حاور موقع "بكرا" السيدة "يفعات عوفاديا" من مؤسسي شركة "كولكتيف امباكت"، والتي تعمل على دمج الأكاديميين العرب في كبرى شركات ومؤسسات القطاع الخاص في إسرائيل، حول موقفها من قضية الإضراب في المجتمع العربي ونجاعته.

ما هي الرسالة التي توجهينها الى الشركات والجمعيات بما يتعلق بالإضراب في المجتمع العربي اليوم؟

جميعنا عربًا ويهودًا، مديرين وعمّال، نواجه امتحانًا صعبًا في هذه الفترة، وجميعنا نشعر بغضبٍ وتخوف. هذا هو الوقت الذي يجب ان تثبت القيادة من خلاله دورها. المواطنون العرب واليهود سيستمرون بتربية الأطفال سويةً، والعمل معًا، ولن يذهب اي شخص منّا الى مكانٍ آخر.

الديانة اليهودية والإسلامية تنبذان العنف، ويتحتم علينا الآن احتواء وتقبل وفهم الرأي الآخر وضبط النفس، وهكذا فقط يمكننا العودة للعيش معًا، وهذا الأمر يجب أن يبدأ الآن وليس غدًا.

الاضراب في نظري هو وسيلة ديمقراطية، لا تحوي العنف، تعبر عن الضائقة والاحتجاج والألم والغضب، الاضراب هو يمثل الأشخاص الذين يرفضون العنف، ويريدون أن يعبروا عن صوتهم واحتجاجهم، وهكذا يجب ان نتعامل مع قضية الإضراب.

يجب التعامل مع الإضراب على انه وسيلة لا تهدد استمرار العمل المشترك والحياة المشتركة بيننا، انما على العكس، يجب أن يكون وسيلة تمكننا من التعبير عن الغضب والاحتجاج، والاستمرار في الازدهار والتقدم والعيش سويةً، رغم كل الألم الذي ينتابنا خلال هذه الفترة.


هل من حق المجتمع العربي اعلان الإضراب كوسيلة احتجاج برأيك؟ وكيف ترين دور واهمية الإضراب؟

بلا شك. اؤمن انه من حق كل فرد او مجموعة دائمًا، أن تعلن الإضراب كوسيلة مهمة جدًا للاحتجاج والتعبير عن الرأي، وتهدف الى فهم الآخر والإصغاء له، ومن خلالها نعرض الضائقة ونؤثر على الآخرين.

على المجتمع اليهودي أن يحترم ويحتوي ويقدّر الحاجة الى الإضراب، ويفهم حجم الألم والغضب، ويصغي للأصوات الصادرة من المجتمع العربي، وانا اثني على كل احتجاج ديمقراطي لا يحوي العنف.

انا مقتنعة اننا نفهم جميعنا، انه ايضا في المجتمع اليهودي هناك ايضًا مشاعر صعبة جدًا، هناك ألم وخوف وغضب كبير، رواياتنا مختلفة وتحليلاتنا للأحداث والقاء المسؤولية مختلفة ايضًا، لأننا نسمع قنوات اعلامية مختلفة، ونرى صورًا مختلفة ونحلل الواقع بشكل ٍمختلف.

اسمع في المجتمع اليهودي حولي عدم فهم، وحيرة ومشاعر غضب وخوف ايضًا حول الاضراب.

الى جانب الحق في الاضراب، فهناك حاجة الى حوار بنّاء، حول واجباتنا جميعًا، لكي نبدأ بالنهوض من المستنقع الذي وصلنا اليه، ومحاولة فهم الآخر واحترامه، بهدف تهدئة النفوس، وأتمنى ان تصل رسالة الإضراب بصورة صحيحة ودقيقة، لكي تتحسن الأوضاع ويتحسن فهمنا واصغاؤنا واحتواؤنا للآخر، وليس العكس، وهو ان يتحول الإضراب الى بث للكراهية وإشعال الأحداث من جديد.

ما موقفك من المؤسسات والشركات التي عبّرت عن رفضها للإضراب؟

افهم واحترم الغضب والخوف والألم، في المجتمع العربي واليهودي في هذه الأيام، لكن أعتقد ان المصيبة الأكبر هي عدم قدرتنا على فهم الآخر. في الأوضاع التي يشعر بها الناس انهم مهددين على حياتهم ومنازلهم وابنائهم، فليس هناك القدرة على احتواء الآخر وهذا صحيح لجميعنا.

اشعر بأسف كبير بسبب فشلنا كأناس كبار، يهودًا وعربًا، في حماية اولادنا من العنف الكبير الذي وصلنا اليه خلال الأسابيع الماضية، وأشعر بتخوف مما سيحصل لنا كمجتمع، واخجل من فشلنا في تطبيق القيم الأخلاقية والإنسانية وايضًا الدينية كعرب ويهود، وأن نكون أناسًا جيدين، عطفاء ورحيمين وصبورين غير عنيفين.

ارى من خلال هذ الإضراب الأمل والنور في نهاية النفق، وعلينا البدء بالإصغاء واحترام الآخر حتى لو شعرنا بصعوبة في ذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]