إقتحم يتسحاق هرتسوغ الرئيس الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، المسجد الإبراهيمي في الخليل، وسط حماية كبيرة من الجيش. 

وبحسب القناة العبرية السابعة، فإنه لدى وصوله المكان ودخوله للإبراهيمي تم النفخ في البوق. وظهر بجانب هرتسوغ، مجموعة كبيرة من قادة المستوطنين الكهانيين، وكبار ضباط الجيش في الخليل.

وتظاهر العشرات من نشطاء اليسار الإسرائيلي بينهم عضو الكنيست موسى راز من ميرتس، قرب المكان، فيما منعتهم الشرطة الإسرائيلية من الاقتراب من المكان.

وأعربت جهات سياسية عن رفضها لزيارة الرئيس الاسرائيلي المرتقبة للحرم الابراهيمي في الخليل.

فكر إحتلالي 

وقال المدير الاستراتيجي لمركز المجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لبكرا: هذه الزيارة تأتي تذكيراً لنا جميعاً بأن المؤسسات العميقة في اسرائيل تتبنى الفِكر الاحتلالي، وترسيخه. هذه الزيارة اقول بأن نظرية التوسع الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية ليست حكراً على اليمين المتطرف من المستوطنين امثال بن چڤير وأشكاله، إنما هي نظرية مغروسة عميقاً في داخل الوسط السياسي الاسرائيلي الذي يمثلّه الرئيس هرتسوغ.

وتابع: بالأساس تفضح هذه الزياره حالة الوهن الفلسطيني والضعف العربي الذي لا يشكل رادعاً امام مثل هذه التصرفات المهينه للشعب الفلسطيني والأمة الاسلامية التي تقف عاجزة ومطأطأةً للرأس أمام عنجهية الإحتلال الذي يفعل ما يشاء، اينما يشاء، كيفما يشاء ومتى يشاء. ولن يطولنا الى سلسلة احتجاجات في النشرات الإخبارية لبعض السياسيين، ليسترضوا بها الرأي العام في بلادهم، ويرفعوا العتب عن انفسهم، لا أكثر.

واختتم حديثه: هذه الزيارة تشكل ضربة قوية لفكرة حل الدولتين، وتزيد من وتيرة التسارع تجاه الدولة الواحدة التي تعتمد الطبقيَّة العِرقية، ليكون فيها اليهودي متميزاً بالحريات السياسية، ويرضخ فيها الفلسطيني لمكانة دونية مستسلمًا لأمر الحاكم، وراضي بالحلول الإقتصادية التي قد تُحسن حياته لا اكثر. الفكر اليميني المتطرف أصبح اكثر مركزية في اسرائيل.

نستمر بالنضال

وبدوره، قال المحامي والقيادي في الجبهة سامح عراقي لبكرا: ان المعركة على هوية، المكان في اشدها، المؤسسة الاسرائيليه بكل اذرعتها تخوض معركة للقضاء على الهوية الفلسطينية، العروبيه الاسلامية المسيحية .ان زيارة الرئيس هرتسوغ للحرم الإبراهيمي تندرج ضمن هذه المحاولات لتثبيت رواية الاحتلال.

وتابع: اننا في هذا الوقت بالذات علينا انّ نستمر في خوض المعركة باستبسال لنثبت الرواية الجماعية الفلسطينية، لنثبت البقاء الذي دفع الرعيل الأول ثمنا مقابله .

واختتم حديثه: سيبقى الحرم الإبراهيمي وازقة الخليل تصرخ لثتبت روايتنا، كما كل ملامح هذه الأرض، وحجارتها واشجارها وأبارها ومساجدها وكنائسها.

صفعة 

وقالت سماح سلايمة لبكرا: اعتقد ان زيارة هرتسوغ الى الخليل هي صفعة لكل من احتسب هرتسوغ على اليسار المناهض للاحتلال.المستوطنين في الخليل من ابشع انواع الاستيطان واكثرهم عنفًا وفتكًا بالفلسطينيين ، حيث يعيش بعض المئات من اليهود في قلب مئات الالاف من العرب ويتحكمون بهم بقبضة الجيش وبقوة السلاح.

وتابعت: زيارة رئيس الدولة لهذه البقعة من الاراضي الفلسطينية هو شرعنة للعنف والاحتلال ويكشف الوجهة الحقيقية للمواطن اليهودي رقم واحد، سليل احد اعمدة الحركة الصهيونيه حاييم هرتسوغ الذي مزق قرارات الامم المتحده المتعلقه بحقوق الفلسطينين من المنصة العالميه.

وأنهت حديثها: لذلك علينا نحن الفلسطينين في الداخل التعامل مع رئيس دولة إسرائيل كرمز للقمع والاحتلال وليس كممثل عادل ورسمي ومنطقي يدفع للسلام يمكننا التعامل معه والسعي خلف اوسمته وتكريمه ونعتز بالتقرب من حاشيته ونشارك بكل فخر بولائم رمضان والاعياد معه.

عبرة من هرتسوغ 

بدوره، قال المحامي رضا جابر مدير مركز أمان: بينما يشدد هرتسوغ (العلماني والذي ينتمي الى اليسار وحمائم حزب العمل) على الحقوق التاريخية، بينما يشدد كل اطياف السياسة في اسرائيل على هوية الوطن وليس فقط الدولة، بينما يعزز جهاز التربية والتعليم الحق التاريخي والاحقية في الحرم الشريف.بينما يحدث ذلك كله تتآكل عندنا أهمية حقنا التاريخي، اهمية ارتباطنا بالارض، الارتباط العضوي والتاريخي والنفسي. البرغماتية على حساب هذا البعد هو أمر غير مسبوق في تاريخ الامم.

وأضاف: ان خللاً كبيرا يحدث، بينما نحن نتنازل الاخر يتمسك أكثر. نحن على منحدر. وخطينا اول خطوة عليه. معركتنا على التاريخ هي معركة وجودية. لنا عبرة من هرتسوغ.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]