تخطو عائلة بشارات بمدينة نابلس بخطوات واثقة نحو دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر عائلة يمارس أفرادها رياضية الكراتيه في العالم.
فقبل 30 عامًا تقريبًا شقت رياضة الكراتيه طريقها نحو عائلة بشارات على يد اثنين من أبنائها، وها هي اليوم تضم نحو 30 فردًا يمارسون هذه الرياضة ويحملون الأحزمة بألوانها المختلفة، ليكوّنوا معا ورقة رابحة لدخول موسوعة غينيس.
ويقول أمين بشارات (44 عامًا) رئيس أكاديمية الأقصى للكراتيه، إن فكرة دخول عائلته موسوعة غينيس بدأت قبل ثلاث سنوات، لكون عائلته تضم عددًا كبيرا من لاعبي الكراتيه.
ويضيف في حديثه لوكالة "صفا": "اعتدنا أن نحقق كل فترة زمنية إبداعا وتميزا، ومن هنا بدأ التوجه لدخول غينيس".
ويؤكد أن هذا التوجه يحمل بُعدا وطنيًا وآخر شخصيًا؛ فهو يثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني لديه الإمكانات للإبداع والتميز، ومن جهة أخرى هو إنجاز آخر يضاف إلى سجل إنجازات عائلته بهذه الرياضة.
بداية موفقة
بدأت عائلة بشارات أولى خطواتها العملية لدخول غينيس أوائل العام 2020 لكن ظهور جائحة كورونا وما رافقها من صعوبة التواصل، أبطأ هذا المشروع.
وفي بداية العام 2021 تم التواصل مع مؤسسة غينيس بهدف تسجيل رقم قياسي كأكبر عائلة تمارس رياضة الكراتيه ورياضات أخرى، كما يبين بشارات.
وتلقت العائلة ردًا إيجابيًا من المؤسسة بإمكانية دخول الموسوعة مبدئيًا، بعد عرض الأمور على لجنة مختصة.
رياضيون بالوراثة
ويُعتبر أمين الأخ الأكبر والمؤسس لرياضة الكراتيه في عائلته المكونة من 12 أخًا وأختًا، بينهم 10 مارسوا الكراتيه ويحملون الأحزمة الملونة.
ويحمل أمين الحزام الأسود 6 دان، وهو حاصل أعلى درجة تحكيم في الاتحاد العالمي للكراتيه على مستوى فلسطين.
وهو يعتقد أن "العامل الوراثي" له دور كبير في تميزهم في رياضة الكراتيه، فوالده كان رياضيا يمارس المصارعة في الكويت.
ويقول مازحَا: "الكراتيه أصبحت في دمنا، ولو عملت فحصا ستجد أن فصيلة دمي (O+ كراتيه)".
ولدى أمين أربعة أبناء كلهم يمارسون الكراتيه، أكبرهم مصطفى الذي يحمل الحزام الأسود.
وبدأ أمين وشقيقه محمد ممارسة الكراتيه في أحد نوادي مدينة نابلس عام 1994 وتدرّجا في الأحزمة، قبل أن ينضم إليهما معظم إخوتهما تباعا، وكذلك زوجاتهم وأبناؤهم.
وحافظت عائلة بشارات خلال هذه السنوات الطويلة على استمرارية هذه الرياضة بين أفرادها، وانضم جيل ثان لها من الأبناء.
وفي 2003 أسس أمين وأخوته أكاديمية الأقصى للكراتيه التي بدأ صداها يعلو ويتردد، وانضمت للاتحاد الفلسطيني للكراتيه وحصلت على التراخيص من وزارة الشباب والرياضة.
ويقول بشارات: "تطورنا شيئا فشيئا، وأصبحت رسالتنا أكبر من مجرد عائلة، وانفتحنا على المجتمع المحلي والعربي والعالمي".
وشاركت الأكاديمية في العديد من البطولات العالمية وحصدت نتائج متميزة، كما نظمت على مدى أربع سنوات متتالية، أربع مواسم من بطولة القدس الدولية للكراتيه بمشاركة 11 دولة.
وإلى جانب الكراتيه، أدخلت العائلة رياضات عديدة، مثل السباحة، والفروسية، والكيك بوكسينج، والكونغ فو، والجودو، والمبارزة.
كما تبوأ الأشقاء مناصب عديدة في الاتحادات الرياضية الفلسطينية، فيتولى أمين منصب الأمين العام لاتحاد الكراتيه، ويتولى شقيقه خليل عضوية مجلس الإدارة في اتحاد الكيك بوكسينغ، وتتولى ضحى عضوية الاتحاد الفلسطيني للسباحة، فيما تولت شقيقته شذى سابقا عضوية اتحاد الكراتيه.
رسالة سامية
ويبين أن الكراتيه ليست مجرد مشروع استثماري لعائلته، وإنما تحمل رسالة لإيجاد جيل قوي ومثقف ومنضبط ولديه مبادئ وأخلاق.
وقال: "على مدى 18 عاما من عمر أكاديمية الاقصى خرّجنا آلاف اللاعبين الذين هم الآن يحملون درجات علمية عليا ويتلقى أبناؤهم حالياً تدريبات الكراتيه لدينا".
وأضاف: "الكراتيه جعلتني أتعرف على العالم وأسافر وأكوّن صداقات في العالم وأصبحت سفيرا لبلدي في التحكيم، وعملت بإطفائية بلدية نابلس بواسطة شهادة الكراتيه".
أما شقيقه عبد الله (31 عاما) والذي يتابع مشروع دخول موسوعة غينيس، فالتحق بالكراتيه عندما كان بعمر 6 سنوات عام 1996، وهو الآن يحمل الحزام الأسود 4 دان، ويعمل مدربا في أكاديمية الأقصى.
ويقول عبد الله لوكالة "صفا": "بدأتُ الكراتيه كهاوٍ، ثم احترفتها وأصبحت جزءا أساسيا من حياتي، وفتحت الباب أمامي إلى العالم، وبها بقيت جنبا إلى جنب مع إخوتي".
المصدر: صفا
[email protected]
أضف تعليق