تشهد سماء البلاد نهاية الأسبوع الجاري حدثا فلكيا مثيرا حيث تشاهد شهب البرشاويات، وهي من أكثر الزخات الشهابية كثافة خلال العام ومن اكثر الزخات الشهابية متعة ونشاطا.
وبحسب الجمعية الفلكية ، فإن شهب البرشاويات يبدأ رصدها من يوم التاسع من شهر اغسطس وحتى الرابع عشر منه، اما ساعة الذروة حيث تصل قمة نشاطها فتكون يوم الثاني عشر من أغسطس من كل عام.
ويعتبر المذنب (سويفت – تتل) هو مصدر شهب البرشاويات، حيث اكتشف الفلكيون أن المذنب سويفت – تتل يترك نهرا من الغبار حول الشمس أثناء اقترابه منها كل 130 سنة تقريبا، وان الأرض تعبر هذا النهر الغباري يوم 13 أغسطس من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة برشاوس، حيث تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء، وعندما تمر الأرض من ذرات الغبار التي تركتها المذنبات تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا وتسمى زخات الشهب من جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء.
وأوضحت الجمعية الفلكية ، ان هذه الفترة، ستكون هناك فرصة لرؤية شهب البرشاويات بشكل جيد من المدن الفلسطينية، وذلك لان نقطة اشعاع الشهب ستكون فوق الأفق طوال الليل، مما يعني أن زخات الشهب ستكون نشطة طوال الليل، ومن المتوقع بحسب خبراء رصد الشهب أن تكون أفضل العروض للشهب خلال ساعات ما قبل الفجر بفترة وجيزة عندما تكون نقطة اشعاعها في أعلى مستوياتها، وسيكون هناك مسارات قصيرة وأخرى طويلة للشهب في السماء تعبر مساحات واسعة من السماء قبل أن تختفي كليا.
وفي ذروة نشاط هذه الشهب هذا العام، من المتوقع مشاهدة عشرات الشهب في الساعة وقت الذروة من المناطق المظلمة في فلسطين، فيما سيكون العدد أقل من ذلك بشكل ملموس كلما اقتربنا من المناطق الملوثة ضوئيا، وستكون ذروة الشهب هذا العام مع وجود القمر في طور الهلال، وبالتالي لن يكون هناك تأثيرا كبيرا للقمر عى رصد ومشاهدة الشهب.
والشهب meteors التي تسمى عند الشعوب والعامةshooting stars عبارة عن ذرات تراب مجهريه أي صغيرة جدا، وتسبح هذه الذرات الترابية في الفضاء بين الكواكب السيارة وهي ناتجة عن مخلفات المذنبات التي تتركها في الفضاء، وتزداد الذرات الترابية في مناطق معينة من الفضاء تسمى ( أسراب الشهب ) وعندما تمر الأرض من هذا السرب تظهر الشهب بشكل مميز.
وعندما تقترب الذرات الترابية من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى 70 كلم/الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فان ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ، وتبدأ الشهب بالاحتراق على ارتفاع 120 كلم عن سطح الأرض ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كلم لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية الى في حالات نادرة وإذا ما وصل منها شيء فهي ليست سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد .
[email protected]
أضف تعليق