " الذي اجبر المؤسسة عن التراجع عن مصادراتها، هو النهج المنتصر، وما كان في 76 كان من خلال سنوات التي ناضل فيها هذا الشعب، ونقول لاخواننا في النقب أن معركتنا مع المؤسسة على البقاء والارض، وكيف انتصر الشعب في 76 حتما سينتصر اليوم، معركتنا مع المؤسسة ليست فقط على ميزانيات، انما على الارض والوجود والتطور، وانهاء الاحتلال وتحقيق مصير شعبنا الفلسطيني".
[email protected]
أضف تعليق