قضى فريق من علماء الأنثروبولوجيا سنوات في تحليل أجزاء من جمجمة وعظام فك سفلي وأسنان تم اكتشافها عام 2010 في نيشر- رملة قرب حيفا، ومقارنتها بمئات الحفريات حول العالم من عصور مختلفة.
وأشار الباحثون إلى أن الحفريات تنتمي على الأرجح إلى مجموعة أشباه البشر التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإنسان البدائي (إنسان النياندرتال)، وتتشارك معها في العديد من السمات، مثل شكل الفك السفلي.
يعتقد العلماء أيضًا أن هناك أوجه تشابه كافية لربط هذه المجموعة برفات السكان الآخرين الذين تم العثور عليهم في حفريات كهوف يعود تاريخها إلى حوالي 400 ألف عام.
وتقول عالمة أنثروبولوجيا الأسنان بجامعة تل أبيب، راشيل ساريغ، وهي مؤلفة مشاركة في البحث الذي نُشر الخميس في مجلة ساينس: "للأسنان بعض الميزات الفريدة التي تمكننا من التفرقة بين هذه المجموعات".
الحقبة الزمنية
ويرى عالم الأنثروبولوجيا الفيزيائية بجامعة تل أبيب، يسرائيل هيرشكوفيتز، وهو مؤلف مشارك آخر، إن هذه المجموعة ربما سكنت المنطقة منذ ما بين حوالي 100 ألف الى 400 ألف عام. ومشيرا إلى أن الاكتشافات التي تم في نيشر- رملة، قال انه من المحتمل أن تكون لـ"بعض آخر الناجين من مجموعة كانت الأكثر هيمنة في الشرق الأوسط".
أظهرت الأبحاث السابقة أن الإنسان العاقل - الإنسان الحديث - عاش أيضًا في المنطقة في نفس الوقت.
يعتقد الكثير من العلماء أن وصول الإنسان العاقل إلى أوروبا كان مؤشرا على تراجع إنسان نياندرتال هناك، لكن القصة قد تكون مختلفة في منطقة مفترق الطرق بين شمال إفريقيا وأوراسيا.
تضيف النتائج الجديدة إلى الأبحاث التي تظهر أن الإنسان العاقل والمجموعات الشبيهة بالإنسان البدائي تداخلت في الشرق الأوسط على مدى فترة زمنية طويلة، ربما لعشرات آلاف السنين.
ويعتقد مؤلفو الورقة البحثية بوجود تبادلات ثقافية وجينية بين المجموعتين. ويقول هيرشكوفيتز "لم يعد من الممكن سرد قصة إنسان نياندرتال كقصة أوروبية فقط. إنها قصة أكثر تعقيدًا بكثير".
ويقول إريك ديلسون، عالم الأنثروبولوجيا القديمة في كلية ليمان بنيويورك، والذي لم يشارك في الدراسة، إن حفريات نيشر - رملة "تبدو وكأنها جزء من سلالة متجهة نحو إنسان نياندرتال". ووصف النتائج بأنها "حفريات لما يبدو أنها تنوع وسيط - قد تكون هذه المجموعة أسلاف لإنسان نياندرتال في هذه المنطقة ".
[email protected]
أضف تعليق