l قاكتشف علماء فلك نجما قديما جدا يقع على حافة مجرتنا، ويبدو أنه تشكل بعد بضعة ملايين سنين فقط من الانفجار العظيم، لكنه يقدم معلومات قد تؤثر في فهم البشرية لنشأة الكون.
وذكرت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي، في "رسائل مجلة الفيزياء الفلكية"، أن الباحثين وجدوا النجم خلال مسح للسماء بتقنية تسمى "قياس الضوء ضيق النطاق"، والتي تقيس سطوع النجوم البعيدة بأطوال موجية مختلفة، ويمكن أن تكشف عن النجوم التي تحتوي على مستويات منخفضة من العناصر الثقيلة.
ودرس الباحثون النجم المعروف برقم المسح الخاص به، وهو " SPLUS J2104−0049" باستخدام التحليل الطيفي عالي الدقة، لتحديد تركيبته الكيميائية.
ووجد القائمون على الدراسة أن النجم النادر شديد الفقر بالمعادن، مما يدل على أنه من أقدم النجوم المكتشفة على الإطلاق.
وقال عالم الفلك "فينيسيوس بلاكو"، المؤلف الرئيسي للدراسة، في مؤسسة العلوم الوطنية في توسون بولاية أريزونا، إن النجم "نادر جدا، ولا نعرف من هذا النوع سوى 35 نجما، بعد بحث استمر على مدى عقود".
وأضاف أن النجم "عملاق أحمر"، كتلته تقارب 80 بالمئة من كتلة الشمس، ويبلغ من العمر 10 مليارات سنة على الأقل، وربما يكون أصغر من الكون نفسه ببضعة ملايين من السنين، ويقدر علماء الفلك عمر الكون بـ 13.8 مليار سنة .
واستخدم الباحثون بيانات من مسح فلكي أجراه تلسكوب في "سيرو تولولو" شمالي تشيلي، كشفت عن وجود النجم ضمن هالة مجرتنا "درب التبانة"، لكنه بعيد عن قرصها الرئيسي، ويقع على مسافة 16 ألف سنة ضوئية من الأرض.
ولفت بلاكو إلى أن المسح الأولي غطى حوالي 20 مليون نجم، اختار منها حوالي 200 ليجري فحصها باستخدام التحليل الطيفي متوسط الدقة، بواسطة "تلسكوب الجوزاء الجنوبي" لمختبر "نويرلاب"، في جبال الأنديز التشيلية.
وأثار النجم اهتمام الباحثين، فأجروا عليه مزيدا من التحقيقات باستخدام التحليل الطيفي عالي الدقة، بواسطة "تلسكوبات ماجلان"، التي تديرها الولايات المتحدة في صحراء أتاكاما في تشيلي.
وتظهر ملاحظات الباحثين أن "SPLUS J2104−0049" فقير للغاية بالعناصر الثقيلة وأنه يحتوي على أحد أدنى مستويات الكربون المسجلة.
ويشير ذلك إلى أنه من نجوم "الجيل الثاني" المبكرة جدا، التي تشكلت من بقايا نجوم "الجيل الأول" المكونة فقط من الهيدروجين والهيليوم، ونشأت بعد بضعة ملايين من السنين فقط من بداية نشأة الكون.
ومعظم النجوم التي نعرفها، مثل الشمس، هي من "الجيل الثالث" وتحتوي على عناصر ثقيلة نسبيا، مثل الحديد والنيكل والكربون والأكسجين، وهي عناصر نشأت عن طريق الاندماج داخل نجوم "الجيل الثاني" التي انفجرت وتناثرت على شكل سحب كونية.
ويقدر عمر الشمس، التي تشكل العناصر الثقيلة حوالي 2 بالمئة من كتلتها، بنحو 4.6 مليار سنة، ويعتقد علماء الفلك أن أمامها 5 مليارات سنة أخرى قبل أن تتضخم إلى نجم عملاق أحمر سيبتلع الأرض ثم يتحول إلى نجم قزم أبيض.
وأوضح بلاكو أن الظروف التي تشكل النجم في ظلها، تشير إلى أنه اندمج من سحابة نجمية بعد انفجار أحد نجوم "الجيل الأول"، الذي تبلغ كتلته حوالي 30 ضعف كتلة شمسنا، وتشكل بعملية اندماج مختلفة عما كان متوقعا، ما قد يؤدي إلى فهم أفضل لنشأة النجوم في وقت مبكر من عمر الكون.
ولفت العالم الفلكي إلى أن الاكتشاف يُظهر قيمة المسوحات الضوئية ضيقة النطاق، لتحديد النجوم شديدة الفقر بالمعادن، مما يشير إلى إمكانية العثور على المزيد منها.
[email protected]
أضف تعليق