في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عشر سنوات، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الإثنين في شرم الشيخ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت. وتباحثا حول سبل وجهود إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى "مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية".

في هذا السياق تحدث مراسلنا مع بعض المحللين، حيث قال المحلل السياسي د. ثابت ابو راس:" لقاء السيسي وبينيت وان ركز على موضوع غزة فان هناك ملفات اخرى لا تقل اهمية من جهة الطرفين وتم بحثها ايضا وعلى راسها ملفات اقليميه والدور التي تلعبه الدولتين بعد انسحاب امريكيا من المنطقة، ما زال الملف الايراني يشغل بال اسرائيل ومصر وخاصة ان هناك اختلاف في وجهات النظر بين الدولتان من جهة والولايات المتحدة الامريكية.

وأضاف :" السيسي الذي التقى مع بينيت وهذا اول لقاء له مع زعيم اسرائيلي على الارض المصرية لهما مصلحة مشتركه، حيث ان السيسي بحاجة لتعزيز شرعيته في الادارة الأمريكية الجديدة وبينيت، بحاجه لتعزيز مكانته في المجتمع الاسرائيلي كرئيس حكومة وقائد يلعب في الساحة السياسة الاقليمية والدولية، ويبقى موضع غزة والتهدئة بين حماس واسرائيل وامكانية تبادل اسرى بين الطرفين قضيه اخرى ثانوية مع اهميتها لان ما كان هو ما سيكون. غزة بحاجة لرفع الحصار عنها وباعتقادي ان الطرفان الاسرائيلي والمصري غير معنيين بذلك بهذه المرحلة كل من منطلقاته.

القضية الفلسطينية

من جانبه قال المحلل السياسي محمد دراوشة:" هذا اللقاء معاني كثيرة، ويخدم مصالح كثيرة لكلا الطرفين، ويبدو ان القضية الفلسطينية لم تكن القضية المحورية فيه، فهناك القضايا الأمنية المشتركة المتعلقة بسيناء، إضافة إلى العلاقات المصرية الأمريكية، التي تمر من خلال العلاقة بين مصر وإسرائيل".

وأضاف:" لذلك شهدنا الترحاب المصري الزائد بنفتالي بينيت والعلنية المفرطة بإبراز رموز دولة إسرائيل مثل العلم والكيباه على رأس بينيت في الصور الرسمية التي صدرت عن الرئاسة المصرية. طبعا كان للموضوع الفلسطيني حضور، لأن اسرائيل تعرف مقدار تأثير مصر والسيسي على حكومة حماس، وكون مصر شريان غزة الرئيسي للعالم الخارجي".

وتابع بالحديث:" إسرائيل تأمل أن تقوم مصر بدور التهدئة في غزة، واحتواء الأزمة المتصاعدة في الشهر الأخير. ومصر تريد استعادة الدور الذي خطفته قطر في عهد نتنياهو من خلال حقائب الدولارات، يبدو ان التقاء المصالح بين الطرفين، يأتي بإيعاز أمريكي بعيد اللقاء بين بينيت وبايدن مطلع الشهر في واشنطن، ويأتي أيضا بعد اللقاء مع العاهل الأردني الملك عبد الله، هذا لا يبشر بتطورات سياسية سريعة، ولكن يسعى الجميع الى فترة من التهدئة، هدفها تغيير الأجواء في المنطقة لتطورات مستقبلية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]