نُقل عن مصادر في دمشق أنّ الرياض تؤيّد عودة دمشق إلى الجامعة العربية، وحضورها القمة العربية في حال انعقادها في دورتها الحادية والثلاثين في الجزائر برئاستها، مع الإشارة إلى أنّ ميثاق الجامعة ينص على عقد القمة في مقرِّها في القاهرة، إذا تعذّر انعقادها في البلد المضيف، لأي سبب كان.

وهذا الاتجاه السعودي في اتجاه دمشق، كان الإماراتيون سبّاقين إليه عندما فتحوا سفارتهم هناك، في العام 2018. وأما المصريون، فلم ينقطع تواصلهم مع دمشق على رغم الحرب المستمرة منذ العام 2011. ومعلوم أنّ الأسد على وشك انتخابات رئاسية، هذا الشهر، ستكرّس استمراره في السلطة لـ7 سنوات مقبلة.

ويمكن القول، إنّ بداية انفتاح السعوديين على الأسد جاءت انعكاساً للمحادثات التي يجرونها منذ منتصف نيسان الفائت مع الإيرانيين، في بغداد، وبوساطة عراقية. والحوار السعودي مع كل من طهران ودمشق يشكّل انعكاساً للتبدّل في المناخات بين الأميركيين والإيرانيين، منذ وصول بايدن، وانطلاق المحادثات في فيينا، حيث يَرشَح أنّ هناك تقدُّماً نحو الاتفاق على ترتيبات جديدة في الملف النووي، على رغم التعقيدات في ملفي الصواريخ البالستية ونفوذ إيران الإقليمي.

תكتب طوني عيسى في "الجمهورية": الاكثر تأثيراً على لبنان هو التطوُّر الحاصل في العلاقات العربية مع دمشق. ويعتقد محللون، أنّ مساعي التطبيع بين الجامعة العربية والأسد بلغت مراحل متقدّمة، بوساطة روسية ناشطة. وقد بلغ هذا التطوُّر ذروته بزيارة الوفد السعودي الرسمي للعاصمة السورية، قبل يومين.

وما تردَّد، نقلاً عن مصادر رفيعة في دمشق، هو أنّ الوفد الذي ترأسه رئيس المخابرات الفريق خالد الحميدان قد التقى الأسد، وأنّ الطرفين اتفقا على عودة السعوديين إلى دمشق، في زيارة ثانية مطوَّلة، بعد عيد الفطر، وعلى العمل لفتح سفارتهم هناك.

هذه التحوُّلات يترقبها لبنان بكثير من الحذر، لأنّها ستتكفّل بانتقاله من «ستاتيكو» سياسي إلى آخر. وعلى الأرجح، سيكون لبنان والعراق واليمن والملف الفلسطيني على طاولة النقاش بين القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك حوار السعوديين مع كل من طهران والأسد.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]