أثارت تصريحات د. منصور عباس: اسرائيل ولدت كدولة يهوديّة وهكذا ستبقى". قبل ايام، ردود فعل غاضبة وواسعة في المجتمع العربي.
سقوط مدوٍ وضرب لكل الثوابت
وقال المحامي علي حيدر لبكرا: ان تصريحات القائمة الموحدة الأخيرة، هي ليست اجتهاد خاطئ فحسب، بل هي سقوط مدوٍ وضرب لكل الثوابت والإنجازات التاريخية للإجيال السابقة وتحطيم لأحلام الأجيال القادمة. هذا نهج خطير ومراهق ومغامر. يجب أن يُواجه بشكل حازم وصارم من قبل الإرادة الجماعية العربية الفلسطينية.
وتابع: لا يمكن باسم الانجازات المادية االسحيقة والوعود الموهومة، التنازل عن الذات والكرامة والهوية. هذا ليس تعامل مع الواقع وإنما خضوع وخنوع للواقع. هذا ليس تأثير على الآخر وانما التأثر بالآخر والذوبان به.
وأوضح: إن ما تقوم به القائمة الموحدة الآن كان يخجل من قوله أو فعله أي عربي في حزب صهيوني شريك في الحكومة أو في المعارضة.
واختتم حديثه:كما يبدو، فإن القائمة الموحدة لا تمثل شعبنا أمام السلطة وإنما تمثل السلطة أمام شعبنا ولذلك يتطلب منا الحذر منها. من المؤسف جدا أننا لم نسمع أصوات تعترض على هذه التوجهات داخل الحركة الاسلامية الجنوبية حتى الآن، فقد تجاوزت القائمة الموحدة كل الخطوط الحمر الممكنة.
نحن لم نُهاجر الى إسرائيل، بل أن إسرائيل هي التي هاجرت الينا
وبدوره، قال المدير الاستراتيجي لمركز المجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لبكرا: نحن لم نُهاجر الى إسرائيل، بل أن إسرائيل هي التي هاجرت الينا. قبولنا للحقوق القومية لليهود يجب ان يكون مشروطاً بقبولهم بحقوقنا القومية كأقلية شرعية، وعلينا ان لا نقدم لهم هدايا مجانية.
وتابع: رُبما وُلدت إسرائيل كدولة يهودية لتخدم المصالح القومية لليهود؛ ولكن، وبالرغم من ان هذا هو القانون في اسرائيل الذي نتماشى معه قضائياً، علينا ألا نذوته ونخضع إليه. بل علينا أن نسعى لإلغائه وأن نسعى لتوسيع تعريف واهداف الدولة لتخدم جميع مواطنيها.
وأضاف: وكما يطالب اليهود بالحقوق الجماعية لهم كأغلبية في الدولة، ويصنعون القوانين اللازمة لذلك، عليهم خلق مساحة كافية لنمو الحقوق الجماعية للأقلية الفلسطينية الأصلانية، بشكل دستوري يتيح لنا المكانة الشرعية والمريحة كشعب ينوي البقاء في وطنه.
وأنهى حديثه: في دول القوميات الديمقراطية الأوروبية نجحوا في خلق التوازن المناسب بين الطرفين في ٢٣ حالة، وأقاموا مؤسسات تحمي الأقليات من طمس وطغيان الأكثريات الحاكمة. للأكثرية حقوق، وللأقلية حقوق، لكن بدون حقوق جماعية للأقليات، لا اومن بحقوق جماعية للأغلبيات. مفهوم حقوق الإنسان يعترف ليس فقط بالحقوق المدنية الفردية (مثل الحق بالمساواة المدنية، والاقتصادية)، وإنما بالحقوق الجماعية (مثل حماية اللغة والثقافة، والهوية، والتاريخ، وإنعكاس ذلك في الحيِّز العام)، وخاصة للمجموعات العرقية التي سكنت الدولة قبل اقامتها.
هل يفهم منصور عباس ،الأبعاد القانونية ، الدستورية لتصريحه ?
ومن ناحيته، قال القائم بأعمال رئيس بلدية الطيرة - المحامي سامح عراقي لبكرا: هل يحق لأي من السياسيين الفاعلين بين جماهيرنا ، باسم "الواقعية " ان يقر بيهودية الدولة ويتحدث باسم الضحية ليكرس دونيتها ?
وتابع: اليس من حق الضحية ان تسأله عن اية مكانة للمجتمع العربي تتحدث عندما تقول ان الدولة ستبقى يهودية ، وهل تفهم اصلا ان الإقرار بيهودية الدولة يحمل بالضرورة في طياته القبول في تحويل ابناء،الإقلية الاصلانية ، أصحاب البلاد إلى رعايا .
هل يفهم منصور عباس ،الأبعاد القانونية ، الدستورية لتصريحه ? ألم يدرك انه عندما يتحدث عن ولادة دولة إسرائيل، عليه ان يذكر انها ولدت على انقاض شعبه ، على انقاض قرانا التي هدمت ، وفي بيوت ابناء شعبه الذين هجروا ?على اية نظرية من نظريات علوم السياسة يعتمد منصور عباس عندما يتطوع ان يتعامل مع الواقع القائم كأنه حقيقه لا يمكن تغيريها ? ويبدأ الحديث عن مكانه الجماهير العربيه في البلاد !.
وتساءل عراقي: آلم يفهم او يدرك ان قانون القومية الذي خرج ابناء هذه الأقلية الصامدة بألوفهم ، ومعهم عشرات الألوف من القوى الديموقراطية ضده في شوارع تل أبيب، ولد حتى "يتبجح" اليمين الاسرائيلي والمؤسسة الصهيونية بالإعلان عن يهودية الدولة ?الا يدرك منصور عباس،انه هناك اوساط في المؤسسة ما زالت تفتش،عن هذا الاعتراف والا لما كانوا بحاجة لمثل هذا القانون ?
الا يدرك منصور عباس ان بنيامين نتنياهو كان في مرحلة معينه قد اشترط على منظمة التحرير الفلسطينيه الاعتراف بيهودية الدولة حتى يعود إلى طاولة المفاوضات ?.لماذا إسرائيل بحاجة إلى هذا الاعتراف اذا كانت كما يصرح "بواقعية" منصور عباس ان الدولة ولدت يهودية وستبقى هكذا ?كيف يتحدث منصور عباس عن ولادة الدولة اليهودية ، ولا يتطرق باي كلمة إلى ممارسات الإجهاض المستمرة لمنع ولادة الدولة الفلسطينية التي يجب أن يمارس شعبنا فيها حقه بتقرير المصير .
منصور عباس وآهم
واستطرد حديثه: الا يدرك انه لا يمكن أن يتحدث عن مكانة الجماهير العربية في إسرائيل دون إقامة الدولة الفلسطينية ?الا يدرك ان كلتا القضيتين، قضية إقامة الدولة الفلسطينيه وحق تقرير،المصير لشعبنا الفلسطيني وقضية المساواة وليست اي مساواة المساواة القومية والمدنية للجماهير العربية مرتبطتان ارتباطا عضويا?
كيف ، لمنصور عباس الذي،يقف على راس،قائمة لها سنوات في مخاض السياسة الاسرائيلية لا يدرك ان الصهيونية لا يمكن أن تخترق من خلال التعامل معها بكفات الحرير ? منصور عباس وآهم، اذا اعتقد ان التقرب إلى لغة المؤسسة،الصهيونية والحديث إليها بمفراداتها سوف يجعلها اكثر "حنية"علينا .
وأنهى كلامه: المؤسسة الصهيونية حلمت، وقامت خلال السبعين،عاما بآلاف المحاولات لتفكيك رموز "القنبلة الموقوتة"حسب ادعاءهم وهي الاقلية القوميه الصامدة في،وطنها لتطويعها ولاقناعها ان اسرائيل وتعريفها كدولة يهودية هو قضاء،مبرم لن يتغير،، وعليه فقد حاولت عبر،العقود مرورا بالحكم العسكري، ومن خلال السلطات المحليه، المخاتير لكي الوعي،وصناعة وعي "بدنا نعيش،" وتحويلنا إلى رعايا . منصور عباس لن تستطيع ان تنجح بما فشلت فيه المؤسسة الصهيونية بمخابراتها وحكمها العسكري ، ومراكز ابحاثها منذ 1948 إلى يومنا هذا !. منصور عباس شعبنا اكثر واعيا ، ولشعبنا أحزابا خرجت من رحمه ورافقته منذ النكبة إلى يومنا هذا وقادت معه نهج انتفاضة 1958، ونهج يوم الارض، ونهج أكتوبر 2000 ونهج هبة الكرامة أيار 2021.
المطالبة بكلّ صرامة بحقوق متساوية لمجتمعهم دون أيّ تمييز.
وبدورها، قالت د. ربيعة بصيص لبكرا: هل المقصود التصريح: ان اسرائيل ولدت كدولة يهوديّة وهكذا ستبقى؟كلمات النائب عبّاس هي واقع.اسرائيل دولة للشعب اليهودي، ولكنّها أيضا موطن عرب اسرائيل جميعهم.على الدولة الاعتراف بالحقوق الكاملة للمجتمع العربي، وان يكون مواطنا مساويا للمواطن اليهودي بكلّ حقوق المواطنة.
واضافت: ما يتوجّب على كل النوّاب العرب دون استثناء ان يطالبوا بالغاء قانون القوميّة وبالمساواة التّامّة.لا يمكنهم انكار الواقع انّ دولة اسرائيل هي موطن للشعب اليهودي، فهم جزء من البرلمان الاسرائيلي.
واختتمت حديثها: عليهم اليوم المطالبة بكلّ صرامة بحقوق متساوية لمجتمعهم دون أيّ تمييز.
[email protected]
أضف تعليق