عقب محللون فلسطينيون لموقع بكرا حول العملية العسكرية الخاصة التي أمر بتنفيذها بوتين ضد القوات الأوكرانية.

ولخص د. محمد المصري رئيس المركز للبحوث والدراسات الاستراتيجية الفلسطيني اهداف روسيا من وراء اجراءاتها العسكرية الأخيرة إلى ما يلي أولاً: تحييد اوكرانيا ومنعها من الإنضمام إلى حلف الناتو ومنعها من امتلاك أو حيازة أسلحة نووية لأن ذلك يشكل ضرراً كبيراً للأمن القومي الروسي.

ثانياً: ترى روسيا أن في حماية حدودها الغربية وفرض مصالحها الأمنية والإستراتيجية في اوروبا كلها (شرقاً وغرباً) عملية إعادة للتوازن والترتيب فيما يتعلق بالأمن الدولي، وبالتالي، فإن روسيا ترى في خطوتها العسكرية الأخيرة رسالة قوية لحلف الناتو أن تؤخذ مصالحها ونفوذها بعين الاعتبار.

ثالثاً: إن سيطرة روسيا على بحر أزوف وشبه جزيرة القرم بما يشكل ذلك سيطرة شبه كاملة على البحر الأسود، فإن ذلك يعطي روسيا أفضلية اقتصادية وأمنية في التحكم باقتصاد اوكرانيا وإبقائها تحت السيطرة.

استعادة الروح القيصرية


رابعاً: ليس هناك شك في أن التمدد الروسي على حساب اوكرانيا من خلال ضم أو دعم انفصال إقليم دونباس فضلاً عن ضم شبه جزيرة القرم. إن روسيا تستعيد روحها القيصرية القديمة وهذا يعود إلى النقطة الخامسة. خامساً: روسيا التي تعاني من توترات داخلية، فإنها تحوّل الصراع إلى الخارج أيضاً.

سادساً: إن التحدي الروسي لحلف الناتو بكل ما فيه يعني أن روسيا تفتح عهداً جديداً في العلاقات الدولية وتؤكد على أن هناك قطب عالمي جديد قد يجر معه أقطاباً اقتصادية وأمنية أخرى وقد يقود إلى حرب باردة أو ساخنة حسب تطور الأحداث، إلا أنه ما يتم الآن هو بداية عهد جديد ومرحلة جديدة على صعيد العلاقات الدولية.

سابعاً: إن روسيا التي تستغل أن اوكرانيا وعبر حلفائها الغربيين وحلف الأطلسي خرقت اتفاقية سنة 1997 لم تتوقف إلا بتثبيت الأوضاع الجيوسياسية التي تريد، أي تأكيد انفصال الجمهوريتين والسيطرة على بحر أزوف ومضيقه البالغ الأهمية.

ثامناً: من الواضح أن روسيا مستعدة للعقوبات الاقتصادية الاوروبية والأمريكية عليها، ولهذا فهي ستقوم بتعزيز علاقتها مع اصدقائها وحلفائها التقليدية مثل الصين وإيران وسوريا ودول أمريكا اللاتينية في بعضٍ منها على الأقل.

واكد المصري باختصار، نحن أمام ازمة دولية ستقود بالتـأكيد إلى ميلاد عالم آخر قد لا نعرفه، إلا أنه بالتأكيد سيؤثر على منطقة الشرق الأوسط، بما يغير من مراكز القوة ويفتح المجال أمام علاقات دولية أكثر عدلاً إن صح التعبير، ويبقى الموقف دائماً هو الحفاظ على سيادة الدول، بما فيه الأراضي الفلسطينية التي ما زالت تحت الإحتلال.

الامن القومي الروسي

وقال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، "ان الغرب لم يفهم بان المسالة لا تتعلق لا بشخص بوتين ولا بطموحات شخصية ولا بعدوانية" مؤكدا "ان الازمة بجوهرها هو ان روسيا تشعر بان امنها القومي بات مهددا في ضوء تخطي الغرب للتوازنات التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية وكذلك نتائج الحرب الباردة".

وأشار الى ان "روسيا تشعر بان أوكرانيا تلعب دور الاجير والماجور وتشكل خطرا على امنها القومي ولم يفهم احد من الغرب هذه المعادلة من البداية , بل على العكس سعرها وحاول ان يدفع أوكرانيا الى استفزازات غير مقبولة بالنسبة لروسيا , وكان على الغرب ان يفهم بان هذه مسالة ليست للمساومة".

بوتين صاحب المبادرة


واكد ان الغرب ليس لديه مبادرة استراتيجية حقيقية للرد على بوتين بل الأخير هو صاحب المبادرة في هذه المسالة لانه هو المعني بهذه المستجدات الخطرة على الامن القومي الروسي لافتا ان ليس لبوتين أي هدف ابعد من ان يضمن بان أوكرانيا لن تلعب دورا تخريبي على الامن القومي الروسي , واذا حصل على ضمان بذلك اعتقد ان المعادلة ستتغير.

وقال سويلم " اذا استمر الغرب اللعب بالنار في هذه المسالة لا يستطيع احد ان يتكهن ما يمكن ان تفضي اليه الأمور لكن المؤكد ان الروس درسوا حساباتهم بدقة منذ البداية مؤكدا ان المبادرة الاستراتيجية في يد بوتين وليس الغرب وعلى الأخير ان يتفاوض مع الروس ولا مناص من ذلك."

وتساءل ماذا يقصد الغرب عندما يقول باننا لن نتدخل عسكريا حتى لو اجتاحت روسيا أوكرانيا؟ أي يريد ان يضحي باوكرانيا وبشعبها لتحقيق أهدافه.

حلف الناتو


وقال المحلل السياسي راسم عبيدات ان العملية العسكرية الخاصة التي أمر بتنفيذها بوتين ضد القوات الأوكرانية تشير بوضوح الى ان بوتين مصمم على منع اوكرانيا من الإنضمام لحلف "الناتو" لأن ذلك يشكل تهديد لأمن بلده القومي، وخاصة اذا ما نشرت فيها امريكا ودول " الناتو" أسلحة نووية ..وكذلك حسم مصير اقليم دونياس ،كما حال شبه جزيرة القرم...

وأضاف ان بوتين سيستمر في عمليته العسكرية حتى ينجز اهدافها وامريكا من خلال رئيسها العجوز ستواصل الصراخ والحديث عن العقوبات الإقتصادية والمالية والتجارية التي استعد لها بوتين جيداً من خلال توقيع الاتفاقية الاقتصادية والعسكرية مع الصين لافتا ان هذه العقوبات لن تصيب روسيا وحدها، بل ستطال أمريكا واوروبا الغربية، فروسيا ستقوم بفرض عقوبات عليها ..ومن ينتج النفط والغاز قادر على خوض المعارك ومن يستهلك سيكون غير قادر على فعل شيء جدي وحقيقي سوى الصراخ..

مصير الرئيس الاوكراني

واكد عبيدات ان بايدن كما انسحبت قواته ذليلة من افغانستان وتخلت عن رئيسها اشرف غني الذي سرق مليارات الدولارات وهرب الى قطر ..فمصير فلاديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني سيكون كذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]