الطراز الفرنسي الفخم في أعمال الديكور الجداريّة

يرمز الطراز الفرنسي إلى الأناقة والفخامة، وهو جزء لا يتجزأ من مدارس الديكور الكلاسيكيّة، التي يرغب بعض مالكي المنازل في دمج نقاط منها بمساحاتهم "المودرن". في هذا الإطار، تغطّي "البانوهات" المصمّمة وفق الطراز الفرنسي، والمعروفة باسم Boiserie الجدران، بصورة محدّثة.

ترجع فكرة كساء الجدران بالخشب إلى القصور الأوروبيّة، في القرون الوسطى، وتحديداً إلى القرن السابع عشر في فرنسا، لغرض إضفاء لمسات دافئة على المساحات، التي تسيطر خامة الرخام المعروفة ببرودتها عليها. ثمّ، ما لبثت أن انتشرت الفكرة في العديد من البلدان، لا سيّما في إنجلترا وألمانيا وروسيا... وتطوّرت لاحقاً، فأصبحت الجدران الخشبيّة تُطلى بطريقة معيّنة، مع إمكانية استخدام تدرجين مختلفين من لون محدّد في الأعمال أو هي تُطلى بالأبيض وتُطعّم بالذهب، كما كانت الحال في القصور، حيث تردّد حضور "البانوهات" على الجدران والأبواب ودرف الخزائن والأسقف.
راهناً، توضّح المهندسة دانا أن "البانوهات" مناسبة في تقسيم أجزاء المساحة المترامية، أو في تسليط الضوء على عنصر معيّن، كما على لوحة متثبتة في إطار خشبي أو رخامي يعلو المدفأة. أضف إلى ذلك، قد يحجب "البانوه" الباب الذي يشغل جزءاً من الجدار. وتضيف أن "الهدف من استعمالها هو توجيه التصميم المعتمد لمنحى معين، وإضافة لمسة جذابة على الجدران، وتعزيز قيمة الأخيرة". وتلفت إلى أن "البانوهات" تصنّف في عداد الديكور الفخم، عندما تزوّد بأعمال الحفر أو الطلاء الذهبي النافر.


الخشب والجصّ والرخام...

حضور "البانوهات" يتردّد على الجدران والأبواب ودرف الخزائن والأسقف (الصورة من Daze Furniture)
تكثر المواد المستخدمة في تصميم "البانوهات" الجداريّة، منها:
• الخشب: تقلّص حضور الخامة الرائعة في الجدران أخيراً، حسب المهندسة دانا لارتفاع تكلفتها.
• الجصّ: تعوز المتانة الخامة، التي تستخدم في صنع "البانوهات" لجدران الأماكن قليلة الاستعمال، كما صالات الاستقبال، مع إشارة المهندسة دانا إلى أن "شكل الجصّ أنيق، وهو متوافر بتكلفة مقبولة".
• الريزين والنحاس وورق الجدران، كلّها خامات مناسبة في تنفيذ "البانوهات"، التي تصمّم على هيئة مربّعات.
• الرخام مناسب في إعداد ديكورات مماثلة، لا سيّما في المنزل العصري أو في ذلك الذي يعرف الدمج بمدارس الديكور الكلاسيكيّة والموردن.
طرق تزيين الجدران بـ"البانوهات"

فكرة كساء الجدران بالخشب ترجع إلى القصور الأوروبيّة، في القرون الوسطى (نموذج من تصميم مهندسة الديكور دانا نعيم)
تختلف طرق تزيين الجدران بـ"البانوهات" حسب طراز المنزل، سواء كان كلاسيكيّاً أو عصريّاً أو فخماً. في الآتي، تعدّد المهندسة دانا مجموعة من الأفكار المتعلّقة:
• تُكسى مساحة الجدران الكلّية بـ"البانوهات"؛ في هذا الإطار، يصمّم إطاران متداخلان ببعضهما البعض لكل جدار، مع التخلّي عن فكرة حفرهما. يقسّم الإطاران المتداخلان، من الجهة السفليّة على هيئة مربعات، ومن الأعلى على هيئة طوليّة. من جهة ثانية، ثمّة فكرة أخرى تقضي بطلاء الجهة السفليّة بلون مغاير عن الجهة العلويّة.
• تُناسب "البانوهات" المحفورة جدران المنزل المراد تمييزها، مع الإشارة إلى أن الحفر لا يتعلّق بالتصاميم الكلاسيكيّة حصرًا، وإنما ينفّذ بطريقة تعكس ملامح من الديكور المعاصر الفخم.
• تحلّ "البانوهات" في غرف المنزل المختلفة، من دون تكرار التصميم الخاصّ بالمدخل في الصالة أو في أي حيّز آخر...
• يحلو أن يحمل المدخل "بانوهات" محمّلة بتقسيمات في الجهة العلوية منها، على أن تطلى بطلاء سادة، مع الإكثار في عدد المربّعات في الأسفل.
• تغطّي "البانوهات" مساحة الجدار الكليّة، في غرفة الجلوس والصالة، الأمر الذي يبرز "المعلّقات"، من لوحات ومرايا ووحدات الإضاءة.
• تعدّ "البانوهات" من الخشب، في غرفة نوم الطفل، على أن تطلى بأحد ألوان الباستيل الفاتحة، وذلك لإضفاء الطابع الطفولي.
• تصمّم "البانوهات" الضخمة، والمحفورة بصورة ناعمة (أو السادة) لجدران غرف النوم الرئيسة.