أعلن ثلاثة نشطاء من النقب عن انطلاقهم في مشروع هو الاول من نوعه في النقب وهو مشروع توثيق البيوت والمباني للفلسطينيين الذين هجروا من منازلهم وأراضيهم في بئر السبع في عام النكبة 1948 وذلك عبر زيارات إلى البلدة القديمة تحديدًا بهدف إثراء الرواية الفلسطينية والتي تفتقر جدا الى التوثيق في النقب على وجه التحديد وتعتمد بشكل كامل على الرواية الشفوية المهددة بالضياع.
تقول الناشطة النقباوية هدى أبو عبيد إنها والناشط الحقوقي المحامي مروان أبو فريح والمؤرخ العربي د.منصور نصاصرة قرروا بالصدفة العمل على مشروع التوثيق وقالت: "منذ فترة وأنا أفكر بمشروع لتوثيق البيوت والمباني في بئر السبع ، نحن الثلاثة نتواجد بشكل يومي تقريبًا في المدينة، البلدة القديمة تبدو مغيبة عن الرواية الفلسطينية وأهالي مدينة بئر السبع تم تهجير سكانها عام 1948، قسم كبير من البيوت لا يزال كما هو لكن أبواب المنازل مغلقة ولا يمكن الدخول إليها”.
وأشارت الناشطة أبو عبيد إلى أن بلدية بئر السبع تحاول في الأعوام الأخيرة افتتاح المقاهي والمتاحف ومعارض الصور وغيرها من المشاريع وقالت :"يوجد في الأشهر الأخير هجمة على العرب الذين يأتون إلى بئر السبع من القرى غير المعترف بها".
يذكر ان البلدية تعمل ايضا على طمس المعالم التاريخية وتغييرها والمس بالمقدسات كما حدث مع المسجد التاريخي في بئر السبع الذي اقامت فيه البلدية مهرجانات للخمور والغناء عدة مرات.
مشروع التوثيق يشمل التواصل مع الفلسطينيين الذين هجروا من أراضيهم في بئر السبع عام 1948 من أجل توثيق قصصهم و التعرف على منازلهم وتوثيقها، حيث أن مئات المنازل التي تعود للفلسطينيين لا تزال مغلقة منذ النكبة.
تقول هدى ابو عبيد “كنا نبحث اليوم عن مسجد صغير كان معروفا في بئر السبع قديمًا بحثنا عن المسجد اليوم وجدناه وكان مغطى وشكله مختلف وفيه دكان للأدوات المنزلية، نريد التواصل مع السكان الأصليين للتوثيق ولنتعرف على بيوتهم”.
وقالت الناشطة هدى أبو عبيد: “اليوم نحن نحاول من خلال الفيديوهات التواصل مع أشخاص سكنوا بئر السبع ولديهم معلومات أكثر عن المنازل والعائلات والأهالي لأننا نشعر أن القصة مغيبة عن الرواية الفلسطينية”.
ويشارك في هذا التوثيق الباحث والمؤرخ العربي الدكتور منصور النصاصرة المحاضر في جامعة بن جوريون صاحب "كتاب بدو النقب وبئر السبع 10عام من السياسة والنضال" والذي يسرد تفاصيل دقيقة حول تاريخ ديرة السبع وعائلاتها واراضيها .
الناشط النقباوي المحامي مروان ابو فريح كتب على صفحته على فيسبوك :" في رحاب بئر السبع المدينة العربية العتيقة، نعود في الذاكرة للطرقات الأولى بحثا عن أصحاب المنازل المهجرة، من خلال روايات التاريخ الشفوي وفتح ملفات الأرشيف. بصحبة الدكتور منصور النصاصرة والزميلة هدى أبو عبيد، انطلقنا من شارع بسيسو، مرورا بشارع غزة ثم إلى شارع جمال باشا. توقفنا عند بيت الترزي من رجالات بئر السبع التجار والحرفيين، ثم عند المسجد الصغير الذي تم طمس معالمه التاريخية، وصولا إلى دكان الشرفا الذي كان يبيع كسوة العرس وملابس الرجل والبدلة التقليدية والدخان العربي. نحن هنا وسنبقى.. معالم عربية فلسطينية شاهدة على تاريخ بئر السبع الثقافي والنضالي".
ودعى النشطاء الثلاثة سكان مدينة بئر السبع الذين هُجروا منها او ابنائهم او احفادهم للتواصل معهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي للمساعدة في توثيق ممتلكاتهم وتاريخ مدينتهم بئر السبع بشكل دقيق.
[email protected]
أضف تعليق