عقدت جامعة القدس المفتوحة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، وفصائل العمل الوطني، واللجنة الوطنية لدعم الأسرى، يوم الأربعاء 24/11/2021م، المؤتمر الوطني لدعم الأسرى، تحت رعاية رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو وبحضوره، في فرع الجامعة بمدينة نابلس.
وأكد المشاركون في ختام المؤتمر أن محاكــم الاحتلال العســكرية أداة مــن أدوات انتهــاك جســيم للقانــون الدولــي الإنساني. لذلك، حولـت سـلطات الاحتلال اتفاقيـة جنيـف الرابعـة مـن اتفاقيـة لحمايـة المدنييـن فـي زمـن الحـرب إلى اتفاقيـة لحمايـة جنـود الاحتلال وإدامتـه.
وأوضح المشاركون أن دولـة الاحتلال وسّعت منذ (50) عامـاً صلاحيات المحاكـم العسـكرية لتشـمل جميـع جوانـب الحيـاة الفلسـطينية فـي الأرض المحتلـة، بمـا فيها قطاعات: الصحــة، والتعليــم، وملكيــة الأراضي، وبنــاء المنــازل، وحريــة التنقــل، وحــق المواطنــة، وحــق التجمــع.
وطالب المشاركون في المؤتمر الوطني الأسرى الإداريين، ممن لم يتم إنصافهم أو تحقيق العدالة بحقهم، بمواجهة محاكم الاحتلال الإسرائيلية وبمقاطعتها كلياً لكسر هذا القانون.
وأوصى المشاركون بتأسيس مركز إعلام ودراسات وتوثيق وشبكة إعلامية دولية بلغات عالمية، والتعاون مع المواقع المساندة للمساهمة في حملات تجنيد الرأي العام العالمي لتفعيل قضية الأسرى، والمطالبة بتفعيل دور السفارات والممثليات الفلسطينية للقيام بحملات مساندة لقضية الأسرى والأسيرات عبر تخصيص ملحق دائم لقضية الأسرى.
وأكد المشاركون أن سياسة الاستهداف الطبي الصهيوني المتعمد ضد الأسرى الفلسطينيين تستلزم استخدام الوسائل والقنوات الدولية الضاغطة على الاحتلال، ومقاضاته في المحكمة الجنائية الدولية، والعمل لوقف هذه المجزرة، التي كان آخر ضحاياها الأسير الشهيد سامي العمور، لينضم إلى قائمة شهداء الحركة الأسيرة الفلسطينية وعددهم 227 شهيداً.
واعتبر المؤتمرون سياسة احتجاز جثامين الشهداء، بمن فيهم (8) أسرى شهداء، بدءاً من الشهيد أنيس دولة المحتجز رفاته منذ 1980 إلى الشهيد سامي العمور مؤخراً، وعدم تسليمها لذويهم، عملاً غير مشروع إنسانياً وقانونياً، وينتهك قواعد القانون الدولي، وهو جريمة دولية تستوجب العقاب انسجاماً مع معايير العدالة الناجزة.
وفي افتتاح المؤتمر، نقل محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان، تحيات فخامة الرئيس محمود عباس للحضور، وقال إن ســلطات الاحتــلال الإسرائيلي منــذ احتلالها للأراضي الفلســطينية عــام 1967 تعمل علــى تكريــس منظومــة عســكرية اســتعمارية متكاملــة مــن القمــع والحرمــان والتطهيــر العرقــي والعقوبـات الجماعيـة، مـن ضمنهـا منظومـة الأسر والاعتقال، باعتبارهـا نظامـاً قمعيـاً وعنصريـاً تمييزيـاً تسـتخدمه قـوة الاحتلال كإحدى أدوات فـرض السـيطرة والهيمنـة، وكسـر إرادة الشـعب الفلسـطيني وتركيعه، وتدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية والتنموية والنفسـية الفلسـطينية بطريقــة ممنهجــة.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس أمناء الجامعة، رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز م. عدنان سمارة، إن "جامعة القدس المفتوحة اتخذت عدة سياسات خاصة لتوفير التعليم للأسرى المحررين والأسرى القابعين في سجون الاحتلال"، لافتاً إلى أن الجامعة ورغم الظروف المالية القاسية التي تمر بها إلا أن (10%) من موازنتها تذهب مساعدات للفقراء.
وأضاف أن أكثر من (3) آلاف أسير محرر استفادوا من البرامج الخاصة بالأسرى والمحررين، إضافة إلى (1250) أسيراً مازالوا يقبعون في سجون الاحتلال، تخرج منهم قرابة (800) بعد استكمال متطلبات الحصول على البكالوريوس.
من جانبه، رحب أ. د. يونس عمرو، في كلمته بافتتاح المؤتمر، بالحضور وعلى رأسهم أم الأسير ناصر أبو حميد، وحيا أسرى فلسطين الذين لا يملون ولا يكلون في مقارعة عدو بغيض، "ومهما تحدثنا عن بطولاتهم لن نكفيهم حقهم، ونقف اليوم مع أسرانا في حربهم الضروس ضد الاحتلال، مع عدم نسيان الشهداء الذين أناروا لنا الدرب، خصوصاً الذين ارتقوا شهداء داخل سجون الاحتلال، وتجاوز عددهم (227).
وذكّر بأن "جامعة القدس المفتوحة سعت منذ البداية لتوفير التعليم للأسرى، سواء المحررون أو القابعون في سجون الاحتلال، ونجحت في الدخول إلى المعتقلات وتوفير التعليم للأسرى داخل سجون الاحتلال بالتعاون مع هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني"، وتابع: "واليوم يوجد حوالي ألف أسير على مقاعد الدراسة، تخرج منهم حوالي (800)، ونسعى لإدخال برامج الماجستير لهم داخل السجون".
في السياق ذاته، قال رئيس هيئة الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، إن "أسرانا يثبتون كل يوم أنهم قادرون على تحدي سياسات الاحتلال. ونلتقي اليوم في المؤتمر الوطني لدعم أسرانا في سجون الاحتلال، الذين يعيشون أوضاعاً صعبة جراء سياسة الاستهداف الممنهجة من الاحتلال لتدمير الأسرى".
وأضاف: "ما يتعرض له الأسرى يجب أن يدفعنا للوقوف معاً في وجه الاحتلال الذي يسعى دائماً لفرض منظومة القوانين العسكرية على الأسرى والمعتقلين بالعنجهية التي تجاوزت القوانين الإنسانية كافة، ووصلت إلى مستوى الجريمة المنظمة، حيث تمارس الاعتداءات والاقتحامات علناً، وتوثق بعدسات الكاميرات الإسرائيلية".
وأوضح أن "الاعتداءات الصهيونية على الأسرى ازدادت بشكل كبير بعد شهر أيلول الماضي، حيث تمكن (6) أسرى من انتزاع حريتهم قبل إعادة اعتقالهم، ونسعى لتشكيل منظومة دعم دولية للتخفيف من معاناة أسرانا".
وقال نصر أبو جيش، في كلمة فصائل العمل الوطني: "نحن الفلسطينيين، لا يرهبنا السجن أو السجان، والأسرى بحاجة لفعل على الأرض من أجل نصرتهم. ونوجه التحية للأسرى أبطال نفق الحرية، ولجامعة القدس المفتوحة على استضافة هذا المؤتمر".
من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة العربية في الداخل المحتل، د. محمد بركة، إن "أسرانا الذين تحرروا بأيديهم من السجون يمثلون الحلم الفلسطيني الذي سيصبح قريباً بتحرر كل الأسرى من سجون الاحتلال.
وأضاف أن "الأسرى يمثلون كل معاني النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن شعبنا بالداخل سيدعم صمودهم"، مشيراً إلى أن "شعبنا بالداخل المحتل يتعرض لمحاولات إلغاء مدن من خارطة الوطن الفلسطيني، لكنها قامت وانتفضت وقالت إنها فلسطينية، وستبقى كذلك وعلى رأسها يافا واللد".
في سياق متصل، قال قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، إن جامعة القدس المفتوحة تقف في مقدمة المؤسسات الأكاديمية في دعم الأسرى والوقوف إلى جانبهم، مؤكداً أن الجامعات كانت ولا تزال رأس الحربة في مقاومة مشروع الاحتلال، ويجب أن تكون وطن الفكرة وبناء الاستراتيجية والرؤية لتحديد مسار وآليات مواجهة المشروع الصهيوني الذي يتكرس على الأرض الفلسطينية.
تخلل المؤتمر الوطني مجموعة من المحاور، هي: المحور القانوني "الحركة الأسيرة والمحاكم العسكرية الإسرائيلية" وقدمه المحامي جواد بولس، والمحور الإعلامي "دور الإعلام في دعم الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية" قدمه الصحفي بكر عبد الحق نيابة عن نقيب الصحفيين، والمحور الطلابي في دعم الأسرى قدمه الأسير المحرر الطالب في جامعة القدس المفتوحة فادي خليل.
وخلال المؤتمر، قامت حركة الشبيبة الطلابية واتحاد مجلس الطلبة وإقليم حركة فتح في محافظة نابلس، بتكريم "خنساء فلسطين" أم الأسير ناصر أبو حميد.
[email protected]
أضف تعليق