أرخى الطراز المعاصر ظلاله على المجلس، الذي لم يتخلّ عن وجوده في الفيلّا الخليجيّة، وعن وظيفته في جمع الناس لتبادل الأحاديث والأفكار، وفي التعبير عن كرم المضيفين، وعن ديكوره الفخم.. ولو أنّ عناصر المجلس تنحو راهناً إلى تتبع الجديد في موضة الأثاث والتصميم، وإلى التخلي عن المغالاة في التزويق، واستبعاد الألوان الصارخة.
يفرد أبناء المجتمع الخليجي عامّة مساحات واسعة في مساكنهم حتّى تستقبل المجالس، وهذه الأخيرة تتخلّى راهناً عن الـ"نيوكلاسيكيّة" التي كانت سائدة لسنوات خلت لصالح الطراز المعاصر، وتحظى بمجموعة من اللمسات الفخمة، وتتزيّن بالنباتات الطبيعيّة، وتتبع خطوط الموضة لناحية الألوان والأشكال.
في لقائه مع "سيدتي"، فصّل المهندس كنان صافي، الحديث عن الجديد في تصميم المجالس، معدّداً النقاط الآتية.
• الشكل المستطيل مفضّل عند توزيع الأثاث، إذ هو يسمح بتقابل أماكن الجلوس، الأمر الذي يعزّز التواصل؛ ففي ضلعي المستطيل الطويلين، تتوزّع الأرائك ثلاثية المقاعد (أو رباعيّة أو خماسيّة المقاعد)، مع استيعاب أحد ضلعي المستطيل القصيرين لزوجين من المقاعد المفردة ذات الأذرع. ويمثّل الأخيران صدر المجلس. بالمقابل، تبتعد مقاعد الجلوس في المجلس مربّع الشكل عن بعضها البعض، ولا تستوعب هذه الطريقة في توزيع أماكن الجلوس، فرصة لوجود صدر للجلسة.
• الألوان الصارخة تتراجع لصالح تلك الرائقة، لا سيّما متدرجات الرمادي والأصفر الرائجة راهناً، مع تطعيم الألوان الهادئة بأخرى أكثر حيويّة (البرتقالي، مثلاً) في الوسائد أو الستائر، وبطريقة مدروسة. أمّا الألوان الترابيّة التي كانت دارجة في موضة بعض المواسم القريبة الفائتة، ومجموعة البيج اللونيّة فلم تعد تعبّر عن التوجهات الجديدة.
• السجّادة كبيرة الحجم أساسيّة في المجلس المعاصر، وهي تستوعب كل الأثاث، بعيداً عن توزيع قطع صغيرة من السجاد.
• الطاولة الضخمة تتوسّط المجلس، مع توزيع أخرى صغيرة للغاية (قطرها 30 سنتيمتراً) للضيافة، وذلك أمام كل مقعد من الجلسة. وفي هذا الإطار، هناك اتجاه إلى جعل الطاولات الجانبيّة متناهية الصغر في قطرها تتجمّع تحت الطاولة الضخمة.
المرايا فضية اللون تتراجع، وتتقدّم عليها أخرى غير تقليديّة بلون البرونز أو الرمادي الداكن
• الإضاءة تحملها الثريا التي تتوزّع في سقف المجلس حسب الفراغ المعماري، بالإضافة إلى وحدات متدلّاة في زوايا المجلس، والإضاءة النازلة (المعروفة بالسبوتلايت)، والتي تُسلّط على عناصر مرغوب إبرازها، كاللوحات.. وفي هذا الإطار، يوضّح صافي أن "النحو هو الابتعاد عن التوزيع المنتظم للإضاءة النازلة"، ويفيد بأن "الإضاءة المخفيّة أساسيّة في المجلس، بالإضافة إلى أنواع الإضاءة المذكورة سالفاً، مع توجّه إلى تثبيت الإضاءة المخفية في الأرض خلف الصوفا، فالإضاءة المخفية تشيع إحساسا جميلاً".
• الإكسسوارات عبارة عن لوحات كبيرة يتم اختيارها لتتناسب مع مساحة المجلس، وبالانسجام مع ألوانه، وكذا الأمر في شأن إطاراتها التي يجب أن تتماشى مع الأثاث وكسوة الجدران.
• النباتات تمثّل إضافة محببة ومرغوبة، لا سيّما نبات السحلب (أوركيديه).
• الرخام خامة مفضّلة في الأرضيّات والجدران، أمّا الخشب، بدوره، فهو يدفئ الجدران، ويضفي حضوره بصحبة المرايا المزيد من الفخامة. علماً بأن المرايا (الزجاج) فضّية اللون تتراجع، وتتقدّم عليها أخرى غير تقليديّة بلون البرونز (أو الرمادي الداكن).
• النقوش تختلف حسب الطراز، وفي المعاصر منه، لا يزال الاهتمام بالنقوش الشرقيّة والإسلاميّة، والمنفّذة بطريقة جديدة، باستخدام الجبس (أو الخشب أو الستاينلس ستيل).
[email protected]
أضف تعليق