خرج ما يعرف بالمنسق في الجيش الاسرائيلي بالضفة الغربية في بيان مصور أشار فيه إلى أن حاجز الجلمة الفاصل بين جنين والأراضي المحتلة عام 1948، لن يعاد فتحه طالما تتم عمليات إطلاق النار باتجاهه من المسلحين.
وتناول المنسق مقايضة اقتصادية قال فيها: إن الحاجز الذي يعتبر شريان الحياة بجنين سيبقى مغلقا في الفترة الحالية ما يعني منع فلسطينيي الداخل من دخول جنين، وبالتالي تعليق العجلة الاقتصادية، محذرا في نهاية الفيديو أهالي جنين وعرض مقايضة: إما الاقتصاد وإما ما أسماهم "المخربين".
وتغلق القوات الاسرائيلية منذ نجاح أسرى جلبوع الستة بتحرير أنفسهم حاجز الجلمة، وتمنع الدخول والخروج منه، كما تفرض طوقًا على محافظة جنين ما تسبب بشلل تجاري كامل في المدينة.
ويقول رئيس الغرفة التجارية بجنين عمار أبو بكر إن محافظة جنين تعتمد بشكل أساسي على العلاقة التجارية مع الداخل، ما يعني أن إغلاق حاجز الجلمة يتسبب بضرر كبير للتجار ولمعيشة الناس، وهذه ليست المرة الأولى التي يغلق فيها هذا الحاجز، فخلال جائحة كورونا أغلق لنحو عام في الوقت الذي كانت فيه باقي المعابر مع الداخل مفتوحة في المحافظات الأخرى.
مقايضة مرفوضة
ويعتبر أبو بكر أن مقايضة القضايا الوطنية بالاقتصاد هي معادلة مرفوضة، وهذا معروف ولا يقبل مجرد التفكير، وبالنسبة للأسرى فهم من أكثر القضايا حساسية والتي تمس كل وجدان فلسطيني وتمس كل بيت.
ويعمل حاجز الجلمة في أوقاته الطبيعية بطاقة استيعابية كبيرة، فكل يوم تمر منه آلاف المركبات فيما يقدر ضخ السيولة من الداخل لجنين بأكثر من مليار وثلاثمائة مليون شيقل سنويا.
ولم يتعاف تجار محافظة جنين من تأثيرات الإغلاق الطويل خلال الجائحة ليتكرر الإغلاق مرة أخرى.
ويتزامن هذا الإغلاق مع تهديدات مباشرة من قيادات جيش الاحتلال بعملية عسكرية واسعة في جنين للقضاء على من يعتبرونهم مسلحون باتوا يشكلون ظاهرة مهددة، إضافة إلى تواصل العملية العسكرية بحثا عن المحررين أيهم كممجي ومناضل نفيعات.
ويأخذ التضييق الاقتصادي أشكالا مختلفة، حيث يشير أسامة جرادات وهو تاجر يتنقل يوميا بين جنين ومدينة الناصرة في الداخل، إلى أن التشديد يطال الفتحات التي تشكل متنفسا لآلاف العمال في الداخل، حيث ينتشر جيش الاحتلال بكثافة على الفتحات ويمنع الدخول والمرور منها.
ويقول جرادات لـ"صفا" إن الاحتلال يهدف للضغط المستمر على الأهالي من خلال إجراءات عقاب جماعي يتم فيها إطلاق القنابل الغازية ومطاردة العمال ومنهم كبار السن واعتقال بعضهم.
ولا يعلم أهالي جنين نهاية هذه الحملة أو الحالة الراهنة المستمرة منذ عشرة أيام، ولكن بات واضحا وفق إرهاصات عديدة أن ضغوطا ستتزايد وحالة أمنية ستتدهور وأن فتح المعابر والحواجز لن يكون قريبا.
المصدر: صفا
[email protected]
أضف تعليق