يقال:" البدايات نحن نقررها" هذا ما قد نتعلمه حينما نتعرف على زينة مريح ابنة طمرة تبلغ من العمر 33 سنة .. وهي مطلقة ومع ابنتين .. تروي ان طلاقها كان يمكن ان يكون الطريق الى حياة كئيبة لكنها قررت ان ذلك لن يحدث وان الانطلاقة والبداية الجديدة هي خيارها.
تروي زينة انها ولدت لعائلة فيها 4 اولاد ذكور وكانت هي البنت الوحيدة ، تزوجت زينة في سن مبكرة دون ان تتلقى تعليم او تحصل على شهادات عليا تؤهلها للخروج الى سوق العمل. لسوء حظها تبين بعد فترة من الزواج ان زوجها صعب المراس ولا يستمر في أي عمل، حياتها معه كانت قاسية وصعبة سكنت في بيت حماتها في بداية الامر ، لكنها انتقلت فيما بعد للعيش في بئر السبع للعمل.
وتستطرد زينة حديثها :" عدت الى طمرة وسكنت بالإيجار لكني لم اجد ما يسد رمقي ورمق ابنتي فكانت والدتي تحمل لي طنجرة طبيخ يوميا سيرا على الاقدام"، وتقول:" قسوة الحياة والفقر ارغماني على الانتقال الى بيت امي فيما بعد" وبتشجيع من والدتها اقدمت زينة على الطلاق من زوجها وسكنت هي وبناتها في منزل والدتها في غرفة صغيرة.
التعلم
في مرحلة ما بعد الطلاق على زينة ان تختار طريقها وقررت ان تكون هي طريق البداية فتوجهت الى الشؤون الاجتماعية في البلد والى التنظيمات التي تعنى بشؤون النساء وطلبت المساعدة، توجهت زينة الى كلية وأنهت تعليمها كتقنية لتصليح الهواتف النقالة على الرغم انها لا تجيد اللغة العبرية فكانت تسجل المحاضرات وتعود الى المنزل فيقوم اخيها بترجمة المحاضرة لها للعربية .
اليوم تعمل زينة في مجال اصلاح الهواتف وصيانة الالكترونيات لتصبح اول امرأة في هذا المجال في بلدتها طمرة. لم تكتف زينة بذلك فطورت نفسها في مجال الأمان في استعمال الانترنت لتصبح محاضرة في المجال، وتقدم خدمات استشارية مجانية وتساعد العديد من النساء اللواتي وقعوا فريسة ابتزاز مالي وجنسي.
في فترة الكورونا نشطت زينة في دورات تعليم النساء خصوصا المسنات منهن كيفية استخدام تطبيق الواتساب والزوم، اليوم تسكن زينة مع ابنتيها بالإيجار في شقة صغيرة في طمرة، حلمها ان يكون لها مكان خاص بها لتصليح الهواتف وبيعها.
عانت زينة في حياتها كثيرا لكن على الرغم من ذلك فما زالت مفعمة بالأمل والحياة تحلم بالتطور والارتقاء وبمستقبل افضل لها ولبناتها .
برنامج خاص
زينة احدى المشاركات في البرنامج الوثائقي "يوميات عاملة" والذي يبث على قناة مكان بدءا من اليوم الاثنين الساعة 20:00 .
البرنامج يرافق 8 نساء من مختلف انحاء المجتمع العربي ، نساء عاملات يتقاضين الحد الأدنى للأجور ، ويعملن بكل جد واعتماد على الذات ليكسبن رزقهن من عرق جبينهن. ثماني نساء من العدم نجحن في إنقاذ أنفسهن وعائلاتهن من مصير مرير.
[email protected]
أضف تعليق