منذ حوالي عشرة ايام على التوالي تعاني معظم البيوت في قرى النقب المختلفة من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي بسبب موجة الصقيع التي ضربت البلاد ، وهذا يجعل الاهالي في النقب غير قادرين على توفير التدفئة كمطلب اساسي لاطفالهم وشيوخهم في البيوت ، بالاضافة الى حالة الظلام الدامس التي فرضت على هذه البلدات والتي من المفترض انها بلدات معترف بها ولديها بنى تحتية وان كانت قديمة جدا الا انها مؤهلة لتوفير الكهرباء كمتطلب اساسي .

رهط ، حورة ، كسيفة ، عرعرة النقب وتل السبع جميعها بلا استثناء تعرضت لانواع مختلفة من الاعطال التي كان من المفروض ان تقوم طواقم الصيانة التابعة لشكرة الكهرباء الإسرائيلية بمعالجتها ، الا ان الغالبية العظمى من البيوت في هذه البلدات لا تزال حتى اليوم تغرض في الظلام الدامس ، مما يفاقم المعاناة سواء فيما يتعلق بانعدام وسائل التدفئة لا سيما ان استخدام المواقد المعتمدة على الحطب او الفحم غير متاح لغالبيتها بالاضافة لكونها تشكر خطرا جسيما على الحياة ، بالاضافة الى ذلك ومع ازدياد حالات الاصابة بالامراض التنفسية فإن اعداد كبيرة من الاطفال وكبار السن بحاجة الى اجهزة التنفس واجهزة علاج ازمات الربو التي تعمل كهربائيا ولا يتمكنون من استخدامها ما يجعل الوضع اكثر سوءا بالنسبة لهم ولذويهم .

طلاب الثانوية العامة (البجروت) البجروت ايضا كان لهم الحظ الاوسع من هذه المعاناة ، فمع البرد ايضا امتحانات الفترة الشتوية التي يجب عليهم الاستعداد لها ، وبدون انارة الامر شبه مستحيل الا لمن حالفه الحظ واستطاع ان يوفر جهاز توليد كهرباء مؤقت أو اضطر للدراسة على على ضوء الشموع!

المجالس العربية وشركة الكهرباء 

المجالس المحلية العربية في النقب رأت ان ما تقوم به شركة الكهرباء من عدم تجاوب او استجابة متأخرة جدا جاءت بعد ايام لاصلاح الخلل هو عبارة عن عقاب جماعي للسكان العرب على خلفية احداث مظاهرة سعوة ، حيث ذكرت الشركة في عدة توجهات انها لم تحصل على اذن دخول للبلدات العربية من الشرطة الاسرائيلية الامر الذي نفته الشرطة ولاثبات ذلك رافقت بعض سيارات الصيانة الى داخل البلدات العربية لاتمام العمل الذي لم يتم معظمه حتى الان .

رئيس المجلس المحلي عرعرة النقب السيد نايف ابو عرار اوضح انها تواصل مع الشركة مرارا بهذا الخصوص حيث ان الشركة تقوم بتحويل السكان المتضررين الى المجلس لعالج خلل لا يقع ضمن صلاحيات المجلس انما يتبع لذركة الكهرباء المختصة في الامر ، واضاف انه تواصل مع اعضاء كنيست مختلفين ومع وزراء للتدخل في حل الازمة جراء المماطلات غير القانونية التي تقوم بها الشركة وعدم ايجادها حلا جذريا للازمة المتواصلة ، واكد نيته رفع دعوى قضائية ضد الشركة نتيجة هذا التعامل الذي وصفه بالعنصري من قبل الشركة تجاه المواطنين العرب في النقب .

في تل السبع ايضا رئيس المجلس المحلي السيد عمر ابو رقيق قال على الصفحة الرسمية للمجلس على فيسبوك :" تمر على الاهالي ليالي صعبة وايام باردة وايضا انقطاع في الكهرباء وايضا اصابات بالكورونا ، في بداية الامر تحججت شركة الكهرباء بالوضع الامني وقالت ان الشرطة منعتهم من دخول البلدات العربية ، وبعد حل هذه الاشكالية هناك استهتار من قبل الشركة بنداءات المواطنين ، اخبرنا الشركة ان هذه المعاملة ليست مقبولة لاهالي تل السبع ونحن نستعد مع بعض المواطنين لتقديم قضية جماعية للاضرار التي حصلت للمواطنين وايضا البرد الذي يعاني منه الاهل بسبب هذه التصرفات " ، وارفق حديثه بصورة لرسالة موجهة من محامي المجلس لشركة الكهرباء بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء عن بيوت وحارات كثيرة في البلدة .

الشركة ايضا قالت ان سبب الخلل الحاصل في البلدات العربية هو خطوط وتمديدات غير قانونية ادت لزيادة الاحمال والتسبب باضرار جسيمة للشبكة ، لكنها لم تقم بمعالجة الاضرارا او معاقبة المتسببين انما قامت بتجاهل الامر تماما وفرض العقاب الجماعي على الجميع دون استثناء بحجج واهية لا اساس لها .

المحامي سليمان الطلقات من عرعرة النقب قال :" انقطاع الكهرباء لاكثر من اسبوع عن العديد من الحارات والبيوت اصبح امرا لا يطاق ، مشاورات لفعاليات احتجاجية اليوم الاحد". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]