في ساعات الصباح الباكر من هذا اليوم كان اهالي النقب على موعد مع زيارة غير مرغوب فيها لقوات وحدة يواف الشرطية التي رافقت جرافات دائرة اراضي اسرائيل لتنفيذ اعمال تخريب وابادة للمزروعات شمال شرق قرية تل السبع .

اجهزت الجرافات على مزروعات الشعير في مساحة تقارب ال500 دونم من الاراضي والتي تتبع كلكيتها لعدد من العائلات من تل السبع وام بطين المتجاورتين ، ومن ضمن العائلات العلاوين والحرابعة وابو غظية وابو رقيق وابو عنزة وغيرها، جميع هذه العائلات تعتمد في حياتها النمط الزراعي وتربية المواشي وبالتالي تعتبر هذه الاراضي المزروعة مصدرا لطعام اغنامهم واعلافها ، وما جرى اليوم تركهم في حالة من الذهول والحسرة على تدمير اعمال عام كامل خلال ساعات معدودة ، وبالتالي تكبدهم خسارة مادية باهظة حاليا وللايام القادمة التي سيضطرون فيها لشراء كميات كبيرة جدا من الاعلاف لماشيتهم في ظل ظروف اقتصادية سيئة جدا خلفتها جائحة الكورونا وما تبعها من تضييقات وارتفاع في الاسعار ، ناهيك عن الخسارة المعنوية التي تتمثل بالاعتداء على ارضهم امامهم واغلاق المنطقة خلال ذلك ومنعهم من الوصول اليها الى ان تنتهي عمليات التجريف .

احد اصحاب الاراضي من عائلة العلاوين من تل السبع قال لنا:" لو كان جدي رحمه الله بيننا الان لمات قهرا على ما جرى لشدة ارتباطه بالارض وتعلقه بها واسأل الله ان لا نخسر جدي الثاني بسبب ما جرى ، اكثر من 40 دونما لعائلة العلاوين وحدها تم تجريفها اليوم ناهيك عن خسارة العائلات الاخرى ، هذه الارض هي مصدر رزقنا وحياتنا ونحن نعيش فيها ونربي ماشيتنا فيها ومنها، هذه اول مرة تتعرض ارضنا لعملية تجريف بهذا الشكل ولم يسبق ان وصلنا اي انذار بخصوصها فمعلوم لدى السلطات ان هذه الارض لنا ، للاسف لم يصلنا منذ الصباح اي شخص من المجلس المحلي للقرية او من المجلس الاقليمي او اي من القيادات، نسأل الله ان يعيننا على مصابنا فما جرى اكبر من ان يحتمل".

خليل ابو عنزة من قرية خربة الوطن قال :" قد تتجه القوات بين لحظة واخرى الى قريتي ، نحن تعرضنا لوضع مشابه العام الظاضي في خربة الوطن، لكن اليوم ما جرى لارضما في تل السبع يحدث لاول مرة ولم نكن نتوقع ذلك ، حوالي 500 دونم من الارض تمت ابادة محاصيلها حتى الان ولا ندري ماذا تخبيء لنا السلطات ايضا".

اغلاق منطقة التجريف 

القوات التي وصلت في ساعات الصباح اغلقت منطقة التجريف بالكامل ومنعت اي شخص من الدخول الى الارض ، واللافت ان حجم القوات كان كبيرا جدا وبمرافقة الخيل وسيارة نقل معتقلين وكأن التوقعات لدى الشرطة كانت بوقوع مواجهات كما كان في قرية سعوة قبل اسابيع، الا ان غالبية اصحاب الاراضي كانوا قد خرجوا للعمل وعادوا مسرعين ليجدوا الارض قد تم تجريفها وانتهى الامر .

المحامي طلب الصانع قال :" اتأمل ان يكون اجتماع طاريء اليوم للجنة المتابعة ولجنة التوجيه وقيادة مجتمعنا في المنطقة لان هذا السلوك يتكرر ويجب وضع حد لكل هذه الممارسات من ناحية قانونية وسياسية وانسانية يجب وضع حد".

حتى اللحظة لم يتم تحديد موعد الجلسة فيما كان وصول مركز لجنة التوجيه لعرب النقب برفقته المحامي طلب الصانع الى موقع التجريف بعد الساعة 12 ظهرا للاطلاع على ما جرى خلال الحملة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]