ذكر كاتب إسرائيلي، أن ما شهدته مدينة جنين شمال الضفة الغربية من اشتباك بين "المسلحين" الفلسطينيين ووحدات إسرائيلية خاصة أسفر عن مقتل أربعة فلسطينيين، لم يكن الأول الذي تحياه الضفة الغربية، بدليل أن عمليات الاعتقال الروتينية للجيش الإسرائيلي في جنين تنتهي بتبادل إطلاق نار قتل فلسطينيين، مما يطرح تساؤلات حول ما الذي تغير في الفترة الأخيرة.
وأضاف إيهود حمو بمقاله على "موقع القناة 12" العبرية، أن "ما حدث مرة أخرى في جنين، يحدث كل ليلة تقريبًا في كل مكان في الضفة الغربية، لكنه يمر في صمت تام، أما في جنين فيصبح الأمر نوعًا من الحرب في هذا المخيم للاجئين، وكل بضعة أسابيع أو شهور، وهذه المرة كانت محاولة إسرائيلية لاعتقال رجل من حماس، لكن الحدث تطور إلى معركة بالأسلحة النارية انتهت بمقتل 4 فلسطينيين".
وأشار إلى أن "مسلحين جنين لهم نفس الصورة: شباب، بعضهم يحمل أسلحة، وآخرون يحملون الحجارة، مما يتطلب معرفة الحمض النووي لمخيم جنين، وما يميزه عن باقي مخيمات ومدن الضفة الغربية، ولماذا يتطلب كل اقتحام للجيش هناك إعدادًا مختلفًا عما هو عليه في مخيمات اللاجئين الأخرى، وكيف يمكن أن يطلق المسلحون هنا بالضبط النار على قوات الجيش الإسرائيلي التي تقتحم المخيم، رغم إدراكهم أن ذلك قد يؤدي لمقتلهم".
وأوضح أن "مدينة جنين تستضيف عشرات الآلاف من السائحين العرب الفلسطينيين من مواطني 48 كل أسبوع، وقد أصبحت مركزًا للتسوق والترفيه، وتم زرع مداخلها بالحدائق المائية الصغيرة، والمقاهي الأنيقة، والشركات المغرية، ويترك هؤلاء المواطنون ثلاثة مليارات شيكل سنويا في المناطق الفلسطينية، وجزء كبير من الأموال يذهب إلى جنين".
وأضاف أنه "إذا كانت مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية تعتبر أكثر مناطق حماس انتماءً، فإن محافظة جنين تعتبر الأكثر ولاءً للسلطة الفلسطينية، ولكن بعد وصول جائحة كورونا، تغيّر وجه المدينة المتجددة، فقد ازداد الوضع الاقتصادي صعوبة مرة أخرى، وأغلقت الأماكن، وتردد السائحون في الوصول، وارتفعت البطالة بشكل كبير".
وأكد أن "الوضع الاقتصادي في مخيم جنين للاجئين يزداد أضعافا مضاعفة عما هو عليه الحال في المدينة ذاتها، ففي المخيم ارتفع معدل البطالة، وازداد الفقر، وبقي العديد من الشباب عاطلين عن العمل، ودون مستقبل، يضاف لذلك الكمية الكبيرة من الأسلحة التي يمكن العثور عليها في المخيم، ووفقًا لبعض التقديرات الفلسطينية، يوجد ما لا يقل عن خمسة آلاف قطعة سلاح بأيدي الشبان، وهي كمية ضخمة غير مسبوقة من البنادق".
ورأى أنه "إلى أن يغادر أبو مازن منصبه الرئاسي، فمن المتوقع أن يستمر استخدام هذه الأسلحة التي بحوزة الشبان الفلسطينيين لإطلاق نيرانها على قوات الجيش التي تقتحم المخيم، وهو من الأماكن الوحيدة في الضفة الغربية التي تجد فيها أعضاء الجهاد الإسلامي وحماس وفتح، وبغض النظر عن هويات هذه التنظيمات، فإن الهوية الموحدة حقًا للمخيم هي توقع الرد على الجيش عند كل اقتحام تقوم به قواته".
[email protected]
أضف تعليق