اعتاد الداخل إلى قرية مجد شمس الجولانيّة زيارتها وقت قطف انواع من الأثمار، فنرى السياح يتوافدون إليها موسم الكرز والتفاح، كما ويصلها الآف من سقوط أول ثلوج على جبل الشيخ، الأمر الذي تحرم منه بقية البلدات في بلادنا. مؤخرًا، تحوّلت الزيارة إلى مجدل شمس إلى مطولة أكثر، فقد تكون يوم أو يومين او حتى إسبوعًا بعد أنّ تعرف المئات إلى النزل الخاص أو بيت الضيافة "ميرفا"، والذي تديره سيدة جولانية أصيلة تجمع ما بين المبادرة التجارية وما بين الضيافة الجولانية.

مرفت ابو جبل، أم لـ 3 ابناء، قررت أن تفتح بوابة دمشق- مجدل شمس- للحضور من كافة البلدات، لتطلعهم بطريقتها على حضارة المكان وتاريخه وأصالة سكانه.

عن المبادرة 

وتقول عن مبادرتها، بين الضيافة "ميرفا" أنه كان بمثابة حلم، فلم تتلقى الدعم من أي أحد بداية الطريق، ولطالما طرح التساؤل أمامها عن الجدوى من هذه المبادرة، وخاصةً أقتصاديًا، في ظل التحديات التي تعيشها المرأة العربية عامة، والجولانية خاصة.

وتضيف في السياق: مجدل شمس منطقة حدودية، تحمل الكثير من القصص والحكايات، وتتميز بحسن الضيافة المتوارث ابًا عن جد، فلا اذكر أنّ ضيفنا غادر منزلنا يومًا وهو مستاء. في عام 2017 قررت أنّ أحول هذه الحكايا إلى قصتي الشخصية وبادرت إلى بناء نزل ضيافة، فالمكان جدًا مشجع ويحمل طبيعة خلابة، ولطالما فكرت بزوار البلد الموسميين والذين يصلون إلى البلدة ويغادرونها سريعًا.

وتوضح: رغم التحديات علمت بداخلي أنّ السياحة هي مصدر مهم، واذا ما ركزنا في الخدمات المرافقة له، سنتحول إلى وجهة سياحية إلى كافة الزوار، عليه كانت المبادرة مكلفة جدًا وتحمل العديد من المخاطر والمصادقات التي يجب الحصول عليها.

وتقول: أخترت أن أبدأ بالمبادرة بمساحة تقع إلى جانب بيتي، وهي غير مستغلة، وتقع بالقرب من الشريط الحدودي وايضصا بيارات المجدل. هذا المكان الذي يحمل رسالة سياسية وأخرى انسانية يجعل الزائر يترك ضجيجه الداخلي الذي يحمله يوميًا ويعيش لحظات تأمل في تعقيدات أكبر منه ومنا.

وتسهب: لاحقًا ومع أفتتاح أول جزء من بيت الضيافة بدأ الزوار بالتوافد، مما شجعني إلى المضي قدما نحو منطقة محاذية إلى المنطقة الأولى، واليوم تتسع المنطقة لأكثر من 10 عائلات في ذات الوقت، التي تتمتع بهدوء واستجام في بركة سباحة خاصة.

وعن تقييمها للمبادرة تقول مرفت: اعتبرها ناجحة بكل المقاييس، فبعد اربع سنوات من العمل لا بد أنّ اقول أني على رضى تام من مخاطرة أدخلت إليها نفسي وعائلتي ايضًا التي لاحقًا ساهمت بالعمل معي بشكل كبير لا سيما زوجي العزيز.

الخدمات 



وعن الخدمات التي تقدمها مرفت تقول: اضافة إلى النزل وبركة السباحة هنالك مكان للأسترخاء والتدليك، خاص وعصريّ جدًا، ما يميزه ليس فقط أنه عصري ومتكامل من حيث التجهيزات، انما كونه يشكل مكان عمل لفتيات جولانيات مثلي لا يستطع السفر إلى بلدات أبعد للعمل.

إلى الخدمات، تضيف مرفت: ضيفنا وان كنا لا نعرفه يعيش لحظات وكانه في البيت، والمثير أنه لاحقا وبسبب المعاملة يعود إلنا مجددا ويخبر أصدقائه، فأنا لم أقم بأي عمل تسويقي، نجاحي كان بفضل الزوار الذين وصلوا وخبروا أصدقائهم بذلك.

وتوضح: عندما نقول أنه يشعر بالبيت فنحن نعني ذلك، فالضيف عندنا يتمتع بخدمات خاصة وأكلات من المطبخ الجولاني.

المرأة في الجولان 

وعن المخططات المستقبلية تقول مرفت: يوميًا أنظر إلى المنطقة المحاذية للنزل، فهنالك بيت قديم قديم جدًا احلم بتحويله إلى مقهى، مقهى ما يميزه أنه حدودي، يحمل الكثير من الصراعات ويضعها على طاولة فنجان قهوة.

تختتم مرفت لقائنا بالقول أنّ المراة في الجولان تعيش أكثر من دائرة تحدي، فهو تحدي المجتمع وتحدي المجتمع الإسرائيلي، وايضًا التواصل الداخلي مع الوطن الأم، عليه تأتي هذه المبادرة لتقول أنّ أحلامنا نحن النساء ليست بالبعيدة ومن الممكن تحقيقها مع الكثير من الأصرار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]