علق الخبير والمحلل في الشؤون العسكرية بمصر اللواء سمير راغب، على مستجدات الأزمة الحالية بين روسيا والغرب حول أوكرانيا.
 
وقال فى حديث لـRT، إن "العلاقات العربية بين الدول العربية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بدأت في حقبة ما بعد انتهاء الحرب الباردة عبر أداتين أساسيتين لسياسات الناتو في المنطقة، الحوار المتوسطي الذي جرى الإعلان عنه في عام 1994 مع إسرائيل وستة بلدان عربية، ومبادرة اسطنبول للتعاون عام 2004 وتضم أربع دول خليجية هي الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين".

وأضاف "جرت لاحقا مراجعة هذه الشراكات لتشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة بدءا من المشاورات الدبلوماسية وصولا إلى الأنشطة التدريبية. وفي عام 2017، دشن الناتو والكويت المركز الإقليمي التابع لمبادرة اسطنبول للتعاون، وقد وصفه الناتو بأنه بمثابة "منزل جديد للحلف في الخليج"، لكن بقى التعاون قائما ويتطور دون قضية أو هدف مشترك، وما يعزز ذلك هو أن الناتو نفسه فقد البوصلة فقد تأسس على مبدأ العداء لحلف وارسو وعلى رأسه الاتحاد السوفيتي، وكلاهما لم يعد له وجود، وروسيا الاتحادية الوريث، لم تعد عدوا من وجهة دول أوروبية كثيرة".

وأوضح أن "روسيا تبقى أكبر مصدر للغاز لأوروبا، كذلك الأجندات السياسية المتنافسة للدول الأعضاء في الناتو تعرقل توحيد الرؤية، والهدف للناتو بعد الحرب الباردة، أو تطبيق أي شراكة طموحة مع الدول العربية أو أي دول أو تجمعات خارج الناتو".

اجواء الحرب الباردة 

ورأى الخبير العسكري، بحسب مراسلنا، أن "قضية الصراع حول أوكرانيا ربما تعيد أجواء الحرب الباردة بين روسيا وبعض الحلفاء كالصين وبلاروس وكوريا الشمالية وإيران في جانب، وأمريكا وبريطانيا دول البلطيق في جانب أخر، لكنها لن تتحول الى معسكرات لاستقطاب دول من الشرق الأوسط، فدول الشرق الفاعلة تربطها علاقة بروسيا وأمريكا، سواء دول عربية كبيرة وفاعلة كمصر والسعودية وتركيا وإسرائيل، كذلك الهند وباكستان، هذه الدول لن تخاطر بمصالحها بالانحياز لطرف".

واعتبر أن "هذا الصراع لن يكون العرب طرف فيه لكن لهيب النيران في شرق أوروبا سوف يؤثر على الشرق الأوسط الذي يمثل الحديقة الخلفية، وتحول العالم من حالة الصراع السياسي والدبلوماسي إلى الصراع العسكري، بالتأكيد سوف يؤثر في كثير من الصراعات الأخرى، لذلك لن تسعى دول المنطقة لأن تكون طرفا من قريب أو بعيد في هذا الصراع، لغياب الدوافع بالانحياز لطرف أو ضد طرف".

وتابع قائلا: "بالنظر إلى مطالب الجانب الروسي التى أرسلها إلى الجانب الأمريكي وشركائه فهي مطالب مقبولة وتتوافق مع وثيقتين دوليتين تم التوقيع عليهما من قبل عشرات الدول ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتم توقيع هاتين الوثيقتين في قمتي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في اسطنبول في نوفمبر عام 1999 وفي أستانا في ديسمبر عام 2010".

وأكد أنه "من حق روسيا وقف تمدد الناتو شرقا بضم دول جديده كأوكرانيا وجورجيا، كذلك منع أي إعادة انتشار لأسلحة أو قوات وخاصة الصورايخ متوسطة المدى والدروع الصاروخية في دول شرق أوروبا والبلطيق، وترشيد التواجد العسكري بمناورات عسكرية وتدريبات في البحر الأسود أو المياه أو المجال الجوي القريب من الحدود الروسية". وسأل "كيف يمكن أن يغضب الناتو من حشود عسكرية روسية داخل اراضيها، ببنما يسعى للحشد العسكري على حدودها مع دول أخرى؟".

كما أشار إلى أن "وصول دول الناتو لـ 30 دولة لم يحقق السلم والأمن الدولي، ولم يقض على فرصة قوى جديدة على الصعود كروسيا والصين". وقال: "لا شك أن الناتو يسعى للتوسع شرقا بضم دول جديدة، كما تسعى أمريكا لتكوين ناتو آسيوي جديد مع بريطانيا وأستراليا، لتحجيم الصين وروسيا، كذلك يحق لروسيا والصين وحلفائهم منع الناتو من تحقيق أهدافه المتعارضة مع أمنهم القومي، عندما تتصارع الأهداف فالحكم المحايد يكون لأيهما متوافق مع الاتفاقيات الدولية".

ناصر حاتم- القاهرة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]