بمشاركة المئات من العرب واليهود، وجاهيًا في المركز الجماهيري رهط وعن بُعد عبر تطبيق الزوم، انطلق مساء اليوم (الخميس) مؤتمر "نحن النقب"، الذي نظمه حراك نقف معًا في أعقاب الجريمة النكراء التي شهدتها مدينة بئر السبع يوم الثلاثاء الماضي وراح ضحيتها أربعة مواطنين أبرياء، وعلى اثر تصاعد وتيرة العنف والتحريض ضد المواطنين العرب في النقب في اليومين الأخيرين.

مع انطلاق المؤتمر، رحّب رئيس بلدية رهط ورئيس منتدى المجالس المحلية العربية، السيد فايز أبو صهيبان، بالحضور وقال في كلمته التي ألقاها: "أي ضرر يلحق بمواطنين أبرياء يفجعنا كجمهور عربي-بدوي في النقب. نحن لا نريد العيش في نقب مبني على الفصل والتفرقة، بل في نقب متكافئ للجميع - بالتعليم، بالعمل وفي كل مناحي الحياة. هذا هو النقب الذي أعرفه أنا. لا يعقل أن تقع بشكل يومي حوادث إطلاق نار بسلاح غير قانوني في مدينة يبلغ عدد سكانها ٨٠،٠٠٠ ولا من رقيبٍ أو حسيب. المسؤول عن جمع السلاح غير القانوني هي الشرطة، التي تعلم جيدًا أين يمكن أن تجده. لذلك، من واجبها فرض القانون، ومنع نشوء ميليشيات خاصة مسلحة".

أما ماجد الكملات، نائب رئيس بلدية رهط وعضو قيادة حراك نقف معًا، منظم المؤتمر، فتطرق في كلمته للتمييز المنهجي الذي يعاني منه أهالي النقب، إذ قال: "مؤخرًا قتلت قوات المستعربين شابًا في رهط. الأمر واضح - هناك سياسات موجهة تتعامل مع سكان النقب كرعايا وليس كمواطنين. رئيس الحكومة زار رهط قبل شهرين. تفاءلت للحظة، فكرت بنفسي لربما يبحث إمكانية إقامة كلية أو مستشفى، لكن للأسف ما قاله هناك كان 'نحن الآن ننتقل من الدفاع للهجوم'، وهذا ما شجع نشطاء اليمين المتطرف على تشكيل ميليشات مسلحة. لكننا نحن - أصحاب الصوت المتزن والعقلاني - نحن هنا الأكثرية، وليس شلة المتطرفين".

أبراهام (أبروم) بورغ، رئيس الكنيست السابق، تحدث هو أيضًا بالمؤتمر وقال: "كل سكان النقب - يهود وعرب، رجال ونساء - يستحقون العيش بكرامة ومساواة. لكن الكرامة والمساواة لا تعنيان محو الهوية. النقب غني بالمختلفين - ليس على الجميع أن يكونوا ويتصرفوا وفق قالب واحد. لكل طرف له إرثه التاريخي، ذاكرته وعاداته. نحن معًا نشكّل فسيفساء بشرية غنية ومثرية".

وفي كلمة رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، قال السيد جمعة الزبارقة: "قبل أيام معدودة فقط قُتل شاب في رهط برصاص المستعربين. الشرطة غيرت أقوالها. شاب آخر تم ضربه بوحشية في سيارته على يد بلطجية بعد عملية بئر السبع. هذه الحوادث مقلقة وعليها أن تقض مضاجعنا جميعًا. من واجب الشرطة الحفاظ على أمان جميع المواطنين، يهود وعرب. لكن على ما يبدو أنها قد نسيت ما هي مهامها ومسؤولياتها وواجباتها".

أفيطال بن-شلوم، مديرة مدرسة هاجر ثنائية اللغة في بئر السبع، ألقت كلمة قالت بها: "التربية على الحياة المشتركة يجب أن تكون مبنية على المساواة، وأن توفر مكانًا للهوية القومية، الثقافية والدينية لكل ولد وبنت. في الصباح الذي تلى العملية الإجرامية لم يكن لقاؤنا مع الطلاب سهلًا أبدًا. أحداث مثل هذه تهزنا، ولكن لا بأس بذلك - ينبغي إعطاء الخوف مكانه."

أما عوفر دغان، مدير مشارك في جمعية سيكوي-أفق فخاطب الجمهور قائلًا: "الفقر، الإهمال، الجريمة والعنف، والتي هي جميعها ظواهر ناتجة عن التمييز الذي امتد على مدار سنوات طويلة - تلحق الضرر بنا جميعًا. علينا أن نطالي الدولة بالتصحيح: وضع حد للإجرام المستشري في البلدات العربية، الذي يطال الجميع في النقب. وإلى ذلك الحين - يجب مطالبة الشرطة بتفكيك وردع الميليشيات التي تأخذ القانون لأيديها".

د. دفنا يشوعا-كاتس، محاضرة وباحثة في قسم العمل الاجتماعي بجامعة بن غوريون ومن سكان لهافيم: "إذا أردنا العيش بالنقب علينا أن نعي أنه علينا أن نعيش معًا بحوار وشراكة. أنا قلقة جدًا من الميليشيات المسلحة التي بدأت بالبروز. الدولة أهملتنا وتركتنا نتعامل مع العنف وحدنا، لأن هذا أسهل بالنسبة لها. لكن ممنوع أن يكون هذا هو الطريق".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]