ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية في إحدى حلقات بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، تقول فيه السائلة: ابنتي كانت مريضة وممنوعة من القمح وأكلات كثيرة، ونذرت انها حين تشفى أخبز شوالين من الدقيق وأوزع الخبز منهم ، ثم شفيت ولكن زوجي الآن يقول أن نخرج فلوس أكثر على المحتاجين.. فما الحكم؟

"النذر عبارة عن التزام بقربة لم يفرضها الشرع" يجيب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا تعريف النذر من الناحية الشرعية، إذ فيه يلزم العبد نفسه بشيء لم يفرضه الله عليه، ولذا لا يجوز النذر بالواجب، فلا يقول الإنسان نذرت أصلي الظهر، لكن إن قال نذرت أصلي سنة الظهر فهو بذلك قد نذر ويلزمه الوفاء، فالنذر هو التزام قربة لم تتعين في أصل الشرع، وأكد شلبي أن المسلم إن نذر نذرًا فعليه أن يفي بنذره مادام ليس معصية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه، فإن لم يستطع الإنسان أن يفي النذر فعليه أن يكفر عن النذر بكفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين وحدها الأدنى عشرة جنيهات للمسكين الواحد، "فإن استطاع الوفاء بنذره فيجب عليه ذلك وإن لم يستطع فعليه أن يؤدي كفارة اليمين، فإن عجز عن إطعام عشرة مساكين فعليه صيام ثلاثة أيام".

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية حول الرغبة في تنفيذ النذر ولكن بحجم أكبر أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بالدار أنه مادامت هناك استطاعة للوفاء بالنذر فعلى صاحب النذر أن يوفي به كما هو، مستشهدًا بيقول تعالى: "يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا"، وأضاف شلبي أن الوفاء بالنذر بأن يكون كما هو، فطالما نذر بذبح الجدي فيذبحه، لكن إن أراد أن يزيد فوق الجدي لحمًا، فلا مانع في ذلك، فإذا ذبح السائل الجدي ورغب في أن يشتري بباقي المال أو بأكثر منه اللحم لتوزيعه على الفقراء فهذا جائز ولا شيء فيه.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]