استفاقت مدينة رهط فجر هذا اليوم على جريمة قتل مروعة ارتكبت على يد وحدة المستعربين التابعة للشرطة الاسرائيلية ، والتي قامت باطلاق الرصاص بشكل مباشر وقتل الشاب سند سالم الهربد (27عاما) برصاصة في الرأس ، مدعية ان قوات الشرطة تعرضت لاطلاق نار خلال عملية مداهمة وتفتيش عن اسلحة في المدينة ، وعندما شعر الافراد بالخطر على حياتهم اطلقوا النار على الشاب .
وفي جلسة للبلدية عصر اليوم الثلاثاء تم اعلان الاضراب الشامل يوم غد في رهط احتجاجا على هذه الجريمة.
الاهالي في مدينة رهط قالوا ان سند يعمل يوميا منذ ساعات الفجر في نقل العمال ، وهو الامر الذي دفعه للخروج فجر اليوم ، حيث يبدو انه تفاجأ بالمستعربين الذين قاموا بقتله مباشرة .
رئيس بلدية رهط فايز ابو صهيبان عبر في حديث له عن حالة الغضب العارمة في المدينة على خلفية الجريمة الجديدة للشرطة ، لا سيما ان حالة مشابهة وقعت في المدينة في العام 2015 حيث قتلت الشرطة في حينه الشاب سامي الجعار وبعد ذلك وخلال تشييع الجثمان قتل سامي الزيادنة اختناقا بالغاز المسيل للدموع نتيجة المواجهات التي اندلعت في مقبرة المدينة ، ابو صهيبان قال :" مع كل اسف كان صباح اليوم حادث اطلاق نار على احد شباب رهط من قبل الشرطة بادعاء البحث عن سلاح، الشرطة تدعي ان هذا الشاب قام باطلاق النار باتجاه قواتها وبالتالي هي ردت على اطلاق النار واردته قتيلا، العائلة تنفي هذه الرواية وتقول ان الشاب ليس له علاقة بهذا الحادث وانما كان موجودا في المكان وبالتالي الشرطة قامت بتصفيته ، هذا العمل مدان نحن ندين هذا العمل بكل الاشكال وبكل اللغات ونأمل ان شاء الله ان نتخطى هذه المصيبة على خير لأن الوضع في مدينة رهط وضع هش من جميع النواحي ، وبالتالي سنتواصل مع العائلة انا الان طريقي اليهم لمواساتهم في هذا المصاب الجلل وسيكون لنا حديث مع قائد الشرطة في رهط لوضع النقاط على الحروف في هذا الحدث ".
الشرطة الاسرائيلية في بيانها قال :"خلال نشاط مقاتلي وحدة المستعربين في رهط بهدف اعتقال شابين مشتبه بهما، تم فتح النار تجاه القوات، التي ردت باطلاق النار وقامت بتحييد المشتبه به المسلّح الذي شكل خطرا على رجال الشرطة، والذي تم نقله لتلقي العلاج، فيما أعلن طاقم نجمة داؤود الحمراء عن وفاته". وتابع بيان الشرطة أنه لم يتم تسجيل إصابات في صفوف رجال الشرطة. وادعت الشرطة أنها عثرت على مسدس وذخيرة، كما نشرت صورة قالت إنه "مسدس كان يحمله القتيل".
لاحقا اعلن الاعلام العبري وعلى لسان رئيس بلدية رهط ان الشاباك حضر لاعتقال اشخاص مطلوبين من الضفة في رهط والحادث كان في حي تسود فيه توترات بين عائلتين فاعتقد المرحوم ان المستعربين هم من العرب المتخاصمين وجاءوا لقتله فانتزع سلاحة وحاول اطلاق النار عليهم فاردوه قتيلاً.
د. عامر الهزيل الناشط النقباوي من مدينة رهط قال معقبا على الحادث :" سند سالم الهربد تم اغتياله من وحدات الشاباك والمستعربين اليوم فجرا عندما كان يجمع في عماله ، سند مقاول وبالتالي كان خارجا لعمله تفاجأ بوجود الشاباك و المستعربين بلباس عربي وبسيارات قديمة ولم يميزهم احد من الناس الذين تحركوا في ذات الوقت للعمل ، لاسباب غير مبررة وغير مفهومة حتى الان هاجمت هذه الوحدة العمال ومن بينهم سند وتم اطلاق النار عليه من مسافة قريبة جدا وكان اطلاق الرصاص قاتلا والاخطر انه ترك حوالي ساعة ينزف دما دون تقديم اي اسعاف له، ومن هذا الجانب نحمل الشرطة الاسرائيلية والحكومة والدولة والشاباك وكل الاذرع الاسرائيلية دم سند ونحسبه شهيدا كباقي شهدائنا الفلسطينيين ، وبالتالي نطلب من كافة جماهيرنا العربية ان يكون موقف موحد وان تكون جنازة سند رسالة لكل من يعبث في امننا من هذه الدلة الفاشية دولة التطهير العرقي ".
وفي بيان لها "دانت حركة كرامة ومساواة بشدة إطلاق وحدة المستعربين النار الحي أثناء مداهمتها منازل المواطنين في مدينة رهط والتي تسببت في مصرع أحد أبناء المدينة ، وحملت الشرطة المسؤولية عن حياة أهلنا ، داعيةً الى الكف عن الكيل بمكيالين تجاه المواطنين العرب الذين يتم التعامل معهم كأجسام معادية ، واليهود الذين يجري التفتيش عندهم من خلال إبراز أمر تفتيش وبطرق مغايرة تماماً.
كما حذرت كرامة ومساواة من توغل الشرطة والأجهزة البوليصية المختلفة في مواصلة تحويل مدننا وقرانا الى حقول تجارب لأفرادها الذين يلجأون للقتل تحت شعار جمع السلاح .
وناشدت الأهل الى توخي الحيطة والحذر حفاظاً على أرواح أبنائهم.
هذا ودعت القيادات العربية الى اتخاذ موقفٍ حاسم إزاء ممارسات الشرطة والأجهزة المختلفة التي تواصل ايقاع الرعب في قلوب أطفالنا أثناء مداهماتها الهمجية ومرافقتها لٱلات الهدم" .
على صعيد متصل عممت لجنة التوجية العليا لعرب النقب بيانا في اعقاب استشهاد سند الهربد برصاص مستعربين في مدينة رهط جاء فيه :" إن النقب يواجه حملة من التحريض والتشوية الممنهج من ابواق السلطة واعلامها الماجور لشيطنته ومنع التضامن معه والسماح للمؤسسات السلطوية تنفيذ جرائمها التي كان اخرها اعدام ميداني الشهيد سند سالم الهربد الذي كان في طريقة من بيته لمكان عمله ".
واضافت اللجنة في بيانها :" ان جريمة اطلاق النار على الشهيد من وحدة مستعربين متخفيين بزي بدوي في سيارة جيب تيوتا قديم وترك المصاب ينزف ومنع سيارات الاسعاف من الدخول لمدة ساعة هو جريمة بحد ذاتها ، و اكدت لجنة التوجية ضرورة اخراج المستعربين من مدننا وقرانا وكما وكذلك اقالة قائد شرطة لواء الجنوب نحشون نجلر الذي تم تعيينه من قبل وزير الامن الداخلي الليكودي اليميني امير اوحنا بمعنى ان تعيينه سياسي وليس مهني رغم معارضة المفتش العام للشرطة لانه جاء من خلفية عسكرية ولم يكن شرطيا او قائد محطة شرطة وانما جاء من خلفيه عسكرية " .
كما طالبت لجنة التوجية على:" ضرورة عقد اجتماع طارئ في مدينة رهط بمشاركة لجنة المتابعه العليا ولجنة التوجية والعمل ان تكون جنازة الشهيد جنازة حاشدة ضخمة تؤكد رفضنا لجريمة التصفية الميدانية التي ارتكبتها الشرطة بحق الشهيد ، وطالبت لجنة التوجية اقامة لجنة تحقيق مستقلة في ظروف وملابسات استشهاد سند ومحاكمة المسؤولين كما تؤكد رفضها التعامل مع المجتمع العربي بعقلية عدائية وكاننا مناطق محتلة " .
بدوره، قال المتحدث بلسان الشرطة " خلال نشاط لرجال شرطة من وحدة المستعربين في رهط بهدف اعتقال شخصين مشتبه بهما، تم فتح النار تجاه القوات، التي ردت باطلاق النار وقامت بتحييد المشتبه به المسلح الذي شكل خطرا على رجال الشرطة، والذي تم نقله لتلقي العلاج، فيما اعلن طاقم نجمة داود الحمراء وفاته. وقد تم ضبط مسدس المشتبه مع ذخيرة فيما لم يتم تسجيل اصابات في صفوف رجال الشرطة ".
[email protected]
أضف تعليق