"اوقفوا التطهير العرقي في النقب" بهذه الكلمات عنون الدكتور عامر الهزيل منشورا له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، ومن خلال الكلمات حذر من ان "الاستعمار الصهيوني يتوغل مجدداً بمخطط استيطان الشجر وقلع البشر في النقب" وهذه المرة تهديدات التجريف تطال اراضي عائلة الهزيل شمال مدينة رهط.

كتب د. عامر :" يطول هذه المرة مخطط التجريف والتشجير الاقتلاعي أرض عائلة الهزيل في مسطح مدينة رهط ، حيث قامت جرافات "الكرنكيمت" الذراع التهويدي لدولة إسرائيل بجرف موسع في أراضي عائلة الهزيل شمال رهط وداخل مسطحها. ويأتي هذا الجرف استكمالاً لتنفيذ مخطط تجريف وتشجير آلاف الدونمات من قرية ضحية شمالاً مروراً بارض الزيادنه، ووادي الصفا وعلى طوله أرض الهزيل وحتى شرقي هراب الرزوق ، لجنة الدفاع عن أرض الهزيل اعلنت انها ستدافع عن ارضها حيّز عيش أجيالها الحاضرة والقادمة مهما كلّف الثمن ، وعليه نصبت اللجنة خيمة اعتصام داخل الارض ورفضوا طلب الشرطة هدمها بحجة عدم الترخيص. ويذكر ان مدينة رهط أقيمت على أراضي واسعة لعائلة الهزيل صادرتها الدولة في سبعينات القرن الماضي ، هذا وسبق أن وزعت الوحده العسكرية "يوأب" الخاصة باحتلال أراضي عرب النقب، مراسيم تطالب اصحاب الأرض بأخلائها من الشجر والحجر والبشر." واختتم كلماته بهاشتاج حمل عنوان (#انقذوا_النقب) كنوع من تحفيز الاهالي في النقب عامة للوقوف مع المواطنين الذين تتعرض اراضيهم للسرقة بدعوى التشجير .

وتبلغ مساحة ارض الهزيل المتبقية في ايديهم بعد مصادرة غالبيتها حوالي 1300 دونم وتسمى هذه الأرض بالمثلث الشمالي كما هو متعارف عليه لدى الأهالي في رهط ، وهي قريبة من خربة الهزيل ، جميع هذه الأراضي مملوكة في الأصل للشيخ سلمان الهزيل والتي توارثها من اجداده والذين ملكوها بدورهم قبلقيام الدولة العثمانية كما اكد اصحاب الارض الحاليين وكما سمعوا من اجدادهم ، فيما كانت الدولة العثمانية وبعدها الانتداب البريطاني اقروا ملكية هذه الارض للبدو، اما بعد العام 1948 وما تبعه من محاولات سيطرة على اراضي النقب ، رفض الشيخ سلمان الهزيل رفضا قاطعا فكرة ترحيله من ارضه في الوقت الذي قامت فيه السلطات بترحيل السكان البدو الى منطقة السياج، حيث بقي في الارض ودافع عنها ، وحصل على تسوية في سنوات السبعينات من القرن الماضي مع الحكومة الإسرائيلية لاثبات ملكيته التاريخية للأرض بشكل دائم وما تزال هنالك دعاوى ملكية حتى اليوم بهذا الخصوص.

من ايام الإنتداب 

السيد احمد ابن الشيخ سلمان الهزيل قال :" الأراضي كانت توثق بين البدو بالسندات التي تؤكد الملكية بينهم ، وهذا متعارف عليه في أيام الانتداب البريطاني وقبل ذلك الحكم العثماني ، وكان والدي الشيخ سلمان قد توصل الى تسوية مع السلطات بخصوص أراضيه شاسعة المساحة ، ثم اخذوا والدي في جيل 98 عاما وفي هذا الجيل لا يعلم الشخص ما يجري من حوله وقاموا بتوقيعه على أوراق بيضاء ، وعندما اكتشفت انا الامر وواجهتهم به قالوا نحن اخذنا توقيعه للمحامي وهل يعقل ان يكون المحامي غائب وهم اخذوا التوقيع نيابة عنه ، واتضح انهم وضعوا الأراضي التي يريدون الاستيلاء عليها وهي حوالي 20الف دونم سجلتها السلطات على ان والدي تنازل عنها لصالح الدولة ، وبالتالي تبقى 2220 دونم ، ومعي اوراقهم ومذكرة قضائية بخصوصهن، وفجأة جاءت دائرة أراضي إسرائيل وقالت ان هنالك قانون تم سنه في العام 2011 وبأن هذه الأراضي تعتبر أراضي تابعة للصندوق القومي اليهودي وسيتم تحريشها ، وقبل حوالي 5 شهور حضرت الجرافات لتجريف الأرض استعداد لتشجيرها ، ونحن اخترنا التصدي لهذا الوضع سلميا ، كما ان البلدية بدورها قامت بارسال رسائل للجهات المختصة لكن كل هذا لم يأت بنتيجة بدؤوا بالتجريف تمهيدا للتشجير ، نحن نحاول ان نصل مع السلطات لاتفاق لتحويل هذه الأرض الى حارات للسكن لعائلة الهزيل وهي بالطبع تابعة لمخطط البلدية الهيكلي ، والسلطات ابلغتنا ان القسم الشمالي من الأرض سيكون احراش ، والمساحة التي ينوون تشجيرها ليست بسيطة فهي حتى الان التهمت 370 دونم تقريبا ، من ارضي شخصيا فقط خسرت 25دونم حتى الان "

احد أصحاب الأراضي المتضررين من مخطط التشجير هو عصام الهزيل قال " الجرافات التهمت ثلث الأرض بالكامل وبالتالي قد نرى أن كل المساحة 1300 دونم قد تحولت إلى أحراش، بين عشية وضحاها، على الرغم من أننا في العام 2008 قدمنا اعتراضا على تشجير الأرض وأوقفناه، إلا أن الجرافات عادت للعمل في العام 2018، وقال لنا المسؤولون فيما تسمى 'سلطة الأراضي' أنه لم يتم تقديم اعتراض، نحن نحتاج الى قسائم ارض للبناء حيث انه لا يُسمح لأفراد عائلة الهزيل شراء قسيمة بناء في ضواحي مدينة رهط جنوبا ، بحجة أنه يجب علينا الانتظار حتى يتم فتح قسائم بناء للسكن في أرضنا بالقرب من خربة الهزيل، والواضح ان هذه الأرض التي وعدنا بها سيكون مصيرها التجريش في اقرب فرصة تتاح لدائرة الأراضي والصندوق القومي لإسرائيل" .

وقال المحامي مهران الهزيل ان "هذا المخطط قد أُقر قبل عدة سنين ولم نعرف عنه، لكن علمت بلدية رهط، والتي كان يجب أن تكون شريكة في التخطيط، ويجب أن تبلغ الأهالي المتضررين بأن هناك تخطيط على أراضهم، لكنها لم تبلغنا ، والمشكلة هي أن هذا المخطط إذا أُقر يصعُب إيقافه قضائيا، والحل الوحيد هو الضغط الجماهيري ، يبدو أن دائرة أراضي إسرائيل لا تعترف بملكية العرب للأرض في كل أنحاء النقب بل وفي كل والبلاد، وبالتالي عندما يأتي التخطيط تقرر أن الأراضي لها. هذا مخطط كبير جدا يبتلع الكثير من الأراضي، إذ من 1300 دونم آخر الثلث للتحريش. جلسنا معهم لنفهم ما الغرض من تحريش ما يقارب 100 متر على طول الأراضي من منطقة الوادي، حيث هناك واد في الأرض، وقالوا إن هذه هي السياسة الموجودة، فتوجهنا لإيجاد حل وسط، وعلى الأقل في جانب الوادي قد نتفهم الأمر، لكن يبدو أنه حسب سياسة التحريش يسهل قلع البشر ولا يسهل قلع الشجر، وهذه سياسة دائرة الأراضي والصندوق القومي اليهودي على حد سواء ".

نزاع سلمي 

قرر الأهالي من عائلة الهزيل مواجهة مخطط تشجير ارضهم سلميا ، رغم ان السيد احمد سلمام الهزيل ابرز لنا اوراق استلمها من وحدة يواف تلزمه بقلع شجر الزيتون المزروع في ارضه منذ ثلاث سنوات بحجة انها اراضي دولة ، ولكنه مع ذلك قال :" مصرون على الدفاع عن حقنا بالاحتجاجات السلمية والتظاهر ونعول على الاعلام لنقل الصورة الحقيقية لما يجري على ارضنا الى كل العالم"

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]